بروكسل: التقى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي الثلاثاء في بروكسل للتأكيد على متانة العلاقات بينما شدد حلفاؤه على انه لا يزال يلعب "دورا اساسيا" رغم الشائعات حول مستقبله.
وأجرى تيلرسون محادثات خلال الغداء مع نظرائه في التكتل ووزيرة خاارجية الاتحاد فيدريكا موغيريني، قبل اجتماع للحلف الاطلسي يستمر يومين ويركز على التحديات الامنية الكبرى وخصوصا كوريا الشمالية وروسيا.
لكن زيارة تيلرسون تأتي على خلفية توتر مع الرئيس دونالد ترمب وورود تقارير اعلامية بان تيلرسون يمكن ان يتم استبداله في غضون اسابيع ما اثارت تساؤلات حول سلطته الفعلية بتمثيل واشنطن.
هناك مواضيع خلافية عدة بين جانبي الاطلسي، خصوصا الاتفاق النووي الايراني الذي ندد به ترمب بشدة بينما تريد بروكسل الحفاظ عليه بأي ثمن.
كما ان احتمال اتخاذ ترمب قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يمكن ان يشكل مسألة شائكة اذ حذر الاتحاد الاوروبي من ان "التداعيات الخطيرة" لمثل هذا القرار من قبل الولايات المتحدة.
وكانت موغيريني في استقبال تيلرسون في مبنى المجلس الاوروبي في بروكسل، بعد لقاء مع موظفي السفارة الاميركية.
وشدد الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الاثنين على ضرورة عمل الاسرة الدولية معا من اجل التصدي للازمة الكورية الشمالية بعد اجراء بيونغ يانغ تجربة لاطلاق صاروخ بعيد المدى قالت انه قادر على بلوغ اي مكان في الولايات المتحدة.
وقال ستولتنبورغ ان "اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات الاسبوع الماضي أظهر ان كل الدول الحليفة يمكن ان تستهدفها" صواريخ بيونغ يانغ.
وتابع ستولتنبرغ ان "شركاءنا في المنطقة في خطر (...) ولا بد ان تمارس دول العالم كلها ضغوطا قصوى على كوريا الشمالية من اجل التوصل الى حل سلمي بالتفاوض"، مذكرا بان الدول الـ29 الاعضاء في الحلف كانت "واضحة وثابتة في اداناتها" للتجربة النووية التي قامت بها بيونغ يانغ في مطلع سبتمبر.
وعزز الاوروبيون عقوباتهم على كوريا الشمالية على أمل حملها على العودة الى طاولة المفاوضات لكن دون تحقيق نجاح.
"دور أساسي"
اذا كان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يتخذان موقفا موحدا ازاء كوريا الشمالية، الا ان الاتفاق النووي مع ايران يطرح اشكالية أكبر.
فقد اعتبر ترمب ان الاتفاق التاريخي الموقع في 2015 بعد سنوات من المفاوضات المضنية بين ايران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا وروسيا، كان سيئا وهدد بسحب بلاده منه.
الا ان اوروبا تريد الحفاظ على الاتفاق، وقامت موغيريني بزيارة الى واشنطن في نوفمبر الماضي لحث المسؤولين الاميركيين على عدم الانسحاب من الاتفاق.
وقالت موغيريني الجمعة ان "الحفاظ على الاتفاق النووي مع ايران وتطبيقه في كل جوانبه أولوية أمنية أساسية لاوروبا". وزيارة تيلرسون الى بروكسل هي المحطة الاولى من جولة أوروبية تشمل باريس وفيينا حيث يشارك في اجتماع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وألمحت تسريبات من مصادر لم تحدد هويتها في البيت الابيض الى ان تيلرسون قد لا يعود في منصبه في غضون اسابيع، اذ ان ترمب وفي معرض نفيه لذلك الجمعة ذكره بان "الكلمة الاخيرة لي".
اما ستولتنبرغ فأعرب الاثنين عن دعمه لجهود تيلرسون من اجل التعامل مع ازمة كوريا الشمالية وهي قضية تعرض فيها لانتقادات لاذعة من قبل ترمب الذي اعتبر ان وزير خارجيته "يضيع وقته" في السعي لاقامة اتصالات مع بيونغ يانغ.
وقال ستولتنبورغ ان تيلرسون لعب "دورا اساسيا من اجل توجيه رسالة ردع ووحدة وحزم من الحلف برمته" في مواجهة كوريا الشمالية "إنما كذلك (رسالة) مفادها أنه ينبغي مواصلة العمل من أجل حل سلمي".
وكان تيلرسون استبعد المعلومات بان المقربين من ترمب يريدون استقالته لكن الشائعات ستظل تطارده خلال مشاركته في الاجتماعات مع نظرائه الاوروبيين.
التعليقات