«إيلاف» من لندن: دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني الى اشاعة ثقافة التعايش السلمي والتسامح بين مكونات الشعب العراقي في مرحلة مابعد داعش وطالب السلطات بالحفاظ على الثروة المائية .. فيما أكد علاوي دعمه للعبادي في الحرب على الفساد بينما طالبت حركة التغييرالكردية بشمول اقليم كردستان بها.

وقال السيد احمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها “إيلاف" انه بعد ان اوشك البلد ان يتعافى من الارهاب الداعشي بفضل المقاتلين الشجعان كافة فأن الامل يحدو الجميع باستباب الامن في جميع انحاء البلاد. 

وشدد على ضرورة السعي الحثيث في مرحلة مابعد داعش الى العمل على تماسك المجتمع والحفاظ على اواصر الاخوة والمحبة والتعايش السلمي بين جميع مكونات مؤكدا ان هذه مسؤولية الجميع.

وطالب بالتفكير الجدي والسعي الحثيث على اشاعة ثقافة التعايش السلمي بين جميع المكونات العراقية من اجل الحفاظ على تماسك المجتمع .. ودعا الى بذل جهود استثنائية لاعادة النازحين الى مناطقهم واعمارها وتوفير الحياة الكمريمة لهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم حيث مازال هناك حوالي مليوني نازح يعيشون في المخيمات.

وتأتي دعوة السيستاني هذه وسط مخاوف من نزاعات طائفية او قومية بين مكونات الشعب العراقي في المرحلة التي تعقب القضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي نظرا لما شهدته السنوات الماضية من عسكرة المجتمع وانتشار السلاح وسط أفراد المجتمع العراقي. 

وكان رئيس الوزراء حيد العبادي اعلن الثلاثاء الماضي القضاء على تنظيم داعش في العراق عسكريا وانهاء مشروعه في اقامة دولته المنحرفة لتشويه الاسلام منوها الى ان قوات بلاده ستنجز عمليات التطهير النهائية في صحراء الانبار الغربية والتي انطلقت أمس ليتم القضاء على التنظيم نهائيا في البلاد.

 

مواجهة خطر شحة المياه

وحذر الصافي من وجود معلومات غير مطمئنة عن وضع المياه في العراق داعيا الى سياسة مائية تحافظ على هذه الثرة المهمة التي يتعلق مصير ملايين العراقيين بها.
واكد على ضرورة المحافظة على ثروات البلد ومنها المياه لاهميتها في جميع مجالات الحياة وطالب المسؤولين بسياسات وخطط ودراسات تكفل توفر المياه في انحاء العراق والمحافظة على مناسيبها ومواجهة سوء الهدر .. موضحا ان الوضع المائي غير مطمئن وهناك تهديدات حقيقية للثروة الحيوانية والاراضي الزراعية في بعض المناطق فضلا عن افتقار بعض المناطق للمياه الصالحة للشرب .
وشدد الصافي على ضرورة الاسراع بوضع سياسة مائية واضحة تناسب بحجم المشكلة تتبناها الدولة سواء بوضع الخطط الكفيلة بالحفاظ على كمية المياه في جميع انحاء البلاد او التخزين او المحافظة على مناسيب معقولة للمياه وايجاد حلول لمسألة الهدر وسوء الاستخدام في بعض الاحيان داعيا الى التعامل مع هذا الموضوع بجدية .

وكانت الحكومة العراقية اعلنت قبل ايام عن وصول خبراء اجانب الى البلاد قريبا لفحص السدود العراقية بعد الزلزال الذي ضرب مناطق شمال العراق مؤخرا واثر على بعضها وذلك للاطمئنان على سلامتها.

كما ان السلطات العرقية تنظر بقلق الى بناء تركيا سدا جديدا على نهر دجلة مما يؤثر على الأهوار والزراعة في العراق . وعلى مدى فترات زمنيّة متعاقبة كان قطع المياه عن نهر الفرات أيضاً من قبل تركيا يتسبّب في كّل مرّة، بأزمة إنسانيّة كبيرة ممّا دفع عشرات الأسر إلى النزوح من مناطق محافظة الأنبار حيث يمرّ نهر الفرات.

وكشفت دراسة أعدّها معهد الموارد العالميّة العام الماضي أنّ العراق يحتلّ في المركز 21 في قائمة الدول المهدّدة بأزمة مائيّة على الرغم من مرور نهرين في أراضيه لكن جوّ العراق الجافّ ودرجات الحرارة تزيد من معدّلات تبخّر المياه.

ويؤكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان قضيّة المياه تشكّل جوهراً مهمّاً في السياسة الخارجيّة العراقيّة مع الجوار تركيا وسوريا وايران وأنّ العراق يحاول إيجاد حلول مع تلك الدول لزيادة حصصه المائيّة.

 

علاوي يدعم الحرب ضد الفساد ودعو لشمول كردستان بها

فيما اكد نائب الرئيس العراقي اياد علاوي دعمه للحرب على الفساد فقد طالبت حركة التغيير الكردية بشمول اقليم كردستان بهذه الحرب.

واشار علاوي في بيان صحافي تسلمته “إيلاف" الجمعة الى ان الحرب على الفساد لا تقل خطورةً ولا أهميةً عن الحرب على الإرهاب منوها الى ان القضاء عليه والذي طالما كان مجرد شعارات لم يجن منها الوطن ولا المواطن أي نتائج ملموسة يحتاج اليوم إلى إرادةٍ حقيقية ونوايا صادقةٍ وقرارات جريئة تُعلي مصلحة الوطن على ما دونها من مصالح شخصية أو حزبية أو طائفية .

واضاف انه لا يمكن لشخص واحدٍ أو مجموعة بعينها أن تتصدى بمفردها لمهمة القضاء على الفساد وذلك لتفشي هذا الوباء منذ أكثر من 13عاما واتخاذ قوى ومجاميع غطاءً سياسياً يوفر الحماية لمرتكبي تلك الجرائم. واكد إن مهمة التصدي لهذا الوباء تقع بالدرجة الأساس على عاتق المؤسسات المعنية وفق خطط واليات محكمة ودعم حكومي ونيابي مطلق عبر تشريع قوانين تدعم ذلك وتهيء له الأرضية الملائمة .

وشدد علاوي على ان اولى خطوات الحرب على الفساد تكمن بنبذ المحاصصة السياسية والحزبية وإطلاق يد الأجهزة الرقابية وأجهزة إنفاذ القانون وتوفير الحماية والحصانة التي تمكنها من أداء مهامها وواجباتها على الوجه الأكمل والأمثل .. مؤكدا دعمه المطلق ومساندته لكافة الجهود المبذولة في هذا المجال من أجل الوصول عراقٍ امنٍ مستقرٍ ومعافى .‏‎

ومن جهته دعا النائب عن كتلة التغيير الكردية اليوم هوشيار عبد الله الى شمول اقليم كردستان بالحملة التي يبشر بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لمحاربة الفساد.

وقال عبد الله في بيان اطلعت على نصه “إيلاف" ان حركته ستدعم ونساند أية خطوة من شأنها محاربة الفساد وملاحقة ومحاسبة الفاسدين في الدولة العراقية .. مطالباً العبادي بالبدء بهذه الحملة داخل حكومته وأن يقدم للعدالة أي وزير يثبت تورطه في ملفات فساد أو امتدت يده إلى المال العام .

ودعا رئيس العبادي إلى "الخروج من قوقعته الحزبية وأن لا يستثني أحدا وفقا لأية اعتبارات حزبية أو طائفية أو قومية، وأن يحاسب جميع الفاسدين بعيدا عن أية محسوبية وأن تكون هذه الحملة بعيدة عن الاستهدافات السياسية وأن لا تقرأ على أنها دعاية انتخابية مبكرة نظرا لتوقيتها.

واوضح القيادي الكردي ان الناس في إقليم كردستان تتساءل عما اذا كانت هذه الحملة ستطيح برؤوس الفساد في حكومة الإقليم أيضاً أم ان العبادي في هذه الحملة أيضا سينتهج نهج اللامبالاة بالفساد الموجود في الإقليم وسيقتصر بحملته على الحكومة الاتحادية فقط؟ .

وكان العبادي اكد الثلاثاء الماضي أن المرحلة الجديدة هي محاربة الفساد والمفسدين وكشف العابثين بالمال العام وتقديمهم للعدالة، فيما هدد الفاسدين بتسليم الاموال المسروقة او خسارتها ودخول السجن.