إيلاف من لندن: عندما وجد الملف السوري شائكا وطويلا اختار المعارض السوري محمد العنتبلي الجانب الانساني ليؤسس جمعية خيرية حملت اسم "بالميرا"، وتختص بالأطراف الصناعية للأطفال الذين فقدوها خلال الحرب في سوريا.

يتحدث العنتبلي إلى "إيلاف" ويقول إنه لم يتوقع أن "هذا الأمر مكلفا وصعبا، وهو يحاول أن يعمل جاهدا على تذليل الصعوبات ما أمكن".

ويتحدث عن جمعيته، مؤكدا أن كل العاملين في الادارة يتنقلون على حسابهم الخاص ويعملون طواعية دون رواتب، معتبرًا أن "الكارثة فوق ما نتخيل وأن الأطفال الذين فقدوا أطرافهم يحتاجون إلى متابعة وجهد ومال ورعاية لتركيب أطراف جديدة" متحدثًا عن أرقام كبيرة للاعاقات الدائمة التي خلفتها الحرب في سوريا وأرقام كبيرة لمن فقدوا أطرافهم أيضا من الأطفال ويعانون الصدمات النفسية.

وقال العنتبلي "المشكلة أنه لا يوجد في ثقافتتا نحن السوريين ما يُعرف بالتبرع أو التطوع علما أنها من جوهر الدين ومن مناقب الأخلاق ومعظم المبالغ التي تأتي إلى الجمعية هي من مواطنين بريطانيين".

ويروي العنتبلي لـ "إيلاف" كيف قرر أن يبدأ العمل وذلك عندما التقى منذ حوالي 3 سنوات الطفل السوري حمودة الذي فقد عائلته و أطرافه.

مشكلة أخرى غير التكلفة الكبيرة للأطراف التي تعرف بـ"الذكية" برزت وهي أن الطفل خلال عملية نموه يحتاج إلى أطراف جديدة ومتابعة مستمرة وشخصين على الأقل لرعايته والاهتمام به.

وقال إنه طلب دعما دوليا لتغطية تكاليف مركز يعمل على شقين شق صحي جسدي وشق صحي نفسي للمتضررين الأطفال، لافتا أنه من ضمن المشاكل أن التمويل خجول ولا يرقى إلى حجم الكارثة.

وأضاف أن اطفال سوريا اليوم يعرفون نوع الطائرات والقذائف أكثر مما يعرفون الحروف والقراءة والكتابة، وقال "نحن أمام أزمة ستمتد لعقود وعلينا منذ الآن أن نعمل معا لتكون الأعمال الانسانية جزءا من سوريا المستقبل".

وأشار إلى أنه "لم يعرف أنه اختار الطريق الذي يمكن أن يكون مردوده بطيء فهو لم يختر موضوع السلل الغذائية أو البطانيات والخيم حيث أن الجمعيات التي تعمل في مثل هذه الأنشطة كثيرة ولكنه اختار مجالا، على ما يبدو، عندما بدأه، وجد نادرًا من يعمل فيه لانه مكلفا، فعلى سبيل المثال طفل يحتاج إلى أطراف تكلفتها 10 آلاف يورو وما أصعب جمع مثل هذا المبلغ في هذه الأيام".

وقال "الحرب طالت والناس تعبت كما أن سمعة الفاسدين والمستفيدين مما يجري أدخلت الشك وأثرت على من يريد أن يعمل باخلاص متمنيا من الجميع العمل لخدمة سوريا".

وأكد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 2.8 مليون سوري يعانون من إعاقة جسدية دائمة بسبب الحرب. وأظهر التقرير الذي تناول احتياجات الشعب السوري لعام 2017 "تعرض 30 ألفا في سوريا شهريا لصدمة نفسية جراء الصراع، ومعاناة 2.8 مليون شخص من إعاقة جسدية دائمة".
&
وأضاف أن 2.9 مليون طفل سوري تحت سن الخامسة وعوا الحياة مع الصراع الدائر بالبلاد، إضافة إلى سبعة ملايين طفل يعانون الفقر، ومليون و75 ألف طفل حرموا من التعليم، وتوقع التقرير اضطرار 1.4 مليون طفل للانقطاع عن التعليم، وإغلاق ثلث مدارس البلاد لأبوابها.

&

&

&