سيدني: اعلنت الشرطة الاسترالية الاحد توجيه الاتهام الى استرالي بانه "عميل كوري شمالي" لمحاولته بيع مكونات صواريخ وفحم كوري شمالي في السوق السوداء من اجل جمع اموال لحساب بيونغ يانغ في انتهاك للعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة.

واوضحت الشرطة الاسترالية ان الرجل البالغ من العمر 59 عاما من اصل كوري ويحمل الجنسية الاسترالية. وقد وضع في التوقيف الاحترازي. ولو تكللت جهوده بالنجاح لتمكن من جمع "عشرات الملايين من الدولارات" لمصلحة كوريا الشمالية، بحسب الشرطة. وذكرت وسائل اعلام محلية ان الرجل يدعى شان هان-شوي.

وقالت الشرطة ان الرجل حاول بيع وحدة لانتاج صواريخ بالستية ومعها تصاميم ومكونات الصواريخ والبرنامج المعلوماتي المرتبط بها والخبرة التقنية الكورية الشمالية.

وقال نائب رئيس الشرطة الاسترالية الفدرالية نيل غوغان "لم نر امرا كهذا على الارض الاسترالية من قبل"، مشيرا الى ان المشتبه به كان على اتصال مع مسؤولين كوريين شماليين كبار. اضاف ان "الرجل عميل وفي لكوريا الشمالية، وهو يؤمن بانه كان يتصرف خدمة لاهداف وطنية عليا".

وقالت الشرطة ان خطط هذا العميل لا ترتبط بحكومات او مسؤولين رسميين. ولم تكشف السلطات الاسترالية الجهات والافراد والكيانات التي سعى المتهم الى التعامل معها. وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات قاسية جدا تهدف الى حرمانها من مصادر التمويل بسبب برنامجيها البالستي والنووي المحظورين.

نظام خطير ومتهور
فرض مجلس الامن آخر هذه الاجراءات في 2017 عندما تبنى سلسلتين من العقوبات الاقتصادية القاسية على كوريا الشمالية في اغسطس اثر اطلاق صواريخ عابرة للقارات وفي سبتمبر بعد تجربة نووية.

وباتت كوريا الشمالية محرومة من عائدات صادراتها من الفحم الحجري والحديد والصيد البحري والنسيج. كما تم الحد من وارداتها من النفط وحظر تاسيس شركات مع كوريين شماليين.

انتقدت بيونغ يانغ مجلس الامن مرارا باعتباره أداة للولايات المتحدة، خاصة بعد مضاعفة عقوباته المفروضة على البلد الآسيوي المعزول الذي واصل تجاربه النووية والبالستية بوتيرة كبيرة منذ يوليو الفائت. وصرح رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول "انها عملية توقيف بالغة الاهمية والاتهامات خطيرة جدا". واضاف ان "تطبيق كل الامم العقوبات (ضد كوريا الشمالية) امر اساسي".

اضاف ان "النظام الكوري الشمالي خطير ومتهور واجرامي يهدد السلام في المنطقة، وهو يتمول عبر خرقه عقوبات الامم المتحدة". وأكد ترنبول "الاهمية القضوى التي يكتسبها قيام جميع الامم (...) بتطبيق العقوبات لانه زيادة الضغوط الاقتصادية على كوريا الشمالية يسرع في عودة النظام الى رشده".

وكان المشتبه به الذي يعيش في استراليا منذ ثلاثين عاما، يستخدم خدمات رسائل مشفرة في محاولة لتنظيم تجارته. ويشتبه بانه حاول بيع فحم كوري شمالي الى كيانات في اندونيسيا وفيتنام.

ورفضت الشرطة الافراج بكفالة عن شوي الذي تم اعتقاله في ايستوود احدى ضواحي سيدني السبت. وقد وجهت اليه ست تهم تبلغ عقوبتها القصوى السجن عشر سنوات. وقال غوغان ان الشرطة بدأت تدقق في نشاطات المشتبه به في وقت سابق من هذا العام بعد معلومات تلقتها من "شريك اجنبي مسؤول عن تطبيق القانون"، بدون ان يعطي اية تفاصيل اضافية.

واضاف غوغان ان الشرطة لا تستبعد ملاحقات اخرى في اطار تحقيق تجريه حول الاتجار باحجار كريمة ونفط، الى جانب نشاطات شوي منذ 2008. وهي المرة الاولى التي يتهم فيها شخص في استراليا بموجب قانون اسلحة الدمار الشامل وبتهمة مخالفة عقوبات مجلس الامن الدولي.