ركزت الصحف العربية على المباحثات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وسلطت الضوء على موقف الإدارة الجديدة في واشنطن من أوروبا بوجه عام. وأشار بعض الكتاب إلى أن سياسة الولايات المتحدة ستقوم على "التخلي عن دعم الاتحاد الأوروبي"، وأضاف أخرون أن مواقف ترامب "تثير قلقا في أوروبا". "التخلي عن الاتحاد الأوروبي" في صحيفة الخليج الإماراتية، رأى الحسين الزاوي أن الإدارة الأمريكية الجديدة "تسعى على ما يبدو، إلى إعادة القوة الاقتصادية الضاربة لواشنطن من خلال التخلي عن خطة دعم الاتحاد الأوروبي التي تبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لأنها باتت ترى أن المصالح الأمريكية تقتضي في المرحلة الراهنة أن تتفاوض مع دول أوروبية منفردة، في سياق تطبيق المقولة التقليدية القائمة على مبدأ فرّق تسد". ووصفت جريدة اليوم السعودية لقاء ترامب وماي بـ"أول اختبار أوروبي لعلاقة حلف الأطلسي بالولايات المتحدة الأمريكية". وأشار أحمد المرشد في صحيفة الأيام البحرينية إلى أن السياسة الخارجية لترامب "ستكون مبنية على المصالح الأمريكية، ولابد للعالم أن يعرف أن الولايات المتحدة لن تجوب العالم للبحث عن الأعداء، لكن يسعدها أن يتحول الأعداء القدامى إلى أصدقاء، والأصدقاء القدامى إلى حلفاء". وفي سياق متصل، قالت صحيفة الديار اللبنانية: "قرارات ومواقف لترامب تثير قلقا أوروبيا". وبالمثل، قالت البيان الإماراتية "إن هناك تكاتف ألماني فرنسي لمواجهة تحدي ترامب". وأضافت البيان أن "ألمانيا وفرنسا أعربا عن قلقهما من التحدي الذي يشكله الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسيا واقتصاديا وتأثيرات ذلك على الاتحاد الأوروبي وتصاعد الشعبوية، وتعهدت الدولتان بالعمل معاً في إطار الوحدة الأوروبية". "سياسات إسرائيل المستفزة" وتعليقاً على سياسات الاستيطان الإسرائيلية، رأى ناجي قمحة في صحيفة الجمهورية المصرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وعد فأوفي". وقال ناجي: "أما الوعد فهو إقامة المزيد من المستوطنات علي الأرض الفلسطينية المسروقة. أما الوفاء فقد جاء بعد دخول دونالد ترامب صديق اسرائيل البيت الأبيض بما يمثله مهما اختلف ساكنوه طيلة العقود الماضية من دعم غير محدود لإسرائيل ظالمة أو ظالمة لأن العرب لم يظلموها أبداً". وعلى نفس المنوال، كتب برهوم جرايسي في الغد الأردنية: "إن ما قاله المستوطنون وزعيمهم نتنياهو بعد انتخاب دونالد ترامب، بدأ يُطبق على الأرض، بدعم واضح من سكان البيت الأبيض الجدد، بصمتهم على مشاريع الاستيطان الجديدة". وتساءل جرايسي: "ماذا عن التلاحم الفلسطيني؟ هل سيبقى رهينة لبيانات الوحدة، مسايرة للدول المضيفة للحوار الفلسطيني؟" وفي مقاله بصحيفة الحياة الفلسطينية، قال يحيي رباح "هناك خوف حقيقي في إسرائيل أن تجد نفسها في النهاية تدخل عزلة طويلة وقاسية من جراء هذه السياسات المستفزة، وفي المقابل فإن سياسات الشرعية الفلسطينية تتقدم إلى الأمام، تحظى بالتأييد والنجاح، وتواجه إسرائيل على أصعدة مختلفة في الإطارات العليا لشرعية الدولة وفوق منصات القضاء الدولي". من ناحية أخرى، وتحت عنوان "قطار 'تل أبيب ــ القدس' لغم إسرائيلي جديد في طريق السلام"، كتب خالد الأصمعي في جريدة الأهرام المصرية يقول: "مشروع قطار 'تل أبيب ــ القدس' من ظاهره هو ربط للأماكن المقدسة بكل التجمعات اليهودية داخل إسرائيل، ولكن وصول القطار إلى البلدة القديمة هو تدمير عمدى للأحياء العربية ينذر بكارثة لا تقل وطأة عن نقل السفارة". وأضاف الأصمعي: "هكذا تأخذ إسرائيل القضية صعودا وهبوطا معلنة التحدي لأى إجراء دولي في طريق حل الدولتين".
- آخر تحديث :
التعليقات