واشنطن: يتوجب على الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتخاذ قرار حاسم الاثنين متعلق بنقل السفارة الأميركية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، ويترقب الاسرائيليون والفلسطينيون ما إذا كان سيؤجل القرار مرة اخرى مثل أسلافه الذين وقعوا مرارا على تأجيل الخطوة لستة اشهر.

وهناك تقارير تفيد بأنه سيوقع على تأجيل القرار لنقل السفارة حاليا، ولكنه سيقوم في وقت لاحق هذا الاسبوع بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

ما هو محور الجدل حول نقل السفارة الى القدس؟

يعتبر الفلسطينيون الذين يمثلون ثلث سكان المدينة المقدسة ويعيشون في الجزء الشرقي الذي تحتله اسرائيل منذ عام 1967، القدس، عاصمة لدولتهم الفلسطينية العتيدة.

وضمت اسرائيل القدس في عام 1980 واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة.

وتتواجد إجمالا معظم سفارات العالم في تل ابيب، العاصمة الاقتصادية للدولة العبرية.

وسيكون نقل السفارة بمثابة دعم أميركي لموقف اسرائيل من المدينة، ورفضا للمطلب الفلسطيني.

ما هو أمر تأجيل نقل السفارة؟ 

أقرّ الكونغرس الأميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل". وجاء في القرار "منذ عام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة اسرائيل". ويطالب بنقل السفارة.

ومع ان القرار ملزم، ولكنه يحتوي على بند يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لستة اشهر لحماية "مصالح الامن القومي". ومنذ ذلك الحين، قام كل من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك اوباما بصورة منتظمة، بتوقيع أمر تأجيل السفارة مرتين سنويا.

ووقع ترمب على مضض على اول امر بالتأجيل في الاول من يونيو الماضي. 

هل سيقوم ترمب بتوقيع أمر نقل السفارة؟

خلال حملته الانتخابية، تعهد ترمب بنقل السفارة الى القدس والاعتراف بالمدينة "كعاصمة موحدة لدولة اسرائيل". واختار ديفيد فريدمان، وهو محام وابن حاخام مثير للجدل، سفيرا لاسرائيل.

لكن يبدو ان ترمب تراجع عن موقفه من نقل السفارة منذ توليه منصبه تحت ضغوط من الفلسطينيين والدول العربية الاخرى، وبعد تحذيرات من التسبب بأعمال عنف واسعة.

وبينما يسعى ترمب الى اعادة اطلاق محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة، سيكون حذرا في مسألة اتخاذ خطوة ستثير غضب العالم العربي.

ولكن يواجه ترمب ايضا معضلة الابقاء على تعهده وقت حملته الانتخابية لارضاء قاعدته الانتخابية اليمينية.

ولكن تشير تقارير انه لن يقوم بنقل السفارة الان، ولكن بدلا من ذلك، سيعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وأكد دان شابيرو السفير الأميركي السابق في اسرائيل خلال عهد باراك اوباما، لوكالة فرانس برس ان الاقدام على خطوة مماثلة "لن يكون له أثر كبير، ولكن ستكون اشارة على نوايا مستقبلية بالالتزام بتعهد الرئيس لنقل السفارة بالفعل".

وأضاف "ستكون لهجة جديدة للولايات المتحدة ان تصف القدس كعاصمة اسرائيل. هذه ليست لهجة الولايات المتحدة التقليدية".

ماذا سيحدث في حال عدم تجديد أمر تأجيل النقل؟

في حال اختار ترمب عدم توقيع أمر تأجيل نقل السفارة، لن تنتقل السفارة على الفور من تل ابيب الى القدس، ولكن ستكون لذلك عواقب سريعة.

وبموجب القانون الصادر عام 1995، ستشهد وزارة الخارجية الأميركية خفضا بقيمة 50% من ميزانياتها المستقبلية المتعلقة ب"اقتناء وصيانة المباني في الخارج". في عام 2016، تم انفاق 968 مليون دولار أميركي على امن السفارات والبناء والصيانة، بحسب ارقام صادرة عن وزارة الخارجية.

ما هو تأثير نقل السفارة؟

يرى الان بايكر، وهو سفير اسرائيل السابق في كندا، ان الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل دون نقل السفارة اليها مجرد "نوع من الألعاب البهلوانية القانونية-- السعي لارضاء الجانبين وعدم اغضاب احدهما".

ولكن بحسب بايكر فأن ايا من الخيارين "سيكون أفضل من الان، حيث لا تعترف أفضل صديقة لاسرائيل واكبر داعم لها بالقدس". ولكن بالنسبة للفلسطينيين، فأن الامر مختلف تماما.

وحذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات مساء الاحد من هذه الخطوة، مشيرا الى ان الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة للدولة العبرية "سيخلق فوضى دولية خطيرة".

وقال "اذا كانت الولايات المتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط، واذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفاً حاسما وحقيقياً لحماية منظومة القانون الدولي فهي تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي كما نعرفه اليوم وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها".

من جهتها، دعت حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة السبت الى انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة".