تعهد إيمانويل ماكرون، مرشح الوسط في الانتخابات الفرنسية، في كلمة ألقاها خلال حملته الانتخابية بتوحيد البلاد وتعزيز الروابط مع ألمانيا. وقال ماكرون، أمام حشد من أنصاره في مدينة ليون شرقي فرنسا، إنه يتعهد بتعزيز ميزانية الإنفاق على الدفاع. وكان ماكرون، وهو وزير اقتصاد سابق في حكومة الاشتراكيين، قد أسس حزبه العام الماضي. وتشير استطلاعات رأي إلى أنه قد يواجه في الجولة الثانية من الانتخابات مارين لوبان، مرشحة اليمين، التي من المتوقع أن توجه كلمة إلى الناخبين الفرنسيين يوم الأحد. وكان حزب الجبهة الوطنية، بزعامة لوبان، قد بدأ اجتماعا لمدة يومين في مدينة ليون أيضا لترويج برنامجها الانتخابي التي تعهدت من خلاله باستعادة السيادة الفرنسية على ميزانية الدولة والحدود والأموال والقوانين. كما تراجع الحزب عن تعهد سابق بعودة تطبيق عقوبة الإعدام. وتجرى الانتخابات الفرنسية في 23 أبريل/نيسان المقبل في واحدة من أكثر السباقات الانتخابية تنوعا خلال عقود بعد تصريح الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا هولاند، بعدم خوض السباق لتولي فترة رئاسة ثانية. وكان فرانسوا فيون، مرشح الجمهوريين المعارض، أبرز مرشح حتى تزعزع موقفه بسبب توجيه اتهام له الشهر الماضي بمنح زوجته وظيفة وهمية في البرلمان واختلاس المال العام. وسعى ماكرون إلى تصوير نفسه بهيئة الموحد لصفوف الدولة أمام حشد من أنصاره بلغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص. وسأل ماكرون : "أنا لا أقول لكم إن اليسار واليمين لا يعنيان شيئا، أو إنهما الشيء نفسه، لكن أليس هذا الانقسام عقبة؟" وقال : "أريد مصالحة جبهتي فرنسا، كما أريد مزيدا من الدفاع الأوروبي والشراكة بين فرنسا وألمانيا". وبدا ساخرا من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن بناء جدار عازل على الحدود الأمريكية مع المكسيك، وشبه السياسة بتحصينات فرنسا التي أخفقت في صد زحف هتلر عام 1940. وقال :"لا أريد بناء جدار. أؤكد لكم لا يوجد جدار في برنامجي. هل تتذكرون خط ماغينون؟" وقالت أوديل دوكلو، معلمة متقاعدة تبلغ من العمر 63 عاما، لوكالة فرانس برس للأنباء إنها تحضر أول اجتماع لحركة "إلى الأمام" التي يتزعمها ماكرون. وأضافت : "أعطيت صوتي في الماضي للاشتراكيين، لكن زوجي قال لسنوات إننا بحاجة إلى تجاوز الانقسام بين اليمين واليسار، وشكرا لماكرون، أنا مقتنعة بذلك". وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون أو فيون سيحل أي منهما في المرتبة الثانية في الجولة الأولى من الانتخابات بعد لوبان قبل تحديد الفائز في جولة الإعادة التي تجرى في السابع من مايو/أيار المقبل. وقال دايفيد راشلين، مدير الحملة الانتخابية للوبان، إن "انتخاب ترامب والتصويت المناهض للأوربيين بما في ذلك تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يعزز موقف حزبنا." وأضاف :"بعد فوز ترامب وتصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد التصويت في المجر والنمسا وبعد صعود أصدقائنا الوطنيين الألمان من حزب البديل من أجل ألمانيا (وهو حزب يميني ألماني متشدد) جاء دورنا لنحبط التوقعات واستطلاعات الرأي". ويبذل فيون قصارى الجهود أمام استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن معظم الناخبين الفرنسيين يعتقدون أنه ينبغي أن ينسحب من الانتخابات. وقال فيون أمام حشد من أنصاره يوم الجمعة : "الناس لا تسعى إلى العدالة، إنهم يسعون إلى تدميري، ومن خلفي تدمير اليمين وسرقة الانتخابات". ونفى فيون الاتهامات الموجهة إليه بشأن اختلاس المال العام من خلال تعيين زوجته في وظيفة وهمية. واختار الحزب الاشتراكي مؤخرا اليساري المتشدد بينوا هامون مرشحا للحزب، وهو يحتل مرتبة بعد المرشحين الثلاثة الآخرين بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي. كما حصل المرشح اليساري المتشدد، جان لوك ميليشون، على نحو 10 في المئة في نفس استطلاع الرأي.
- آخر تحديث :
التعليقات