نصر المجالي: في أول لقاء بينهما في بون على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين (G20) في بون، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس ونظيره الأميركي الجديد ريكس تيلرسون الصراعات في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.
وقال وزير الخارجية الروسي إن الاجتماع الذي لم يتناول العقوبات الأميركية "كان عمليا، ولفتنا الانتباه إلى وجود مصالح مشتركة لاسيما في ما يخص الحرب على الإرهاب".
ووصف لافروف المباحثات بالبناءة وركزت على جملة من القضايا الهامة التي تعني البلدين، كما أكد في تصريحاته على أهمية تحديد معايير العمل المشترك مع واشنطن.
يذكر أن تعيين تيلرسون كان أثار جدلا في الأوساط التشريعية والسياسية الأميركية لعلاقاته السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين كان رئيسا لشركة (أكسون موبايل) النفطية.
ما تم بحثه
وذكر وزير الخارجية الروسي أن المباحثات التي جمعته وللمرة الأولى بنظيره الأميركي الجديد، لم تتطرق إلى عقوبات واشنطن المفروضة ضد روسيا، وأضاف: "ركزنا على العلاقات الثنائية بين بلدينا والتي نسفتها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما".
وأشار لافروف إلى أن تيلرسون جدد التأكيد على استعداد دونالد ترامب للعمل بما يخدم تجاوز التعقيدات التي تشوب العلاقات الأمريكية الروسية، وعبّر عن اهتمام بلاده بالانخراط في جميع التسويات بما فيها المشكلة الأوكرانية.
وذكر الوزير الروسي أن موسكو وواشنطن جددتا التأكيد خلال المباحثات على اهتمامهما بمكافحة الإرهاب في سوريا وأينما كان، وأن تيلرسون قد أعرب له عن "دعم بلاده لعملية أستانة" والجهود الرامية إلى التسوية في سوريا.
العلاقات الثنائية
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن وسبل تطبيعها، قال لافروف: "لدى البلدين الكثير من القضايا التي تتطلب بحثها وتطرق إليها الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في المكالمة الهاتفية التي دارت بينهما مؤخرا".
كما أشار لافروف إلى أهمية تحديد معايير العمل المشترك بين بلاده والولايات المتحدة بما يشمل جميع القضايا ذات الاهتمام الثنائي، وجدد التأكيد على نأي روسيا بنفسها عن الشؤون الداخلية للدول، بما فيها الولايات المتحدة.
كلام تيلرسون
من جهته، وصف تيلرسون لقاءه نظيره الروسي بـ"المثمر"، مؤكدا تمسك واشنطن بالتعاون مع موسكو إذا كان يخدم المصالح الأميركية.
كما دعا الوزير الأميركي موسكو إلى الالتزام باتفاقات مينسك للتسوية في أوكرانيا، والعمل على الحد من التوتر هناك، مشيرا إلى استمرار بلاده وروسيا في "البحث عن أرضية مشتركة جديدة للتعاون" على الحلبة الأوكرانية وغيرها من الساحات الساخنة في العالم.
قطع الكلمة
وإلى ذلك، قالت وكالة (نوفوستي) إن وزير الخارجية الأميركي لم يتمكن من إكمال كلمته الافتتاحية خلال أول لقاء له مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقال إن كل ما تمكن الوزير الأميركي من قوله كان: "شكرا سيد لافروف وأنا أيضا مسرور لرؤيتكم" وبعد ذلك قطع منظمو اللقاء كلمة الجانب الأميركي، وطلبوا من الصحافيين مغادرة المكان.
ولم يتجاوب المراسلون والصحافيون على الفور. وتمكن مراسل وكالة "أسوشيتد برس"ماثيو لي من توجيه سؤال للوزير الروسي حول هل تشعر موسكو بالقلق من "الاضطراب" السائد حاليا في واشنطن وهل يؤثر ذلك في العلاقات الروسية الأميركية، فردّ لافروف بالقول: "عليكم أن تفهموا أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
وأضاف لافروف القول:"آمل في أن يتم خلال المباحثات تحديد كيفية تنظيم العمل لاحقا مع الإدارة الأميركية الجديدة".
&
التعليقات