حسن حاميدوي: أكد متخصصون تنامي الطلب على زيارة مكاتب الزواج في السعودية، وذلك على حساب مواقع الانترنت الخاصة بالزواج أو ما يعرف بالخاطبة الالكترونية، مشيرين إلى أن أكثرية الراغبين والراغبات في الزواج باتوا يفضلون البحث عن نصفهم الآخر بالشكل التقليدي بعيدًا عن عالم الانترنت، الذي تتفشى فيه عدم المصداقية وتتزايد فيه حالات الخداع والغش، فضلًا عن انتشار الكثير من الأخبار عن فتيات كانوا ضحايا لحالات ابتزاز.

في المقابل تعمل مكاتب الزواج، والتي بدأت في الانتشار في المدن السعودية المختلفة بشكل رسمي. ووفق تصريحات صادرة من جهات حكومية، لديها مقار معروفة، وغالبًا ما تكون تحت مظلات جمعيات الزواج، وتتمحور مهمتها في استقبال طلبات الشباب والفتيات، عبر تعبئة استمارات متخصصة تذكر فيها جميع المعلومات والرغبات المطلوبة في الطرف الآخر، ثم يقوم المكتب بمطابقتها، وترشيح الشخص المناسب، وإخطار ولي آمر الفتاة وأهل الشاب

الخبير الاجتماعي سعود عبدالله، أوضح أن هناك الآلاف من العائلات التي انتقلت من القرى إلى المدن الكبيرة، وانقطعت عن روابطها الاجتماعية، وافتقدت في مقر سكنها الجديد من يرشد ابنها أو ابنتها إلى من يرتضوه شريكًا لحياتهم.

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أنه وانطلاقًا من هذه الحاجة برزت أهمية وجود مكاتب تتيح المعلومات والبيانات للراغبين في الزواج، كل حسب إمكانياته ومواصفاته، خاصة في ظل تزايد أعداد الفتيات الذين هم في عمر الزواج، ولا يعلم عنهن أحد، بسبب عدم وجود أقارب لهم، وتحرّج أولياء الأمور من البحث عن أزواج لبناتهم.

وقال عبدالله إنه في ظل التباعد المكاني بين الأقارب، وعدم معرفة العائلات من توجد حولهن من بنات في سن الزواج، فان وجود مكاتب الزواج يعتبر ظاهرة اجتماعية صحية ووسيلة مهمة لحلحلةّ مشكلة تفاقم العنوسة في إطارٍ قانوني وشرعي يتوافق مع خصوصية المجتمع السعودي، بدلًا من اللجوء إلى مواقع انترنت مشبوهة تتاجر بمشاكل الفتيات في الزواج وبأحلامهم في تكوين أسرة، لاسيما مع تزايد ضحايا هذه المواقع من الفتيات، بعدما تعرّضن لابتزاز من شباب كان هدفهم اللهو واللعب.

إلى ذلك، قال بدر الشمري، أخصائي في مكتب الزواج التابع لجمعية جدة، إن المكتب يستقبل سنويًا أكثر من 3000 طلب للزواج من الجنسين، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن المكتب يعمل كهمزة وصل بين ابن الحلال وبنت الحلال، وأن تدخلًه يكون في حدود تعارف الطرفين برعاية العائلتين ووفق المواصفات التي يطلبها كل شريك، مؤكدًا أن المكتب يعمل بخصوصية وسرية تامة مع طلبات الزواج، إضافة إلى المصداقية العالية في المعلومات، والبيانات، وأنهم لا يتقاضون أجرًا أو رسومًا من أي طرف جراء هذا العمل.

وأوضح الشمري أن المكتب هو جزء من جمعية الزواج في جدة، التي إضافة إلي قيامها بدور الوسيط بين الخاطب والمخطوبة، تقوم بمساعدتهم ماديًا في تكاليف الزواج، فضلًا عن توفير التدريب والتأهيل لهم لتحقيق حياة زوجية آمنة، وهذا عكس مواقع الزواج التي تستغل الراغبين في الزواج وتتقاضى منهم رسومًا باهظة، في حين يقدم المكتب هذه الخدمات من باب الخير ودعمًا للشباب والشابات الراغبين في الزواج بغية تحقيق الهدف الحقيقي للمكتب المتمثل في محاربة العنوسة المتزايدة

تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة تأخر الزواج أو ما يسمى بالعنوسة تعتبر من أبرز المشاكل الاجتماعية في السعودية، حيث تقدر الإحصائيات أن عدد الفتيات ممن تخطين سن الزواج بلغ 1 مليون فتاة، فيما يقدر عدد الشباب بحوالى 600 ألف شاب، وهو ما استدعى قيام حملات توعية لمحاربة غلاء المهور وعادات الزواج المكلفة، كما ظهرت مبادرات وجمعيات خيرية تدعم الراغبين في الزواج عبر توفير الأثاث والأجهزة المنزلية فضلًا عن القروض المالية التي تسترد على أقساط ميسرة.