إيلاف من بيروت: وصل رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري يوم السبت إلى باريس حيث سيجري محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبعد فرنسا، من المتوقع أن يتوجه سعد الحريري الى بيروت الأسبوع المقبل ليقدم استقالته لرئيس الجمهورية، وسط تساؤلات عن مستقبل الوضع السياسي في لبنان وسيناريوهات تشكيل الحكومة الجديدة.

بيروت: المحطة الأولى لرئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ستكون اليوم في فرنسا في اللقاء المقرّر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه سيستقبل الحريري كرئيس لوزراء لبنان "لأن استقالته لم تُقبل في بلاده بما أنه لم يعُد إليها".

يعقب ذلك استراحة يفترض أنها موقتة لإجراء مشاورات حول الوضع المستجدّ، قبل أن يُشغّل سعد الحريري محرّكات طائرته مجددا ويتوجّه إلى بيروت، التي تترقّب وصوله خلال الأسبوع المقبل.

ولدى عودة الحريري الى لبنان يطرح السؤال: ما هي السيناريوهات المرتقبة بالنسبة لاستقالته ولتشكيل الحكومة في ما بعد؟

استشارات مرتقبة

يؤكد القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن الإستقالة عندما يعود الحريري إلى بيروت ستعلن بالشكل التقليدي، وبعدها تبدأ الاستشارات، وتبقى المعطيات المستقبلية في هذا الشان غير واضحة.

يضيف علوش :"كل الغرام الذي يتكلم عنه جماعة 8 آذار وغيرهم، لا يعني كثيرًا في الوقت الحالي بما أنه ليس من المؤكد أنهم سيعودون إلى تكليف الحريري بمهمة رئاسة الحكومة من جديد، ولكن على الاقل من قبلنا سنكلف الحريري مجددًا".

الفريق الآخر

هل يقبل الفريق الآخر بما طرحه الحريري من إلزامية النأي بالنفس بالنسبة للبنان؟ يجيب علوش بأنه من المفروض على رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون وفريقه الإلتزام بالأمر والقيام بهذا الموضوع، ولكن يبدو من بعض المعطيات أن الكثير من المعوقات غير المعروفة عند رئيس الجمهورية تمنعه من اتخاذ الخيارات الصحيحة لمصلحة البلد.

يلفت علوش إلى أن المقصود بـ"النأي بالنفس" هو التخفيف من قبل حزب الله أو على الأقل من قبل رئاسة الجمهورية وفريقه في المواقف التي لها علاقة بوحدة الصف العربي، وأن يتم اتخاذ الموقف المناسب.

يضيف: "النأي بالنفس يعني الا نذهب بجيش يقاتل في سوريا، أو في العراق، بل اتخاذ الموقف الصحيح، عندما يتعلق الموضوع بالتضامن العربي، خاصة من قبل رئاسة الجمهورية وفريقها".

يؤكد علوش أن على حزب الله أن يتوقف عن المشاركة في الحرب في كل المنطقة، هذا هو النأي عن النفس، لكن يبقى الإصرار أنه بعد الحرب في سوريا فإن حزب الله سيتوجه إلى اليمن.

الاستقرار

عن الإستقرار الأمني، يقول علوش أنه "لاشيء جديدا الآن، لأن حزب الله سيحاذر من تخريب الأمن في لبنان لأنه يؤيد أن يبقى محاذرًا ويمشي بين النقط، لكن هذا لا يعني عدم وجود مفاجآت قد تحصل في هذا الخصوص".

الغرب

وعن الدول الغربية وحرصها على الاستقرار في لبنان، يلفت علوش إلى أن الغرب يحرص على أمن لبنان أيضًا ولكن لا أحد يمكن أن يكون لسان حال إيران أو إسرائيل في هذا الموضوع، فقد يكون لكليهما مصلحة في تأزيم الوضع الأمني في لبنان.

ويقول السياسي اللبناني إنه يتوجه "الى جمهور حزب الله وليس إلى حزب الله مباشرة حيث الأمل مفقود في أن يغير سلوكه، ويتعقلن، لأنه يقع تحت وهم الإيديولوجية، أما جمهور حزب الله فكل ما يمكن أن نقول له هو أن يهتم بمصلحة بلده وبمصلحة الإستقرار فيه ونسأله إلى متى سيتم التضحية بأعداد الطائفية الشيعية في سبيل مشروع إيران؟"