دبي: تمكنت القيادة العامة لشرطة أبوظبي منذ تأسيسها في 21 نوفمبر 1957 أي قبل 60 عاماً وحتى الآن من تحقيق منجزات عديدة وتطوير أدواتها ومعداتها على مدى 6 عقود بشكل لافت، حيث وصلت إلى العصر الحديث واستشراف المستقبل، بمشاريع تطويرية شاملة وسباقة وفريدة من نوعها. 

وترصد "إيلاف" في هذا التقرير مسيرة شرطة ابوظبي في ذكرى تأسيسها، فبعد ان بدأت مسيرتها ب 80 شرطيا و4 مركبات وميزانية متواضعة في عام 1957 وصلت حاليا الى آلاف المنتسبين بالإضافة إلى أسطول ضخم من أفضل المركبات الشرطية المجهزة في العالم وطائرات شرطية وفق ارقى وأحدث المواصفات العالمية وضمت ضمن أسطولها أفخم وأغلى السيارات الفارهة في العالم، وذلك تحت قيادة اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي الذي يعمل على تطوير شرطة ابوظبي وأدواتها بشكل ناجح وفاعل ومتميز، وتطمح شرطة ابوظبي وفق استراتيجيتها المستقبلية الى امتلاك الشرطي الروبوت وان تقوم بدوريات الشرطة الفضائية.

 

 

شرطة الفضاء

وتتمركز استراتيجية «مئوية شرطة أبوظبي 1957 - 2057»، حول عدد من المحاور الرئيسية منها إنشاء إدارة لشرطة أبوظبي للفضاء الخارجي، والمرور الذكي، وإدارة المواهب، والمباني الشرطية المستقبلية ذات الطبيعة المرنة.

 

 

ومن أبرز ملامح تلك المحاور: الشرطة الجينومية، ودوريات الشرطة الفضائية، والشرطي الروبوت لاستكشاف الفضاء، والأقمار الاصطناعية لرصد جرائم الاستدامة، وحماية البيانات الأمنية من عمليات القرصنة، ونموذج محاكاة افتراضي لمركز شرطة أبوظبي على سطح المريخ، والذكاء الاصطناعي لتصميم برامج إدارة السلوك لنزلاء المُؤسسات العقابيّة، وأسراب الروبوتات ( النانويّة) لإطفاء الحرائق، وغرفة العمليات الطائرة للدفاع المدني، وشرطة مرور جوية.

وتتماشي مئوية شرطة أبوظبي 2057، مع رؤية «مئوية الإمارات 2071»، التي تهدف إلى أن تعيش أجيال المستقبل في الإمارات، حياة أسعد في بيئة أفضل مع فرص أكبر، وتواصل أفضل وأكثر تأثيراً مع العالم، سعياً لجعل الإمارات أفضل دولة في العالم.

 

 

80 شرطي و4 مركبات

ففي عام 1957 نشأت نواة شرطة ابوظبي بمهام اقتصرت آنذاك على حراسة قصر الحاكم ودار الحكومة والسوق والبنوك ولَم يتجاوز عددها 80 شرطيا و4 مركبات وميزانية متواضعة. وفِي عام 1959 وصل عدد أفراد الشرطة ما يقارب 250 منتسبا وكانت تسمى دائرة الشرطة. و في نهاية الخمسينات كانت تتبع دائرة الشرطة عدة مراكز مثل مركز طريف في منطقة الظفرة ومركز المقطع ضمن جزيرة ابوظبي ومركز المربعة في مدينة العين.

 

 

وفِي عام 1962 ظهرت أولى دوريات الشرطة على ظهور الجياد. وفِي 1967 توسعت دائرة الشرطة وأصبحت تسمى قيادة الشرطة والأمن.

وبدأ العمل في مدرسة الشرطة لإعداد قوة من الشرطة من أبناء دولة الإمارة والتي أصبحت نواة لكلية الشرطة الحالية.

وفِي عام 1971 صدر قرار المجلس الأعلى للاتحاد بتوحيد اجهزة الشرطة في دولة الامارات العربية المتحدة بعد تأسيسها في 2 ديسمبر 1971 واتحاد الامارات السبع (ابوظبي ودبي والشارقة وعجمان وام القيوين والفجيرة ورأس الخيمة) معا مكونين دولة الامارات، وان تكون لوزارة الداخلية سلطة الإشراف المباشر على جميع الشؤون المتعلقة بالأمن والهجرة والإقامة. 

وفِي عام 1977 صدر قانون اعادة تنظيم الدوائر الحكومية في أبوظبي وأصبحت شرطة أبوظبي تعرف بالمديرية العامة للشرطة. لكن في عام 1981 تم تغيير مسمى المديرية العامة لشرطة أبوظبي الى الادارة العامة لشرطة أبوظبي، وفِي عام 1995 تولى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان مهام قيادة شرطة أبوظبي.

 

 

وفِي عام 2003 تم إطلاق أول استراتيجية لتحديد المستقبل والذي تطمح شرطة ابوظبي للوصول اليه. وفِي عام 2004 تم تغيير مسمى الادارة العامة لشرطة ابوظبي الى القيادة العامة لشرطة ابوظبي وتطوير الهيكل التنظيمي. وفِي عام 2017 أطلقت شرطة أبوظبي شعارا وهوية جديدة لدورياتها وأفرادها.

البحث عن الأمان والاستقرار

 وحفل سجل تاريخ شرطة أبوظبي خلال مسيرة ستين عاما بإنجازات كبيرة على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بداية تأسيسها، والتي ذُلّلت بالدعم المتواصل والجهد للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من أجل تطوير هذه المؤسسة الأمنية الوطنية، التي كانت وما زالت تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار حتى أصبحت واحة الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

وجاء تأسيس شرطة أبوظبي على يد حاكم إمارة أبوظبي الراحل الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان وبدأ منذ توليه مقاليد الحكم في الإمارة في عام 1966 تطوير قوة شرطة أبوظبي، حتى غدت طوال مسيرة حكمه من أفضل المؤسسات الأمنية في المنطقة، ووصلت القيادة العامة لشرطة أبوظبي إلى ما هي عليه اليوم من كفاءة ومكانة تضاهي أعرق أجهزة الشرطة في العالم، فمنذ عام 1966 أصبحت أبوظبي أكثر أماناً واستقرارا.

من التأسيس إلى الإبداع والتحديث

ومرت شرطة أبوظبي خلال الأعوام الستين الماضية بمراحل مختلفة، بدأت من مرحلة التأسيس على يد حاكم إمارة أبوظبي الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ثم انتقلت إلى مرحلة البناء مع تسلّم الشيخ زايد بن سلطان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، حيث نال تطوير شرطة أبوظبي جانباً كبيراً من اهتماماته، ثم مرحلة التقدم، مع دمج شرطة أبوظبي في وزارة الداخلية الاتحادية، تليها مرحلة التطور النوعي والاستراتيجي والجودة والتميز، ثم مرحلة الإبداع والتحديث المستمر.

 

 

وتولى قيادة وإدارة شرطة أبوظبي، نخبة من أبناء الإمارة المخلصين الأوفياء من ذوي الشأن وكانوا على قدر كبير من المسؤولية وحمل الأمانة.

الصقر والخنجر

وتغير شعار شرطة أبوظبي 5 مرات على مدى ستين عاماً الماضية، وصولاً إلى الشعار الجديد الذي تم تطبيقه في 24 يوليو 2017، والذي يعكس الموروث التاريخي للإمارة، ويتطابق مع شعار حكومة أبوظبي، حيث يتكون من أربعة عناصر هي: الصقر الذي ينحدر من أفضل سلالات الصقور، ويتميز ببنيته القوية، وهو الصقر ذاته المستخدم في شعار حكومة أبوظبي، وتم اعتماده في عام 2013، والخنجر وهو رمز عملي وجمالي ينم عن مكانة المرء، وسعف النخيل الذي يبرز مكانة النخلة في الموروث الثقافي والتاريخي في إمارة أبوظبي، أما الإطار فهو مأخوذ من أول شعار لشرطة أبوظبي، واللون مستوحى من شعار حكومة أبوظبي.

استشراف المستقبل

وانطلقت شرطة أبوظبي حالياً لاستشراف المستقبل من خلال توجهها لتنفيذ مشاريع عملاقة فائقة الذكاء في الفضاء الخارجي، ضمن مئويتها 2057، التي أعلنت عنها إيذاناً ببدء عصر سباق ذهبي، يتضمن برنامجاً استراتيجياً متكاملاً، ضمن العقود الأربعة المقبلة، يركز على إرساء الخطوط العريضة لتدشين مشاريع ذات طابع مستقبلي مرتبط بالأمن الاستباقي، لتكريس معايير الريادة والجودة الشاملة، في مجالات العمل الشرطي، وتعزيز مكانة دولة الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية.