الامم المتحدة: اجتمع مجلس الامن الدولي الجمعة في جلسة طارئة بدعوة من ثماني دول لبحث قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بشكل احادي بالقدس عاصمة لاسرائيل.
واثار قرار ترمب غضبا واسعا في العالم العربي والاسلامي ورفضا عاما من شركاء واشنطن. وقال دبلوماسي ردا على سؤال بشأن النتيجة المتوقعة للاجتماع، انها ستكون "عزلة" واشنطن في هذا النزاع في حين قال آخر "لاشيء".
وعبرت الامم المتحدة خلال جلسة طارئة لمجلس الامن عن "القلق البالغ ازاء مخاطر تصاعد العنف" اثر قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بشكل احادي بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وقال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف خلال الجلسة في كلمة عبر الفيديو من القدس انه تم اعلان "ثلاثة ايام غضب" من "السادس الى التاسع من كانون الاول/ديسمبر"، محذرا من مخاطر "تطرف ديني".
واكد المسؤول الاممي على ان "القدس هي القضية الاشد تعقيدا" في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي مشيرا الى ان القدس تمثل "رمزا" للديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية مشددا على ان وحده "التفاوض بين الطرفين" هو الوسيلة لتقرير مصير المدينة المقدسة.
ودعا نيكولاي ملادينوف قادة العالم الى "التحلي بالحكمة" لاعادة الهدوء الى المنطقة.
وطلبت اجتماع الجلسة الطارئة لمجلس الامن مصر والسنغال والاورغواي وبوليفيا والسويد وفرنسا وايطاليا والمملكة المتحدة.
وتعتبر الكثير من الدول القرار الاميركي انتهاكا لقرارات الامم المتحدة.
وقال السفير المصري عمر ابو العطا ان قرار ترمب "انتهاك للشرعية الدولية" مشيرا الى ان القدس "مدينة محتلة".
وذكر نظيره السويدي اولوف سكوغ بالقرار 2334 الذي اعتمد في 23 كانون الاول/ديسمبر 2016 الذي يؤكد ان مجلس الامن الدولي "لن يعترف باي تغيير في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 بما يشمل القدس، الا اذا اتفق الطرفان عبر مفاوضات". وكان تم اعتماد هذا القرار ب 14 صوتا في مجلس الامن مع امتناع واشنطن عن التصويت.
واضاف الدبلوماسي السويدي انه "حان الوقت للتقدم باتجاه اتفاق مفصل للسلام".
واثار قرار ترمب غضبا عارما في العالمين العربي والاسلامي ورفضا عاما من شركاء واشنطن.
وقال دبلوماسي ردا على سؤال بشأن النتيجة المتوقعة للاجتماع، انها ستكون "عزلة" واشنطن في هذا النزاع في حين قال آخر "لاشيء".
وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي ان بلادها "تبقى ملتزمة بعملية السلام" في الشرق الاوسط بعد قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، مشيرة الى انها ترفض "الخطب والدروس".
وقالت ان ترمب لم يفعل سوى الاعتراف بالواقع القائم، طالما ان مقار الحكومة والبرلمان موجودة في القدس.
وذكرت بأن ترمب اصر على ان قراره ليس له اثر على ما يقرره الفلسطينيون والإسرائيليون في نهاية المطاف.
واضافت "افهم ان التغيير صعب" لكن "تحركاتنا تهدف الى دفع قضية السلام" و"نحن نريد اتفاقا عبر التفاوض"، موضحة ان ترمب "لم يتخذ موقفا بشأن الحدود" وان "الوضع القائم مستمر على حالة في الاماكن المقدسة".
اعضاء مجلس الامن الأوروبيون: قرار ترمب غير منسجم مع قرارات الأمم المتحدة
واكد سفراء السويد وفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا لدى الامم المتحدة الجمعة ان قرار دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل "لا يتطابق مع قرارات مجلس الامن الدولي" مؤكدين ان القدس الشرقية جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واكدوا في اعلان صدر في بيان اثر اجتماع طارىء لمجلس الامن وجدت فيه واشنطن نفسها معزولة، "ان وضع القدس يجب ان يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي".
وشددوا انه في هذا الاطار "يجب ان تكون القدس عاصمة لدولتي اسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف باية سيادة على القدس".
واضافوا انه "بناء على القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وخصوصا القرارات 467 و478 و2334 نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الاراضي الفلسطينية المحتلة".
كما شددوا على ان "الاتفاق على الحدود بين الدولتين يجب ان يتم على اساس خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وفق تبادل اراض يتفق عليه الجانبان. وان الاتحاد الاوروبي لن يعترف باي تغيير لحدود 1967 بما فيها في في القدس الا باتفاق الطرفين".
وشدد السفراء ان قرار ترمب "لا يخدم فرص السلام في المنطقة" ودعوا "كافة الاطراف والفاعلين الاقليميين الى العمل معا للحفاظ على الهدوء".
وقال السفراء الاوروبيون "نحن على استعداد للمساهمة في الجهود الصادقة لاحياء عملية السلام على قاعدة المعايير الدولية المتفق عليها، والمؤدية الى حل الدولتين. ونشجع الادارة الاميركية على تقديم مقترحات مفصلة من اجل التوصل الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني".
عباس يرحب بالاجماع الدولي "المندد" بالقرار الاميركي بشأن القدس
رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما وصفه "الإجماع الدولي الكبير المندد بالقرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، والذي شهدته جلسة مجلس الامن الدولي التي عقدت الجمعة.
وحيا عباس، في بيانه نشرته وكالة (وفا) الرسمية، مواقف الدول التي أكدت رفضها لهذا القرار الاميركي" المخالف لكل قرارات الشرعية الدولية".
واعتبر عباس، "ان هذا الاجماع، على رفض القرار الاميركي، هو بمثابة رسالة دعم قوية لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في أرضه وعلى رأسها مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".
وجدد عباس موقفه الرافض للقرار الاميركي، "مؤكدا أن الولايات المتحدة الاميركية بهذا الموقف لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام".
التعليقات