تصاعد التوتر خلال الساعات الاخيرة بين القوات العراقية الحكومية والبيشمركة الكردية ليأخذ منحى عملياتيًا خطيرًا، حيث أقدمت الاخيرة على قطع الطرق بين الموصل واقليم كردستان فيما اسقط الجيش العراقي طائرة مسيرة للبيشمركة.
«إيلاف» من لندن: أسقطت الدفاعات الجوية التابعة للفرقة 16 بالجيش العراقي الخميس طائرة مسيرة تابعة لقوات البيشمركة في اجواء منطقة متنازع عليها جنوب شرق الموصل شمال البلاد. وقال مصدر في قيادة قوات الفرقة إن الطائرة كانت في مهمة استطلاعية في اجواء ناحية النمرود وهي تقوم بتصوير انتشار قوات الفرقة بالناحية وحولها وهي من المناطق المتنازع عليها والتي يحظر على طائرات الاستطلاع تصويرها من اية جهة كانت.
واشار المصدر الى ان الطائرة المسيرة تم اسقاطها من قبل الدفاعات الجوية التابعة للفرقة، حيث هوت في قرية السلامية التابعة للناحية جنوب شرق الموصل، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية في تقرير اطلعت عليه "إيلاف".
قطع الطرق بين كردستان والموصل
ومن جانبها، قطعت قوات البشمركة الكردية اليوم الطرق الرئيسية التي تربط اقليم كردستان بمدينة الموصل، "بعد رصد تحركات عسكرية للقوات العراقية قرب المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل"، كما قال مسؤول في البيشمركة موضحًا ان هذه الاجراءات احتياطية بعد رصد وجود تحركات وتحشدات للقوات الامنية العراقية بالقرب من الدفاعات الامامية لقوات البشمركة.
ونقلت وكالات انباء كردية محلية عن مسؤول محور الخازر في قوات البيشمركة عارف طيفور تأكيده قطع الطريقين الواصلين بين إقليم كردستان والموصل تنفيذاً لقرار من قيادة الاقليم.
وأوضح ان هناك طريقين يربطان بين الاقليم والموصل..الأول بين أربيل والموصل والثاني بين دهوك والموصل وقد تم إغلاقهما.. موضحًا بالقول "نحن بانتظار أوامر القيادة لإعادة فتحهما".
واشار إلى أن سبب إغلاق الطريقين يهدف الى التصدي لأي هجوم محتمل على إقليم كردستان موضحًا وجود مطالبات كثيرة بفتحهما متوقعًا ان يتم ذلك في وقت لاحق اليوم.
وبالفعل تمت إعادة فتح الطرقات بين كردستان العراق والموصل بعد ساعات من إغلاقها.
تبادل اتهامات وتهديدات
وامس، اعلن مجلس امن إقليم كردستان عن تلقيه رسائل خطيرة تفيد ان القوات العراقية والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تستعد للهجوم على قوات البيشمركة من جنوب غرب كركوك وشمال مدينة الموصل. واشار الى انه يجري الإعداد للهجمات في منطقتي الموصل وكركوك، حيث تنتشر قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل.
لكن الحكومة العراقية نفت وجود أي خطط لها للقيام بأي هجوم عسكري على إقليم كردستان أو المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة في كركوك موضحة انها تستعد لإطلاق عملية عسكرية لاستعادة القائم بغرب الانبار، مشيرة الى ان اولويتها هي محاربة تنظيم داعش فقط.
وقال المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي في تصريح صحافي "ليست لدى الحكومة العراقية أية نية للهجوم على إقليم كردستان والقوات العراقية لا تقاتل إلا تنظيم داعش". وأوضح أن الحكومة مستعدة للحوار مع إقليم كردستان وفقا للشروط التي أعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي سابقا وأبرزها إلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حدة التوتر بين الحكومتين المركزية في بغداد والكردية في اربيل على خلفية استفتاء انفصال كردستان عن العراق الذي نظمه الإقليم في 25 من الشهر الماضي .
التعليقات