لندن: عبرت غالبية من قراء "إيلاف" شاركت في استفتائها الاسبوعي عن قناعتها بعدم قدرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على مكافحة الفساد و نجاح جهوده في هذا المجال.
فقد طرحت "إيلاف" على قرائها سؤالا ضمن استفتائها الاسبوعي يقول "هل تتوقع ان تثمر جهود رئيس الوزراء العراقي في مكافحة الفساد؟" حيث شارك في الادلاء بآرائهم 1472 قارئا عبرت الغالبية الساحقة منهم عن قناعتها بعدم امكانية نجاح هذه الجهود.
79 % لايرون نجاحا للعبادي في مكافحة الفساد
وعبر 1164 قارئا بلغت نسبتهم 79 بالمائة من المجموع الكلي للمشاركين في الاستفتاء عن اعتقادهم بعدم نجاح جهود العبادي في مكافحة الفساد.
والواضح أن هذه الشريحة من القراء قد بنت موقفها على رؤيتها هذه بعدم نجاح العبادي لحد الان في اخضاع رؤوس الفساد الكبرى لمحاكمات برغم اطلاقه للحملة ضد الفساد في آب اغسطس عام 2015 واستمرار التظاهرات الشعبية منذ ذلك الوقت للمطالبة بمكافحة الفساد ومواجهة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها.
كما أن تحذيرات قد انطلقت من تحويل حرب العبادي ضد الفساد إلى شعارات إنتخابية حيث اشار تحالف القوى العراقية السنية دعمه للعبادي في محاربة الفساد لكنه حذر من تحويلها إلى شعارات إنتخابية أو مشاريع للتسقيط السياسي أو أسلوباً جديداً لأقصاء المنافسين الأنتخابيين.. مشيرا إلى أن ذلك سيفقدها فعاليتها ويزعزع ثقة المواطن بحكومته.
وأكد رئيس كتلة التحالف النيابية صلاح الجبوري في بيان صحافي على ضرورة أن لا تكون مبادرة القضاء على الفساد حبيسة ملفات الحكومة والوزارات بل يجب أن تشمل ملفات الحكومات المحلية ومجالسها واداراتها لان هناك شكوكا بمسؤوليتها عن ضياع ميزانيات تنمية الأقاليم والمحافظات منذ عام 2004 وحتى الان.
ولذلك فأن هؤلاء المشاركين في الاستفتاء يدركون ان العبادي يواجه مسؤولين نافذين كبار يمتلكون مراكز ومليشيات مسلحة واموال وفضائيات وسطوة تفننوا في عمليات سرقتهم لاموال الشعب باساليب سرقة مشرعنة ومقننة ورسمية وحتى "قانونية".. إضافة إلى أن عديدا من هؤلاء الفاسدين هم من حزبه وتحالفه السياسي.
21 بالمائة فقط واثقون بنجاح المعركة ضد الفساد
ويبدو أن هذه الشريحة القليلة من القراء المشاركين في الاستفتاء قد بنت موقفها من امكانية نجاح جهود العبادي في مكافحة الفساد على اساس التصريحات التي مافتئ يطلقها في كل مناسبه عن تصميمه على مواجهة الفاسدين وتقديمهم إلى القضاء.
وشدد العبادي مؤخرا على ان الحرب المقبلة في بلاده بعد القضاء على تنظيم داعش ستكون ضد الفساد داعيا الفاسدين اما إلى تسليم الاموال التي استولوا عليها إلى السلطات او قضاء بقية حياتهم في السجون.
وأكد خلال مؤتمر صحافي في بغداد على ان السلطات ستطارد الفاسدين باجراءاءات غير مسبوقة ستفاجئ الجميع.. وقال "أحذر الفاسدين بأن لايلعبوا بالنار بعد ان تسببوا بدخول داعش إلى العراق". وأضاف قائلا "أعد العراقيين بالنصر على الفساد كما انتصرنا على داعش".
يضاف إلى ذلك التأكيدات التي اطلقها خطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الجمعة الماضي على ضرورة التحرك الجدي والفعال لمحاربة الفساد باعتباره من اولويات المرحلة المقبلة.. مشددًا على انه لابد من محاربة الفساد المالي والاداري بخطط عملية واقعية بعيدا عن الاجراءات الشكلية والاستعراضية. واضاف إن المعركة ضد الفساد التي تأخرت طويلا لاتقل ضراوة عن المعركة ضد الارهاب ان لم تكن اقوى والعراقيون قادرون على خوض معركة الفساد والانتصار فيها ايضا.
وقد علق العبادي على ذلك مؤكدا تصميمه على محاربة الفساد المستشري والتصدي له بكل اشكاله حتى القضاء عليه.
وبحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية فإن العراق يحتل المرتبة الثالثة بين الدول الاكثر فسادا في العالم فيما تقدّر الأموال المهربة إلى الخارج بنحو تريليون دولار أما الأموال المهدورة في الداخل فتصل إلى أكثر من 350 مليار دولار.
التعليقات