قالت الناشطة بحزب العمال إيفا اعتماد زادة (27 عاما) التي اتهمت النائب عن الحزب كيلفن هوبكنز بالتحرش بها جنسيا إنها تشعر بخيبة أمل إزاء طريقة تعامل الحزب مع هذه القضية.

وأوضحت اعتماد زادة في تصريح لبي بي سي إنها تحس بأنها أصبحت "عاجزة للغاية ومعزولة" بعد أن رُقي هوبكنز في صفوف الحزب في العام الذي اشتكت فيه من تحرشه بها جنسيا.

وعلق الحزب الآن عضوية هوبكنز لحين الانتهاء من التحقيقات في هذه المزاعم.

وأعلن متحدث باسم حزب العمال أنه "بناء على الادعاءات التي تلقاها حزب العمال، فقد عُلقت عضوية كلفن هوبكنز في الحزب، ما دام التحقيق متواصلا. حزب العمال يتعامل بجدية قصوى مع مثل هذه الشكاوى، وتوجد تحت تصرفه آليات فعالة للنظر فيها".

وتقول اعتماد زادة إن هوبكنز، وهو نائب عن منطقة لوتون نورث، لمسها بشكل غير لائق خلال احتضانه لها بعد أن دعته لإلقاء كلمة في مناسبة بإحدى الجامعات عام 2014، مشيرة إلى هذا السلوك جعلها "تشعر بعدم ارتياح شديد."

مصدومة

وقالت اعتمادة زادة لبي بي سي إن "الحادثة الثانية كانت في البرلمان حينما توجهت للحديث معه وقال لي "دعينا لا نتحدث عن السياسة، (وسألني) هل لديك صديق؟"

وأضافت: "وقال لي أيضا إنه إذا لم يكن هناك أي شخص في مكتبه فإنه كان سيأخذني إلى هناك. لقد شعرت بصدمة شديدة ولم أكن أتوقع ذلك بالفعل."

وبعد رفضها الرد على اتصالاته الهاتفية، قالت الناشطة بحزب العمال إنه أرسل إليها رسالة "يقول فيها إنني فتاة جذابة ورائعة، وسيكون أي رجل محظوظا بأن أكون حبيبته إذا كان (ذلك الشخص) صغير السن..لكنه ليس كذلك".

وبعد مرور بضعة شهور، أثارت اعتماد زادة المخاوف بشأن سلوك هوبكنز إزاء نائبة أخرى بحزب العمال ومُررت شكواها إلى زعيم الكتلة البرلمانية للحزب ديم روسي وينترتون والذي رد عليها.

اقرأ أيضا: مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني المستقيل ينفي مزاعم إدلائه "بتعليقات جنسية"

توبيخ

لكن اعتماد زادة قيل لها إنه يجب أن تكشف عن هويتها من أجل اتخاذ إجراء، لكن احتمال حدوث ذلك الأمر "أثار الخوف" لديها.

وعلمت بي بي سي أن هوبكنز (76 عاما) تلقى توبيخا لفظيا بسبب سلوكه المزعوم.

النائب عن حزب العمال البريطاني كيلفن هوبكنز
PA
هوبكنز هو نائب عن منطقة لوتون نورث منذ عام 1997

لكن الحزب قرر ترقية هوبكنز، حتى ولو لفترة قصيرة، ليكون ضمن نواب المقعد الأمامي في مجلس العموم في يونيو/حزيران عام 2016، بعد أن واجه زعيم الحزب جيريمي كوربن استقالات جماعية بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأعربت اعتماد زادة لبي بي سي عن اعتقادها بأن مكتب زعيم حزب العمال أبلغ بشأن هذه الشكوى ضد هوبكنز "وجرى تجالها."

وأضافت: "أشعر بإحباط شديد لأنه وبعد أشهر قليلة علمت أن جيريمي كوربن رقى كيلفن هوبكنز ليُصبح عضوا في حكومة الظل بالرغم من أن مكتب زعيم الحزب كان على دراية بذلك ورفض اتخاذ إجراء وهذا جعلني أشعر بالعجز الشديد والعزلة والوحدة."

اقرأ أيضا: موظفة في البرلمان الأوروبي ترصد "50 حالة تحرش ضد النساء خلال 3 سنوات"

إجراء رسمي

وقالت الناشطة بحزب العمال إنها عادت إلى الحزب هذا الأسبوع وأثارت هذه القضية مرة أخرى، لكن طلب منها ضرورة تقديم شكوى من خلال إجراء رسمي عن طريق اللجنة التنفيذية الوطنية.

واتصل بها أحد مسؤولي الحزب بعد ذلك وطلب منها تقديم تفاصيل مكتوبة عن شكاويها، لكنها أبلغت بأن هذا الإجراء سيستغرق بضعة أيام.

وقالت إن الحزب في غضون ساعات فقط اتصل بها وأبلغها بأنه جرى تعليق عضوية هوبكنز، قبل وقت قصير من نشر صحيفة التلغراف مزاعمها ضده.

ورفض زعيم حزب العمال جيريمي كوربين صباح الجمعة الإجابة على أسئلة الصحفيين حول ترقية هوبكنز.

وقال المراسل السياسي في بي بي سي، إيان واتسون، إنه علم بأن كوربين كان على دراية بتقديم شكوى ضد هوبكنز حين ترقيته، لكنه لم يكن على علم بالتفاصيل الكاملة وأبلغ بأنه جرى هذه القضية قد أغلقت.

ونفى مكتب كوربين المزاعم بأن أعضاء الكتلة البرلمانية في الحزب نصحوا بعدم ترقية هوبكنز بسبب ما حدث.

وقال حزب العمال في بيان إعلانه تعليق عضوية هوبكنز يوم الخميس،: "بناء على الادعاءات التي تلقاها حزب العمال، فقد عُلقت عضوية كلفن هوبكنز في الحزب، ما دام التحقيق متواصلا. حزب العمل يتعامل بجدية قصوى مع مثل هذه الشكاوى، وتوجد تحت تصرفه آليات فعالة للنظر فيها".

وردا على سؤال حول هذه القصة، قالت فاليري فاز، زعيمة حكومة الظل في مجلس العموم، لراديو بي بي سي إن "القضية أصبحت واضحة ويُجري الحزب تحقيقا شاملا في هذه المسألة من قبل الحزب".

وفي الأسبوع الماضي، دعا كوربين أي امرأة تعرضت للإساءة أو التحرش من جانب أعضاء البرلمان للكشف عما حدث لها، مضيفا أن اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب قد اعتمدت إجراءات جديدة "صارمة" للتعامل مع هذه القضية في يوليو/تموز الماضي.