أعلنت هيئة تحرير الشام، مساء الاثنين، عن استعادتها السيطرة على 6 قرى في ريف حماه الشرقي، بعد ساعاتٍ من سيطرة تنظيم داعش عليها.

إيلاف: قالت وكالة "إباء"، المقربة من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، ناسبة إلى مصدر عسكري في الهيئة القول إن عناصر الهيئة استعادوا السيطرة على قرى عدة، منها المسلوخية، وقصر ابن وردان، والسماقية، والتفاحة، وبيوض، ومنطقة الأندرين في ريف حماه الشرقي، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش، انتهت بطردهم منها، وفرارهم باتجاه طريق إثريا – الشيخ هلال شرق حماه.

وأصابت الهيئة مدفع 23 مم لتنظيم داعش بعد استهدافه بصاروخ، خلال المواجهات. المصدر العسكري قال حسب الوكالة نفسها، إن داعش عبر مناطق النظام بسلاحه الثقيل، ووصل إلى الشمال المحرر، وأن عناصره تركوا "وراءهم الروس المحتلين وعناصر النظام المجرمين".

ولفت المصدر إلى أن الروس يريدون ثغرة للدخول إلى هذه المنطقة، وخاصة بعد ضرب مشروعهم في منطقة أبو دالي، وما داعش إلا "أداة لتنفيذ هذا المخطط الخبيث".

وكان تنظيم داعش قد أصدر اليوم بيانًا أعلن فيه السيطرة على 13 قريةً في ريف حماه الشمالي، ضمن معركة أطلق عليها "غزوة أبي محمد العدناني"، وقال إنه أسر 4 عناصر من هيئة تحرير الشام، وقتل آخر، كما أكدت وكالة "أعماق" الناطقة باسم داعش أن عناصر التنظيم ألقوا القبض على أربعة عناصر من هيئة تحرير الشام، وقتلوا عنصر خلال الهجوم، وكان عناصر تنظيم داعش المحاصرون في ناحية عقيربات شرق حماة، هاجمت مواقع تسيطر عليها الهيئة وكتائب المعارضة، وسيطرت على قرى عدة في منطقة الرهجان التي تفصلها عن عقيربات نحو 10 كيلومترات يسيطر عليها النظام. 

ولكن بعد هجوم تنظيم داعش على مواقع الهيئة توعدت هيئة تحرير الشام تنظيم داعش على أن ترد ردًا قاسيًا، وقالت للتنظيم في بيانٍ حمل اسم" دينهم الغدر ومصيرهم الدحر": "فاحفروا قبوركم حيث نزلتم".

اتهام النظام
وأكدت هيئة تحرير الشام في بيان نشرته على قناتها الرسمية في "تليغرام" أن النظام سمح لعناصر تنظيم داعش بالعبور في مناطقه في ريف حماه الشمالي بأسلحتهم الثقيلة للهجوم على مواقع تسيطر عليها الهيئة في المنطقة.

واعتبرت تحرير الشام أن عناصر داعش فرّوا من قتال النظام لقتال المعارضة، وأنهم يسلمون مناطقهم إلى النظام والروس. أضاف البيان "لكل غادرٍ في الشام نصيب من سيوفنا بإذن الله تعالى، ولتروّن من بأس المجاهدين ما ينسيكم بأس الكفار مجتمعين، ولن يكون سلاحكم وعتادكم إلا غنيمة لنا بإذن الله، فاحفروا قبوركم حيث نزلتم فإنها بحول الله نهايتكم". ووعدت أن تحافظ "على جهاد أهل السنة نقيا من تخذيل المرجفين وغدر الخوارج المارقين" على حد قول البيان.

وتحدثت مواقع سورية معارضة حول ما جرى، وأوضحت أن تنظيم داعش سيطر صباح الاثنين، على بلدة الرهجان، التي كانت بيد المعارضة منذ ثلاث سنوات، وقرى صغيرة بمحيطها في ريف حماة الشرقي، عن طريق خلايا تتبع التنظيم، وقد فاجأت هيئة تحرير الشام في المنطقة التي انسحبت منها، حيث سيطر التنظيم على قرى الشاكوسية وأبو لفة والرهجان وتفاحة والحسناوي، بعد اشتباكات مع عناصر من هيئة تحرير الشام في قاطع البادية، حيث اندلع القتال بعد خروج دفعة من المحاصرين في وادي العذيب شمالًا باتجاه ريف إدلب، حيث خرج مع المدنيين عناصر من التنظيم، واشتبكوا مع عناصر منطقة تابعة لهيئة تحرير الشام.

ثم جرت اشتباكات متقطعة أفضت إلى سيطرة ما سمّي "فلول تنظيم داعش" على القرى وانسحاب عناصر الهيئة خارج المنطقة واخلاء بعض الحواجز، لتبدأ بعدها مفاوضات لتسليم عناصر التنظيم أسلحتهم والانسحاب من القرى باتجاه عقيربات.

واستطاع مدنيون، تضارب الحديث حول أعدادهم، كانوا محاصرين في منطقة وادي العذيب في ناحية عقيربات، الهروب نحو مناطق المعارضة في محافظة إدلب، متجاوزين الألغام الأرضية وحواجز النظام باتجاه قرى ناحية الحمرا في ريف حماة الشرقي.

وكانت قد وعدت الدول الضامنة في اجتماعات أستانة المقبلة للمعارضة السورية العسكرية أن تكون ازالة الألغام وملف المعتقلين هي من أولويات الاجتماع المقبل.