نصر المجالي: رأى محللون ومراقبون أن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي إلى روسيا، ستتضمن أبعادًا جديدة وعميقة في العلاقات الدولية، ورؤية شاملة للسلام والعدل الدوليين، فضلاً عن ترسيخ منهاج جديد للعلاقات الثنائية، حيث كانت روسيا أول دولة في العالم تعترف باستقلال المملكة العربية السعودية في العام 1926.

ويبدأ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود زيارة رسمية حافلة بأجندة وتتسم بأهمية بالغة إلى روسيا يوم الخميس المقبل الموافق 5 أكتوبر، وهو ذكرى ميلاد الرئيس فلاديمير بوتين الـ65.

ويعلق مراقبون أهمية كبيرة على زيارة ملك المملكة السعودية إلى روسيا، معتبرين أنها تحمل إيذاناً بنهاية الحرب في سوريا، إضافة الى حسم العديد من الملفات العالقة الساخنة لما للبلدين من تأثير وقوة في الإقليم.

وكانت روسيا والمملكة العربية السعودية في خندقين مختلفين في سوريا، وفقًا لتعبير الكاتب الصحافي بيوتر أكوبوف، ولكنهما سعيتا إلى إنهاء هذه الحالة. ومن أجل ذلك انتظرت موسكو مجيء ملك المملكة السعودية، حسب ما أورده تقرير لوكالة (سبتونيك) الروسية.

حديث عشقي

وعلى هذا الصعيد، أكد خبير استراتيجي سعودي على أهمية زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى موسكو، مشيرًا إلى أن " السعودية لا تحبذ أن يبقى حل قضايا المنطقة في يد دولة واحدة".

ونقلت وكالة أنباء (سبوتنيك) عن أنور عشقي، وهو لواء سعودي متقاعد، ومقرب من دوائر القرار في المملكة، تشديده على ضرورة "وجود دور روسي للمساعدة في حل أزمات المنطقة".

وأشار عشقي في هذا الصدد إلى أن "ما تريده المملكة العربية السعودية، ألا تكون دولة واحدة (عظمى) تعمل لوحدها لتحقيق السلام وحل الأزمات"، التي تعصف بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام.

تأصيل العلاقات

وبشأن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، رأى الخبير السعودي أن "الزيارة مقررة منذ أشهر، وأهم ما فيها أنها دفعة لتطوير العلاقات الثنائية وبحث قضايا المنطقة الأخرى، وخاصة الملف السوري…العلاقة تتأصل بين الدولتين، وروسيا أصبح لها وجود قوي في الشرق الأوسط، وهذا ما تريده المملكة العربية السعودية، بحيث لا تكون دولة واحدة تعمل لتحقيق السلام وحل الأزمات".

ولفت عشقي إلى وجود نقاط التقاء بين الجانيين في ما يخص حل الأزمة في سوريا، مشيرًا إلى أن السعودية صرحت بأنها تريد وحدة الأراضي السورية، وتحقيق السلام على أساس مقررات مؤتمر "جنيف 1"، وأن لا يكون هناك نفوذ أجنبي في سوريا، مع "حق روسيا الاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا بعد انفراج الأزمة".

مكافحة الارهاب

ونوّه اللواء السعودي المتقاعد بالتعاون بين الدولتين في مجال مكافحة التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب، وبخاصة تنظيم "داعش"، وأشار إلى "التعاون الوثيق بين الدولتين في هذا الإطار".

وتوقع عشقي، أن يبحث الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين، والسعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، "ملفات دفاعية وأخرى تتعلق بالطاقة النووية السلمية، وذلك خلال اللقاء بينهما، الخميس المقبل، وكذلك ضمن الزيارة، التي تستمر حتى الأحد القادم".

ورجح الخبير السعودي أن يتم "التوصل إلى 6 اتفاقيات اقتصادية وتجارية بين الدولتين، وهناك مذكرات تفاهم من المتوقع أن تقوم شركات مهمة من الدولتين بتوقيعها".

النفط وأزمة قطر

كما لفت عشقي إلى التوافق الروسي - السعودي بخصوص الحفاظ على توازن أسعار النفط في الأسواق العالمية، باعتبار أن الدولتين هما أكبر منتجين للنفط الخام في العالم.

وبشأن الأزمة في الخليج، رأى الخبير السعودي أن دول الخليج "لا تريد تدويل القضية، وتعتمد فقط الوساطة الكويتية، لكن الدول الأربع لا تمانع وجود جهود دولية، وبينها روسيا، لدعم الوساطة للتوصل إلى حلول للأزمة"، المندلعة منذ نحو 4 أشهر.

وأوضح في هذا الشأن قائلاً إن "روسيا دولة عظمى لها وزن في المنطقة، ولها مصالح استراتيجية وسياسية واقتصادية، ومن حقها أن يكون لها دور في التقريب بين وجهات النظر".