واشنطن: اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب الجمعة رفضه الاقرار بالتزام ايران الاتفاق النووي، معتبرا انه "احد اسوأ" الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة ومؤكدا ان طهران لا تحترم روحيته.

وقال ترمب من البيت الابيض انه في ضوء الاتفاق "حصلنا على عمليات تفتيش محدودة مقابل ارجاء قصير المدى وموقت لتقدم ايران نحو (امتلاك) السلاح النووي"، متسائلا "ماذا يعني اتفاق يؤدي فقط الى تأخير القدرة النووية لمرحلة قصيرة؟ ان هذا الامر مرفوض بالنسبة الى رئيس الولايات المتحدة".

كما واعلن ترمب عقوبات "قاسية" جديدة ضد الحرس الثوري الايراني المتهم بـ "دعم الارهاب".

وقال ان الحرس الثوري "يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الايراني (...) لتمويل الحرب والارهاب في الخارج"، طالبا من وزارة الخزانة اتخاذ "عقوبات أشد" بحقه.

ورغم ذلك، لم يقرر ترمب تصنيف هذه المجموعة ضمن "المنظمات الإرهابية".

قرار شجاع 

ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة بـ"القرار الشجاع" الذي اتخذه الرئيس الاميركي لجهة عدم الاقرار بالتزام ايران الاتفاق النووي.

وقال نتانياهو في شريط مصور بالانكليزية بث بعيد خطاب الرئيس الاميركي "اهنىء الرئيس ترامب بالقرار الشجاع الذي اتخذه اليوم. لقد جابه بشجاعة النظام الايراني الارهابي".

واضاف "إذا لم يتم القيام بأي تغييرات في الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران هناك شيء مؤكد واحد. في غضون عدة سنوات، النظام الإرهابي الأكبر في العالم سيمتلك ترسانة من الأسلحة النووية. وهذا يشكل خطرا كبيرا للغاية على مستقبلنا المشترك".

ونتانياهو من اشد منتقدي الاتفاق الذي وقع العام 2015 بين ايران والدول الكبرى وانتقد خصوصا الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما الذي كان احد ابرز مهندسيه.

ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الاتفاق يتيح لايران تطوير برامجها النووية تحت ستار نص يتطلب في رايه الغاء او تعديلا جذريا.

وتابع ان "الرئيس ترامب اوجد الآن فرصة لإصلاح هذه الصفقة السيئة ولصد العدوان الإيراني ولمجابهة الدعم الإيراني الإجرامي للإرهاب".

باريس وبرلين ولندن

أعربت باريس وبرلين ولندن مساء الجمعة عن "قلقها حيال تداعيات" قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب رفض الاقرار بالتزام ايران الاتفاق النووي.

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك "نحن رؤساء الدولة والحكومة في كل من فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة، ناخذ علما بالقرار الذي اتخذه الرئيس ترمب بعدما الاقرار امام الكونغرس باحترام ايران" للاتفاق و"نحن قلقون حيال التداعيات التي يمكن ان تنجم عنه".

وشددت الدول الثلاث على "تمسكها الحازم" بالاتفاق الموقع في 2015 والتي التزمت بموجبه ايران عدم تطوير سلاح نووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وتابعت في بيانها "نشجع الادارة والكونغرس الاميركيين على ان ياخذا في الاعتبار التداعيات المحتملة لقرارهما على امن الولايات المتحدة وحلفائها قبل اتخاذ اي اجراء من شانه التعرض" للاتفاق على غرار اعادة فرض عقوبات على ايران سبق ان رفعت.

في المقابل، اكدت الدول الثلاث انها "تشاطر الولايات المتحدة قلقها" حيال "برنامج الصواريخ البالستية لايران وانشطتها في المنطقة" مبدية استعدادها لاتخاذ "اجراءات جديدة ملائمة للتعامل مع هذه القضايا بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وجميع الشركاء المعنيين".

وخلص البيان "نتوقع من ايران ان تخوض حوارا بناء لوقف انشطة زعزعة الاستقرار والعمل من اجل حلول تفاوضية".

يؤتي ثماره

في المقابل، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني الجمعة ان الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني الذي توعد دونالد ترمب بالغائه "يعمل ويؤتي ثماره".

وقالت بعد دقائق من كلمة للرئيس الاميركي اعلن فيها رفضه الاقرار بالتزام ايران الاتفاق "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بوصفنا مجتمعا دوليا، واوروبا بالتأكيد، بتفكيك اتفاق يعمل ويؤتي ثماره".

واعتبرت ان لا سلطة لدى ترمب لوضع حد لهذا الاتفاق "في اي وقت" كما اعلن.

واضافت ان "رئيس الولايات المتحدة لديه سلطات عديدة ولكن ليس هذه السلطة"، مذكرة بان الموقف الاميركي من الاتفاق بات اليوم في يدي الكونغرس.

وتابعت "هذا الاتفاق ليس اتفاقا ثنائيا، ليس معاهدة دولية. بحسب علمي لا يستطيع اي بلد في العالم ان يلغي بمفرده قرارا لمجلس الامن الدولي تم تبنيه بالاجماع".

كما ونددت وزارة الخارجية الروسية الجمعة باستراتيجية الرئيس الاميركي حيال ايران ووصفتها بـ"الخطاب العدائي والمهدد"، مؤكدة ان الاتفاق مع طهران حول النووي لا يزال سليما.

واعتبرت الوزارة في بيان ان رفض ترامب الاقرار بالتزام طهران الاتفاق النووي الموقع عام 2015 "لن يكون له تأثير مباشر على تطبيق" النص، لكنه يشكل "احد عوامل النقاش الداخلي" في الولايات المتحدة.

استراتيجية حازمة

المملكة العربية السعودية اعربت عن تاييدها وترحيبها بالاستراتيجية "الحازمة" التي اعلنها ترمب تجاه ايران.

وقالت الحكومة السعودية في بيان انها "تبدي تاييدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة التي اعلن عنها (...) ترمب تجاه ايران ونهجها العدواني".

واشادت بـ"رؤية" الرئيس الاميركي في هذا الشأن و"التزامه بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لمواجهـة (...) سياسات وتحركات إيران العدوانية".

ورات الرياض ان طهران "استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات" جراء الاتفاق النووي "واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها البالستية".

واتهمتت ايران بدعم "الإرهاب في المنطقة" عبر مساندتها لحزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن حيث تقود المملكة تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دوليا.

وقالت الحكومة السعودية ان طهران قامت بنقل "القدرات والخبرات" العسكرية "للميليشيات التابعة لهـا بما في ذلك ميليشيا الحوثي التي استخدمت تلك الصواريخ لاستهداف المملكة ممـا يثبـت زيف الادعاءات الإيرانية بأن تطوير تلك القدرات هو لأسباب دفاعيـة".

موسكو تنتقد

نددت وزارة الخارجية الروسية الجمعة باستراتيجية الرئيس الاميركي دونالد ترمب حيال ايران ووصفتها ب"الخطاب العدائي والمهدد"، مؤكدة ان الاتفاق مع طهران حول النووي لا يزال سليما.

واعتبرت الوزارة في بيان ان رفض ترمب الاقرار بالتزام طهران الاتفاق النووي الموقع عام 2015 "لن يكون له تأثير مباشر على تطبيق" النص، لكنه يشكل "احد عوامل النقاش الداخلي" في الولايات المتحدة.

وشددت على ان "استخدام خطاب عدائي ومهدد هو امر مرفوض" وان "استخدام اساليب كهذه لمعالجة المشاكل التي تطاول المصالح الامنية الاساسية لبلدان اخرى آيل حتما الى الفشل".

واعربت موسكو عن "حزنها" لقرار الرئيس الاميركي مؤكدة ان الاتفاق مع ايران "ساهم في تعزيز السلام والامن الدوليين" وان "ايران تفي بالتزامها بصدق".

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة انترفاكس "نريد ان نأمل بان الكونغرس (الاميركي) لن يتخذ اي خطوة ستؤدي الى الغاء الاتفاق". 

ابرز النقاط

وهذه أبرز النقاط الواردة في "الاستراتيجية" التي اعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترمب حول ايران:

- هذا النظام الراديكالي نشر الموت والدمار والفوضى في أنحاء العالم.

- في 1979، عملاء للنظام الايراني احتلوا بشكل غير قانوني السفارة الاميركية في طهران واحتجزوا اكثر من ستين اميركيا رهائن طوال 444 يوما.

- حزب الله الارهابي المدعوم من ايران فجر سفارتنا في لبنان مرتين في 1983 و1984، وقتل تفجير آخر مدعوم من ايران 241 أميركيا يخدمون في ثكناتهم في بيروت عام 1983.

- في 1996، النظام (الايراني) قاد عملية تفجير أخرى ضد مساكن لعسكريين أميركيين في السعودية وقتل 19 أميركيا بدم بارد.

- في العراق وأفغانستان، قتلت مجموعات مدعومة من ايران المئات من العسكريين الاميركيين.

- الدكتاتورية الايرانية تبقى أكبر داعم للارهاب في العالم وتقدم المساعدة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وحزب الله وحماس شبكات ارهابية أخرى.

- ان النظام الايراني يطور وينشر صواريخ تهدد القوات الاميركية وحلفاءها، ويضايق السفن الاميركية ويهدد حرية الملاحة في الخليج العربي والبحر الاحمر ويسجن أميركيين بتهم مزورة.

- النظام يقمع مواطنيه بعنف... أوقد العنف الطائفي في العراق وتسبب بحرب أهلية في اليمن وسوريا. في سوريا، النظام الايراني دعم الاعمال الوحشية لنظام بشار الاسد.

- ان الاتفاق النووي هو أحد اسوأ الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة.... وهو فقط يؤجل قدرة ايران على امتلاك سلاح نووي. فما الفائدة من مثل هذا الاتفاق؟

- النظام الايراني انتهك الاتفاق مرارا 

- كثيرون يعتقدون ان ايران تتعامل مع كوريا الشمالية، وساطلب من أجهزة استخباراتنا ان تقوم بتحليل عميق وتطلعنا على نتيجته في هذا الموضوع.

- ايران لا تحترم روحية الاتفاق النووي. 

- بعد تشاور مكثف مع حلفائنا، اعلن اليوم استراتيجية جديدة للتعامل مع كل الانشطة الايرانية المدمرة:

أولا: سنعمل مع حلفائنا من أجل مواجهة أنشطة النظام المزعزعة للاستقرار والداعمة للارهاب في المنطقة.

ثانيا: سنفرض عقوبات إضافية على النظام لوضع حد لتمويله الارهاب.

ثالثا: سنتعامل مع اقدام النظام على نشر الصواريخ والاسلحة التي تهدد جيرانه والتجارة الدولية وحرية الملاحة.

أخيرا: سنمنع النظام من الوصول الى كل ما يمكن ان يجعله يمتلك سلاحا نوويا.

- أعلن اليوم ايضا تدابير ستتخذها إدارتي لتطبيق هذه الاستراتيجية... ويبدأ هذا بخطوة كان يجب ان تحصل منذ زمن وتقضي بفرض عقوبات قاسية على الحرس الثوري الايراني. 

- أحض حلفاءنا على الانضمام إلينا واتخاذ خطوات قوية لوضع حد لتصرف ايران المتواصل والمزعزع للاستقرار بما فيها عقوبات خارج الاتفاق النووي على البرنامج الايراني الصاروخي البالستي وكل انشطتها التدميرية العديدة.

- أعلن اليوم أنني لن أقر بالتزام ايران بالاتفاق النووي، لن نواصل المسار الذي يؤدي الى مزيد من العنف والارهاب وعودة خطر البرنامج النووي الايراني.

- اذا لم نتمكن من ايجاد حل من خلال العمل مع الكونغرس وحلفائنا فان الاتفاق سينتهي. انه يخضع للتدقيق الدائم ويمكنني كرئيس الغاء مشاركتنا في أي وقت.

- كما راينا مع كوريا الشمالية، كلما تجاهلنا خطرا معينا، كلما أًصبح هذا الخطر أكبر.