بحثت شخصيات حقوقية واكاديمية وقانونية عربية واجنبية تصاعد انتهاكات السلطات الإيرانية لحقوق الإنسان في الأحواز، واستمعت لشهادات ناجين من احكام الإعدام داعية لتحرك دولي وعربي عاجل وفاعل لوقف هذه الانتهاكات وضرورة إحالة مسؤولي النظام مرتكبي الجرائم في الأحواز الى المحاكم الدولية .&

جاء ذلك خلال مؤتمر نظمته المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان في فيينا، تحت عنوان "مناقشة انتهاكات الدولة الإيرانية لحقوق الإنسان في الأحواز"، بمشاركة العديد من الشخصيات الحقوقية والأكاديمية وخبراء قانونيين عرب واجانب من النمسا ألمانيا وبريطانيا، حيث تم استعراض انتهاكات الدولة الإيرانية لحقوق الإنسان في الأحواز عبر تقرير مكتوب باللغة الألمانية، وشهادات للمرة الاولى لناجين من احكام الإعدام، اضافة الى عرض وثائق تتضمن صورًا ومقاطع فيديو تؤكد ممارسة السلطات الايرانية الانتهاكات لحقوق الإنسان ضد مواطني اقليم الاحواز المحتل بجنوب غرب ايران.

تقرير المصير للاحوازيين

وسلط المؤتمر الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها السلطات الإيرانية في الأحواز نظرًا لأن معظمها لم يوثق سابقًا، ولم يتم عرضه في التقارير الصادرة عن المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية. كما خاطب النخب الأوروبية وكذلك الرأي العام الأوروبي من خلال التأكيد على ضرورة دعم حق الشعب العربي الأحوازي بالحصول على حقه في تقرير مصيره طبقًا للقوانين والمواثيق الدولية في هذا الشأن.

إعدام وتهجير

وفي كلمة له استعرض كميل آل بوشوكة المدير التنفيذي للمنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان أهم الانتهاكات التي ترتكبها الدولة الإيرانية في الأحواز، والتي تشمل جرائم الإعدام والتهجير والاختفاء القسري والاعتقالات العشوائية، وكذلك عمليات تجفيف الأنهار عبر بناء السدود وحرف مسار الأنهر وتغيير التركيبة السكانية في الأحواز.

ثم عُرض فيلم وثائقي باللغة الألمانية عن الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإيرانية في الأحواز، تضمن مشاهد لعمليات إعدام وتعذيب لمعتقلين على يد قوات الاحتلال الإيراني.&

ضغط دولي

ومن جهته، دعا الدبلوماسي والحقوقي الدولي طاهر بومدرة رئيس مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عنها الى التركيز على دعم مطالب الشعب العربي الأحوازي بشكل منظم ومؤثر. وطالب المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغط الدولي على إيران لإنهاء تدخلاتها في دول الجوار. وشدد على ضرورة دعم الدول الإوروبية لقضايا حقوق الإنسان في الأحواز وتطلعات الشعب العربي الأحوازي وقيام الأمم المتحدة بإرسال مبعوث خاص أو مقرر خاص إلى الأحواز.. ثم دعا جامعة الدول العربية الى الاعتراف بالقضية الأحوازية.

اما الناشط السياسي والإعلامي النمساوي، عضو المنتدى الاجتماعي العالمي، لئو غابريل، فقد تحدث عن ضرورة القيام بحملة عالمية لدعم نضال الشعب العربي الأحوازي في الوصول إلى حقه في تقرير مصيره. ودعا في كلمة له المجتمع الدولي إلى التركيز على الدستور الإيراني الذي يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .. كما طالب دول الاتحاد الأوروبي ببذل مزيد من الاهتمام بالقضية الأحوازية باعتبارها قضية عادلة.

دعم غربي

ومن جهته، اكد الدكتور خالد المسالمة أستاذ التاريخ في جامعة بوخوم الألمانية على ضرورة دعم الدول الغربية للقضية الأحوازية، وكذلك الثورة السورية .. منوهًا الى أن "العدو واحد والمستقبل واحد هناك" .. وأكد علاقة الدولة الإيرانية بالإرهاب العالمي من خلال دعم المليشيات والجماعات المتطرفة.

اما الدكتور باسم القباني البروفيسور والأستاذ في جامعة فيينا، فقد اشار الى أهمية طرح القضية الأحوازية على الرأي العام الغربي باعتبارها قضية إنسانية عادلة تستحق الدعم والتضامن. ودعا إلى مطالبة دول الاتحاد الأوروبي بمحاسبة الدولة الإيرانية على ما ترتكبه من جرائم ضد حق الإنسان في الأحواز.

ورأى توفيق الحميدي، الناشط اليمني ومسؤول منظمة سام لحقوق الحريات، أن الدولة الإيرانية هي المصدر الرئيسي للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.. منوهاً الى ان إيران هي من دعمت وأنشأت كل المنظمات الإرهابية مثل حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن ومليشيات الحشد الشعبي في العراق.

دعوة لتحرك عربي ودولي عاجل

وفي الختام، دعا المؤتمر الى تحرك دولي وعربي عاجل وفاعل لوقف الانتهاكات الجسيمة والشنيعة، التي ترتكبها الدولة الإيرانية في الأحواز، عبر طرح ملف حقوق الإنسان الأحوازي على المجلس العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم من المسؤولين الإيرانيين في الأحواز.

ويأتي المؤتمر في وقت تشن فيه السلطات الامنية الايرانية منذ اسابيع حملة مداهمات واعتقالات تدعي أنها تستهدف من يطلق النار في المناسبات، لكنّ ناشطين يؤكدون أن هذه تبريرات لعمليات الضغط على المواطنين الأحوازيين لتسليم سلاحهم في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور الذي بات هاجسًا يؤرق السلطات، حيث أن المقاومة الوطنية الأحوازية قد استهدفت مؤخرًا مراكز أمنية ومخابراتية، ما أدى إلى مقتل واصابة العديد من عناصر قوات النظام.&

ويشكل العرب أكثر من 7.7% من سكان إيران، البالغ حوالي 75 مليون نسمة .. منهم 3.5 ملايين في اقليم الاحواز العربي المحتل، غالبيتهم شيعة ويتكلمون بلهجة احوازية وقريبة من اللهجة العراقية، و 1.5 عرب في سواحل الخليج العربي، وهم سنة يتكلمون لهجة خليجية، و 0.5 مليون متفرقون.&
&