اعتبر المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني انتشار القوات العراقية في كركوك ومناطق اخرى ليس انتصارًا لطرف وانكسارًا لآخر، ودعا الحكومة إلى طمأنة الأكراد وحمايتهم والحفاظ على ممتلكاتهم وحقوقهم الدستورية والقادة الأكراد بالتعاون معها لحل الأزمة الحالية تحت سقف الدستور.
إيلاف من لندن: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي المعتمد الشرعي للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم وتابعتها "إيلاف"، إن المرجعية تعبر عن تقديرها العالي لتصرف جميع الاطراف خلال المستجدات التي شهدتها الساحة السياسية والأمنية خلال الايام الاخيرة واتمام انتشار القوات العراقية في مدينة كركوك ومناطق اخرى تصرفا اتم هذه العملية بصورة سلمية تفادت الصدام المسلح بين الاخوة الذين عملوا جميعًا على مواجهة الارهاب الداعشي، في إشارة إلى مشاركة قوات البيشمركة للقوات الاتحادية في الحرب ضد التنظيم.
وشدد على ضرورة عدم احتساب ذلك الانتشار نصراً لطرف وانكسارًا لآخر مؤكداً انه انتصار لكل العراقيين اذا تم استغلاله لمصلحة العراق وليس لمصالح فئوية او شخصية واذا استغل لازدهار جميع المواطنين من العرب والأكراد والتركمان وغيرهم وان يعيشوا بعضا مع بعض على ربوع هذه الأرض.
وأكد أنّه "ليست امام العراقيين فرصة لبناء غد افضل ينعمون فيه بالأمن والاستقرار الا مع تضافر جهود الجميع لحل المشاكل المتراكمة في السنوات الماضية على اسس العدل والانصاف والمساواة بين جميع العراقيين في الحقوق والواجبات وبناء الثقة بينهم بعيدًا عن النزعات التسلطية او الاثنية والطائفية والاحتكام إلى الدستور الذي يشكل بالرغم من نواقصه العقد الذي حظي بقبول العراقيين "فلابد من الاحتكام إلى الدستور ".
وناشد الجميع ولاسيما القيادات والنخب السياسية العمل على تقوية اللحمة الوطنية على اسس دستورية وتعزيز اواصر المحبة بين مكونات الشعب العراقي من خلال تأمين مصالح الكل والابتعاد عن التعاطي الانتقامي مع الاحداث الاخيرة وتخفيف التوتر في المناطق المشتركة وتسهيل عودة النازحين إلى بيوتهم والحفاظ على المصالح العامة والخاصة ومنع التعدي عليها ولجم اية مظاهر توحي بالعنصرية والطائفية سواء بنشر مقاطع مصورة او صوتية او لافتات او شعارات او حرق صور او اعلام. ودعا الجهات المعنية إلى اتخاذ الاجراءات المناسبة لملاحقة من يقومون بهذه الاعمال اللا اخلاقية التي تضر بالسلم الاهلي والعيش المشترك بين ابناء الوطن.
ودعا الكربلائي الحكومة الاتحادية إلى عمل المزيد لتطمين المواطنين الكرد بأنها ستوظف كل طاقاتها في سبيل حمايتهم ورعايتهم على وجه المساواة مع اخوانهم من بقية المكونات ولن تنتقص من حقوقهم شيئًا .. مطالبًا القيادات الكردية الكريمة بتوحيد صفوفها والعمل على تجاوز الأزمة الراهنة عبر التعاون مع الحكومة الاتحادية وفق الاسس الدستورية، وبما يفضي ذلك إلى حلول عادلة ومقنعة للجميع.
وأكد أنّ كل ذلك يجب ان يتم تحت سقف الدستور الذي حظي بتأييد العراقيين رغم نواقصه، ودعا لاحترام جميع مواده ونصوصه حتى يتم تعديله.
وكانت الأمم المتحدة قد اعربت امس عن قلقها بشأن ورود تقارير حول التهجير القسري لمدنيين معظمهم من الأكراد وتدمير ونهب منازلهم في شمال العراق وحثت حكومة العراق على اتخاذ جميع الإجراءات التي توقف أي انتهاكات وضمان حماية جميع المدنيين وتقديم مرتكبي أعمال العنف والتخويف والنزوح القسري للمدنيين إلى العدالة. وأكدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في بيان صادر عنها الخميس وتسلمت "إيلاف" نسخة منه ان "الأمم المتحدة تحث حكومة العراق على اتخاذ الإجراءات المطلوبة لوقف أي انتهاكات وضمان حماية جميع المدنيين ومحاكمة المسؤولين عن أعمال العنف والإهانة والتهجير القسري للمدنيين".
وكانت حكومة كردستان العراق قد أعلنت امس أن نحو 100 ألف كردي فروا من مدينة كركوك الواقعة شمال العراق خشية وقوع اضطرابات بعد فرض القوات العراقية سيطرتها على هذه المدينة العراقية التي يقطنها خليط من من التركمان والأكراد والعرب وقوميات أخرى والتي ظلت محل توتر مستمر بين بغداد وأربيل.
التعليقات