في حديث خاص لـ"إيلاف"، يؤكد نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة والوزير السابق سليم الصايغ، أن مواجهة التطرّف لا تكون بالتطرّف، بل بالديموقراطية، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي يلعبه حزب الكتائب حتى خارج الحكومة اللبنانيّة.
إيلاف من بيروت: انضم إلى حزب الكتائب عام 1974، حيث تسلّم مسؤوليات عدّة في الحزب، كان آخرها مستشار رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، ثم نائب رئيس حزب الكتائب منذ العام 2008.
حائز شهادات عدّة، منها دكتوراه في القانون من جامعة باريس 11، وأهليّة لإدارة الأبحاث، ودراسات عليا متخصصة في الدبلوماسية وقانون المنظمات الدولية، ودراسات معمقة في التاريخ، وماجيستر في العلاقات الدولية والدبلوماسية، وإجازات في العلوم السياسيّة وفي الحقوق وفي إدارة الأعمال.&
أستاذ جامعي، له منشورات عدّة، إنه وزير الشؤون الإجتماعية السابق ونائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ، الذي حاورته "إيلاف" حول موضوعات عدة، منها زيارة المرشحة الفرنسيّة مارين لوبن إلى بيروت، والانتخابات النيابية المقبلة، في ظل عدم مشاركة حزب الكتائب في الحكومة اللبنانية الحالية.&
وفي ما يلي نص اللقاء معه:
*بعد زيارة المرشحة الفرنسية مارين لوبن للبنان، كيف تقيّم ما أعلنته لوبن بعد لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري عن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم؟
- عبّرنا عن اختلافنا في وجهات النظر حول هذا الموضوع، نعتبر أن مواجهة التطرّف لا تكون بحكم الأنظمة غير الديموقراطية، أو الدكتاتورية، ونعتبر أن أفضل طريقة لمواجهة التطرّف تكون بالديموقراطية واحترام الرأي الآخر، والعودة إلى الحوار وتثقيف المواطن أكثر باتجاه ثقافة المواطنة. وعبّرت لوبن عن وجهة نظرها، التي لا تتطابق أبدًا مع وجهة نظرنا، مع العلم أننا أكدنا على أن الشعب السوري يجب أن يُفسح المجال أمامه ليعبّر عن رأيه بكل حرية، ومن دون أي ضغوطات خارجيّة، لأن على المجتمع الدولي والدول الصديقة للمنطقة أن تلعب دورها وتتحمل مسؤوليتها من خلال السماح للشعوب أن تقرر مصيرها الديموقراطي من دون أي ضغط عسكري إن كان داخليًا أم خارجيًا.
العمل السياسي والأكاديمي
*بين العمل الأكاديمي والعمل الوزاري سابقًا، كيف يمكن للسياسي أن يخدم لبنان أكثر؟
- لا يمكن تجزئة الإنسان، هو كل متكامل، لا يمكن القول إننا نختلف سياسيًا عمّا نقوم به أكاديميًا، الإنسان لديه كرامة، ومفهوم الكرامة لا يتجزأ، وتطبيقاتها هي عينها أمام الطلاب في الصف، وأمام العائلة والحزب في العمل الإجتماعي السياسي، ويجب أن يكون سلم القيم واضحًا للجميع، ويجب ألا يكون هناك استنساب من خلال تدوير الزوايا سياسيًا، وعندما تكون للسياسي مهنة مهمة كمهنة التعليم، يشكّل الأمر إضافة في العمل السياسي وفي حسن الأداء العام.
الحياة السياسيّة
*كيف تنظر إلى الحياة السياسيّة في لبنان حاليًا، وكيف يمكن مقارنتها بالحياة السياسيّة التي كانت سائدة سابقًا؟
- العالم كله تغيّر، ولم يتغيّر حتمًا نحو الأحسن، والمطلوب المزيد من الشفافية والحكم الصالح والصدق مع الناس، والجميع اليوم أصحاب شهادات ومتعلمون، وليهم فكر ناقد وفكرهم الخاص.
*كوزير للشؤون الإجتماعية سابقًا في حكومة سعد الحريري في عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كيف تقيّم العمل الوزاري حينها، وكيف اختلف عنه اليوم؟
- المطلوب أكثر اليوم في الحياة السياسية من الرجل السياسي أن يكون منسجمًا تمامًا مع أفكاره وتصرفاته، وعدم العيش حياة الإنفصال بين الشعار والعمل خلافًا لهذا الشعار.
حزب الكتائب
*هل صحيح كما يشاع أن حزب الكتائب حرم من تقاسم قطعة الحلوى السياسيّة بسبب مواقفه؟
- إذا كان هذا حرمانًا، فنحن نعتبره شهادة تقدير، لأن الأهم أن يكون الإنسان منسجمًا مع ضميره، فما ينفعنا إذا ربحنا جميع المقاعد السياسيّة وخسرنا معنى نضالنا ووجودنا كحزب، فالحزب يبقى وسيلة، وليس غاية، وعندما يصبح الحزب هو الغاية، وكل الوسائل الأخرى فضيلة، نكون قد قلبنا المعايير، وهذا أدخل لبنان في الماضي في أتونات الفكر الإقصائي والفكر الأحادي، مع حب البقاء والمحافظة على الذات.
*بعد فترة على انطلاق الحكومة في لبنان، كيف تقيّم عملها من دون حزب الكتائب؟
- نحن حبنا للبقاء هو للقضية التي نخدمها، وحزب الكتائب، بالنتيجة، بالمواقف التي أخذها راكم الكثير من الصدقية، وهو قد يكون من الأحزاب القليلة في لبنان التي لم تعدّل في خطابها السياسي ولا في مبادئها، وفي الوقت عينه هو في قلب اللعبة السياسية، نحن على إطلاع تام على كل الملفات الكبرى التي تناقش في لبنان، ولا يمكن تصوّر نظام الحياة في لبنان بلا دور أساسي يلعبه حزب الكتائب.
*كيف يخدم حزب الكتائب لبنان اليوم من خارج الحكومة اللبنانيّة؟
-يجب أن نسأل كيف تتم خدمته من قبل من هم داخل الحكومة؟، لأننا نرى التضارب في المصالح ضمن الحكومة، ولم يتفقوا إلا على أمر وحيد، وهو صفقة النفط والغاز، التي تمت من دون نقاش وبسحر ساحر. أما الأساس الذي وجدت من أجله هذه الحكومة فيبقى موضوع الموازنة وقانون الانتخاب، فنرى أن الموازنة تجتّر المشاكل التي عجزت عنها الحكومات السابقة من سنين، وكذلك قانون الانتخاب فيبقى عملية سياسية مؤتمنة عليها الحكومة، وهي تنتج مجددًا الحسابات الفئوية والمناطقية، ونرى أن هذه الحكومة يجب أن تقوم بالوظيفة الأساسيّة التي وجدت من أجلها، أي الموازنة وقانون الانتخابات، وبالنتيجة تأخذ مواقف متضاربة من المسائل الأساسية التي قسّمت لبنان عموديًا، أي الموقف من السيادة والتعامل مع الشأن السوري والموقف من حزب الله، وليس هناك من توافق في هذه الحكومة على هذه الموضوعات، ونعتبر أن الخدمة الأكبر للبنان أن نكون متحررين من المواقف التي تلزمنا ضمن الحكومة.
تحالفات انتخابية
*كيف ستكون تحالفات حزب الكتائب في الانتخابات النيابيّة المقبلة؟
-لا نستطيع أن نحسم هذا الموضوع قبل أن نعرف ماهية القانون الذي سنتوصل إليه، عندئذ سنرى كيف سيكون التموضع السياسي لحزب الكتائب في الانتخابات النيابية المقبلة.
*هل صحيح أن الانتخابات ستجري في سبتمبر المقبل، وفي حال تأجّلت الانتخابات النيابية، فهل نشهد تمديدًا تقنيًا لمجلس النواب أم سنقع في الفراغ؟
-لا أعرف ما معنى الفراغ دستوريًا في هذا الموضوع، التمديد لا يجوز، إلا إذا أردنا التمديد التقني لمجلس النواب من أجل قانون جديد نتعامل معه حسب الأصول، ولا نقبل بأي عملية ضرب للديموقراطية في لبنان، وقانون الستين يبقى ضربًا للديموقراطية، وعدم إجراء الانتخابات وتأجيلها إلى أجل غير مسمى لا نقبله، وموقفنا واضح ومتقدّم، ونعتبر أن رئيس الجمهورية هو المؤتمن الأول على الدستور، وطلبنا ألا تكون هناك أولوية سوى أن يعبّر اللبنانيون عن رأيهم بالسيادة في المؤسسات والدولة.
القوات والتيار
*في ظل التفاهم بين القوات اللبنانيّة والتيار الوطني الحر أين موقع الكتائب منهما؟
- في الحياة السياسيّة نحن على تواصل مع الجميع، وعلى إطلاع على كل الأمور. أما بالنسبة إلى الإنتخابات، فالقوات اللبنانيّة والتيار لا يعرفان حتى الساعة أين سيكون موقعهما، ومن المبكر الحديث عن الموضوع، ولا أمر محسومًا حتى الساعة في الانتخابات من قبل أي فريق سياسي.
التعليقات