لندن: اختارت قيادة الحزب المسيحي الاجتماعي في المانيا بالاجماع ماركوس زودر خلفاً للزعيم السابق في ولاية بافاريا الجنوبية هورست زيهوفر.

ويتعين على برلمان الولاية ان يصادق على اختيار زودر، ولكن الأغلبية المطلقة التي يتمتع بها الحزب المسيحي الاجتماعي تجعل المصادقة عملية مفروغاً منها. 

وأُجبر زيهوفر على التنحي بعد ان فاز الحزب المسيحي الاجتماعي بنسبة 39 في المئة من اصوات الناخبين في الانتخابات العامة التي جرت في سبتمبر متراجعاً 10 في المئة عن ادائه في الانتخابات السابقة ، وهي نتيجة كارثية لحزب اعتاد ان يحكم ولاية بافاريا الغنية بلا منازع.

وكانت السياسة المتبعة تجاه اللاجئين في الولاية الكاثوليكية المحافظة عام 2015 ابعدت كثيراً من الناخبين عن الحزب ليمنحوا اصواتهم الى حزب البديل من اجل المانيا اليميني المتطرف. وفقدت قواعد الحزب المسيحي الاجتماعي ثقتها بقدرة زيهوفر على الدفاع عن المبادئ المحافظة الأساسية للحزب، فوجدت ضالتها في زودر الذي سطع اسمه بانتقاد سياسة حكومة انغيلا ميركل بفتح ابواب المانيا للاجئين عام 2015.

يقول الصحافي سبستيان كرافت من محطة بايريشر روندفونك التلفزيونية والاذاعية إن زودر "محترف في تسويق نفسه"، مشيراً الى طموحه الذاتي الكبير.

وبحسب كرافت، فإن "أكبر نقطة ضعف في زودر هي انه لا يعرف إلا الأسود والأبيض ويبقى اميناً للشعار القائل: إما أن تكون معي أو ضدي". ولكن كرافت يلاحظ ايضًا ان زودر رجل فعل مثابر، وحين اجتاحت الفيضانات ولاية بافاريا في عام 2013 أُنيطت به مهمة ازالة آثار الكارثة لأنه يعمل بكفاءة عالية وبلا ضجة.

وهاجم زودر من بداية تدفق اللاجئين اواخر 2015 سياسة ميركل في استقبال طالبي اللجوء. ويرى مراقبون انه بتشكيكه في حق اللجوء يشكك في مبدأ اساسي من مبادئ القانون الدولي. وحمل زودر لاحقاً تدفق اللاجئين مسؤولية الهجمات الارهابية في باريس، ودعا المانيا الى بناء سياج على حدودها مع النمسا. وكانت مواقفه متشددة حتى انه تعرض لانتقادات من داخل حزبه.

ينتمي زودر الى المدرسة المحافظة القديمة. وصرح لمجلة شبيغل ان جيل 1968 يدفع المانيا نحو الكارثة، لأنه لا يحترم القيم الالمانية التقليدية في العمل الدؤوب والدقة في المواعيد والانضباط ورفضه كل اشكال الروح الوطنية.

 

ويقول البعض إن افكاره قديمة حتى أنه يبدو اقرب الى الاصولي الاسلامي منه الى سياسي الماني في القرن الحادي والعشرين. وفي عام 2006 دعا زودر الى تشديد القوانين الصادرة ضد الكفر قائلاً إن السخرية من البابا او الكنيسة "لا تمت بصلة الى الهزل". واضاف "ان حماية المشاعر الدينية من أساسيات مجتمعنا". 

ولكن حماسة زودر لحماية الدين من الدولة العلمانية لا تذهب أبعد من المسيحية. وقال "إن الصلبان هي التي مكانها في الصفوف المدرسية وليس الحجاب"، ودعا ايضاً الى منع النقاب في الأماكن العامة.

من جهة أخرى، فاجأ زودر الخضر بدعوته منذ عام 2007 الى منع محركات البنزين والديزل بحلول عام 2020 مقترحاً الاستعاضة عنها بسيارات تعمل بغاز الهيدروجين. 

وكان الحزب المسيحي الاجتماعي خاض معركة مع الخضر بشأن منع المحركات ذات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2030. وقال زودر مؤخراً انه ملتزم بموقف حزبه الداعم لمحرك الديزل. 

اتُهم زودر في مناسبات عديدة بالضغط على قنوات البث لنقل الأخبار بطريقة منحازة لصالحه. وفي عام 2012 سحبت قناة بايريشر روندفونك ريبورتاجاً عن زودر، بعد ان اتصلت المتحدثة باسمه بالقناة محتجة على موقفها السلبي منه.

في هذه الأثناء، ذكرت مجلة شبيغل أنه حاول بصورة متكررة ان يؤثر على قناة زد دي اف التلفزيونية الوطنية بشأن طريقتها في تقديم الحزب المسيحي الاجتماعي الى الجمهور خلال الفترة الواقعة بين 2003 و2007 حين كان عضو مجلس مستشاري القناة.

ويبدو ان زودر رغم شغفه بالظهور في الصور فإنه يبدو مكشراً على الدوام. ولعله كان يفكر في ذلك التعبير على وجهه حين اختار ان يظهر خلال كرنفال في عام 2014 بزي شخصية شريك في الفيلم الشهير للرسوم المتحركة. ولكن هذه ليست الشخصية الوحيدة التي اختار زودر ان يتقمصها وسط اهتمام واسع. فهو معروف بأزيائه الكرنفالية التي اشتملت ايضًا على ارتداء ملابس نسائية والظهور بزي غاندالف احدى الشخصيات في روايات جي. آر. آر تولكين مثل سيد الخواتم ، وبزي هومر سمبسون.

 

أعدّت "إيلاف" المادة نقلا عن «ذا لوكال». الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.thelocal.de/20171204/what-to-know-about-markus-sder-the-man-soon-to-be-bavarias-new-leader