نصر المجالي: التقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في مقر 10 داونينغ ستريت، نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يزور لندن في ذكرى مئوية وعد بلفور، وزير خارجية بريطانيا العام 1917 وهو مهد بعد 30 عاما لقيام إسرائيل.

وتأتي زيارة بنيامين نتانياهو في الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور لدعم وطن قومي لليهود في فلسطين. وتجري ماي محادثات مع نتنياهو على أن يشاركا في مأدبة عشاء بحضور رودريك بلفور أحد اقارب اللورد آرثر وزير الخارجية البريطاني آنذاك.

وينظر اليهود وإسرائيل إلى الوعد باعتباره خطوة مهمة جدا، بينما يراه الفلسطينيون ظلما تاريخيا حل بهم. ورفضت بريطانيا مطالب دعتها إلى الاعتذار عما حدث، قائلة إنها فخورة بالدور الذي أدته.

غياب كوربن

ورفض زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، الذي ينتقد منذ فترة سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، دعوة لحضور حفل عشاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس مع ماي، وتحضره نيابة عنه وزيرة الخارجية في حكومة الظل، إميلي ثورنبيري.

إلا أنّ تغيّب كوربن ربما لن يمر بسهولة فقد واجه حزبه في السابق اتهامات بمعاداة السامية كما تعرض كوربن نفسه لانتقادات بسبب لقائه مع اعضاء في حزب الله اللبناني وفي حركة حماس الفلسطينية.

وقالت مصادر رئاسة الحكومة إن ماي ستحذر خلال الحفل من استخدام انتقاد إسرائيل كغطاء لمعاداة السامية، بحسب الأجزاء التي كشف عنها من الخطاب.

وستقول "يوجد اليوم شكل جديد وخبيث من معاداة السامية، يستخدم انتقاد تصرفات الحكومة الإسرائيلية كتبرير مهين لرفض حق إسرائيل في الوجود. هذا أمر مقيت، ولن نقبل به".

لقاء جونسون

وسيلتقي نتانياهو الذي كان دعا الفلسطينيين قبل توجهه الى بريطانيا الى الاعتراف باهمية وعد بلفورمع وزير الخارجية، بوريس جونسون، لإجراء محادثات منفصلة معه.

وقال "الفلسطينيون يقولون إن إعلان بلفور مأساة لكن الامر لم يكن كذلك"، مضيفا "المأساوي هو رفض تقبل الامر بعد مرور مئة عام. آمل ان يغيروا رأيهم لانهم اذا قاموا بذلك فسيتمكنون من المضي قدما والتوصل الى السلام بين شعبينا".

ويعد وعد بلفور مثيرًا للخلاف بالنسبة إلى الفلسطينيين، الذين ينظرون إليه باعتباره سببا لمعاناتهم على مدى عقود، وحرمانهم من دولتهم على الأراضي التي أسست إسرائيل عليها. لكن الحكومة البريطانية تقول إن هذا الانتقاد في غير محله.

وطالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بريطانيا في ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور بالاعتذار والاعتراف بـ"الخطأ التاريخي" الذي شكله هذا الإعلان تجاه الشعب الفلسطيني، متخوفا إلى أن وعد الدولتين "بات تحقيقه مستحيلا مع مرور الوقت".