بعد إفشال العملية الإنتحارية في مقهى الكوستا في شارع الحمرا في بيروت، يحتاج لبنان إلى الكثير حتى لا يسقط أمام الإرهاب، وأهم ما يحتاجه هو الإستثمار في دعم الأمن فيه.

إيلاف من بيروت: بعد إفشال العملية الإنتحارية في مقهى الكوستا في الحمرا، ما الذي يحتاجه لبنان حتى لا يسقط أمام "الإرهاب"؟ يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان تجاوز قطوعات أمنية كثيرة، ويُعتبر إفشال عملية الكوستا إنجازًا كبيرًا للأجهزة الأمنية في لبنان، التي تُثبت النوعية التي تفوق الإمكانيات المادية والتقنية المتاحة لها، من هنا يجب أن يعمل لبنان على الإستثمار في أمنه، لأن الأمن يبقى أهم من الرغيف، ويجب على الحكومة اللبنانية دعم الأجهزة الأمنية بكل ما اوتي لها من سلاح ومعنويات، وهذه الإجراءات الطارئة تعتبر كمسكنات ضرورية، ولكن يجب العمل على خطط وبرامج ضرورية من أجل تحصين لبنان أكثر أمنيًا، وعلى الحكومة أن تعمل على استئصال "الإرهاب" من جذوره والعمل على تجفيف مصادره ومعالجة البيئة الحاضنة له من خلال معالجة الفقر والمعاناة من البطالة والتهميش وعدم توافر الفرص والحد الأدنى للدخول إلى المدارس، وعلى الحكومة أن تعمل عليها كلها من أجل الإستثمار في الأمن وتكون راعية لإستئصال "الإرهاب" من جذوره.

الإرهاب في لبنان

وعن تساؤل الكثيرين بخوف ما الذي يحضره الإرهاب في لبنان، هل إحداث خرق أمني فيه أم العودة إلى حلم الدولة الإسلامية كما يراها "داعش"؟ يجيب طعمة أن العقل "الإرهابي" اليوم يخطط لتوجهات جديدة تختلف عن السابقة منها، وقد شاهدنا كيف كان شارع الحمرا مستهدفًا، ولا يقع في منطقة تُحسب على جهة معينة، وهو ليس الضاحية الجنوبية لبيروت، وهناك رسالة يوجهها "الإرهاب" الى لبنان، وهي أنه سيستهدف كل المناطق من دون تمييز، من خلال تفكيك الإرتياح الذي شاهدناه في بداية العهد الرئاسي الجديد.

ويبقى الوضع غير مريح، وما يجري في سوريا والعراق نرى أصداءه لدينا.

انجازات أمنية

عن انجازات قوى الأمن، هل تستمر وما الذي ينقصنا لتحصين الأمن أكثر؟ يجيب طعمة أن ما ينقصنا هو الإستثمار أكثر في الأمن، ودعم من الدولة لتجهيز الجيش اللبناني والقوى الأمنية بكل ما هو جديد إداريًا أو عسكريًا أو لوجستيًا.

هل "الإرهاب" الذي يمثله داعش يراهن على بيئة حاضنة في لبنان من خلال المخيمات الفلسطينية ومخيمات النازحين السوريين ومناطق أخرى؟ يؤكد طعمة الأمر، وأن "الإرهاب" يراهن على هذه الأمور، وإن وجدت بيئة حاضنة له فبسب الفقر والبطالة والجهل، وعلى الدولة أن تكون راعية لاستئصال هذا الفكر "الإرهابي" من جذوره أينما وجد.

شارع الحمرا

هل يبحث "الإرهاب" اليوم عن ساحة بيروتية جديدة تمثلت بشارع الحمرا كإغراء إعلامي له لتحقيق مآربه ونشر ثقافة الرعب مجددًا في لبنان؟ يلفت طعمة إلى أن "الإرهاب" اليوم ينتقل إلى مرحلة جديدة، سواء بالداخل اللبناني، أو خارجه، وهو يريد أن يظهر أن الإستقرار الموجود حاليًا في لبنان مهدّد ويريد إزالته.

تجنيد لبنانيين

البارز في العملية التي احبطت أخيرًا تجنيد لبنانيين من فئات متشددة، حول هذا الموضوع يؤكد طعمة أن الأمر يعني أن لدينا أجواء يائسة وتعاني من البطالة والجهل والتهميش والحرمان، لذلك انحرفت نحو "الإرهاب"، وهنا الخطورة.

وتحتاج الدولة أن تضرب بيد من حديد على كل من يتجه نحو "الإرهاب" مع عقاب صارم من خلال فرض السلطة على كل الأراضي اللبنانية، وأن تكون الدولة في الوقت عينه سلطة راعية للجميع.

ماذا عن وضع السياحة في لبنان، بعد احباط العملية الانتحارية في شارع الحمرا؟ يؤكد طعمة أن ما جرى يجعل السيّاح يترددون في المجيء إلى لبنان، وكانت ردة الفعل من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء المعنيين من التوجه إلى شارع الحمرا لدعمه سياحيًا، خصوصًا بعد زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى دول الخليج، وتأثير ذلك على جعل الموسم السياحي واعدًا.