الجزائر: أعلنت مديرة صحيفة "الفجر" الجزائرية الاثنين انها قررت وقف اضراب عن الطعام بدأته قبل اسبوع لانقاذ مؤسستها بعد قطع الاعلانات الحكومية عنها لأسباب سياسية.

وقالت حدة حزام اثر تجمع تضامني طالب ايضا بانهاء احتكار الاعلانات الحكومية، "اتخذت هذا القرار استجابة لطلب أطبائي. جسمي لم يعد يحتمل". 

والدولة هي اكبر معلن في الجزائر وتحتكر فيها "الوكالة الوطنية للنشر والاشهار" كل اعلانات الادارات والشركات العامة.

وبحسب حزام فان الصحيفة حرمت من الاعلانات الحكومية والشركات المملوكة للدولة عقابا لها على تصريحات لقناة فرانس 24 في آب/اغسطس انتقدت فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

 وتسببت هذه "العقوبة" بخنق الصحيفة ماليا ما اضطرها الى الاستدانة من أجل دفع أجور الصحافيين.

وتجمع نحو مئة صحافي وعضو في احزاب سياسية معارضة قرب مقر الصحيفة وسط العاصمة الجزائرية، استجابة لنداء لجنة دعم لمديرة الفجر تشكلت السبت. ورفع المشاركون شعار "لا للابتزاز بالاعلانات".

وكثيرا ما تتهم وكالة الاعلانات التابعة للدولة بانها وسيلة سياسية، وانها تختار الصحف التي تعلن فيها وفقا لخطها السياسي وليس وفقا لانتشارها، فتعاقب الاصوات المعارضة للسلطة بحرمانها من الاعلانات.

وطالب أعضاء هذه اللجنة ب"انهاء الاحتكار على الاعلانات العمومية والتي تسمح للسلطة السياسية بخنق وسائل الاعلام، اضافة الى الضغط على المعلنين" في القطاع الخاص.

ورفض وزير الاتصال جمال كعوان استقبال اعضاء لجنة المساندة وهو الذي كان على رأس وكالة الاعلانات الحكومية حتى ايار/مايو.

ورد الوزير على اتهامات حدة حزام مؤكدا ان صحيفة الفجر تلقت اعلانات من الوكالة الحكومية بقيمة 40 مليون دينار (نحو 300 الف يورو) خلال الاشهر السبعة الاولى من سنة 2017 كما تلقت ما يعادل 760 مليون دينار (5,6 ملايين يورو) منذ ثماني سنوات.

ولم تتمكن حزام "المجهدة" بعد اسبوع من الاضراب عن الطعام، من الرد على تأكيدات الوزير، كما افادت لجنة المساندة لوكالة فرنس برس.

وصحيفة الفجر يومية تأسست سنة 2001 وتوظف 67 عاملا بحسب ما اعلنته على موقعها، يشهدون تأخيرا في قبض أجورهم بسبب الازمة المالية. كما ان توزيع اليومية توقف في شرق وغرب البلاد وهي تطبع فقط في الوسط نحو 5000 نسخة.

وشهدت الجزائر في السنوا الثلاث الماضية اقفال العديد من الصحف بسبب تراجع الاعلانات باكثر من 50%، وخصوصاص الاعلانات الحكومية، كما اكدت وزارة الاتصال.

وفي تصريح سابق أكد وزير الاتصال انه منذ بداية الازمة المالية للجزائر مع تراجع اسعار النفط في 2014 فان 26 صحيفة يومية و34 أسبوعية اغلقت ابوابها. ومع ذلك ما زالت 140 صحيفة تصدر في الجزائر.