«إيلاف» من بيروت: نشر مركز الأبحاث عن العولمة تقريرًا جديدًا، ذكّر فيه بكيفية قيام ما يسمّى بـ"إسرائيل الكبرى"، ولفت إلى أنّ اللوبي الإسرائيلي يضغط بشكل كبير على صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"، وذلك خلال ولاية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وسأل في تقرير إن كانت إسرائيل تعدّ لحرب جديدة في الشرق الأوسط من أجل تحقيق مخطّط قديم.
فهل ستشن إسرائيل حربًا غير عادية من أجل تنفيذ مخطط مؤسس "الصهيونية" لتضم لبنان إليها في ما يسمى إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل؟ يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك لـ« إيلاف» إلى أنه علينا أن نتنبه إلى نقطة أساسية حصلت خلال الأيام القليلة الماضية، وهي سقوط مبدأ الدولتين أي الدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية، ويتم ذلك بدعم أميركي غربي بشكل عام، وما حدث أيضًا في الاتجاه المعاكس أي سقوط مبدأ الدولتين يبقى أمرًا بالغ الخطورة، ويُعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول. من هذا المنطلق، يمكن القول إننا لاحظنا أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حتى الآن يعتبر "ملك الإستيطان" وهذا الرجل ماضٍ في سياسة الإستيطان وبناء المزيد من المستوطنات الجديدة، الأمر الذي يضع أي صراع فلسطيني إسرائيلي أو عربي إسرائيلي في المواجهة العسكرية بأي وقت من الأوقات، لذلك علينا التنبه في هذه الأيام إلى احتمال لجوء نتانياهو مع أقصى التطرف الليكودي الحاكم في إسرائيل لأن يقدم طرحًا جديدًا يعيد الرؤيا الفسطينية إلى الصفر وإلى موقعها الأول.
وإذا ما كانت هناك حرب أم لا في المنطقة،&يجيب مالك لم تعد الحرب بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، هناك أنواع عدة للحروب منها الحرب الإقتصادية والمقاطعات من حصول أي شعب على الاحتياجات الأساسية له، كل هذه تعتبر مواجهات حتى لو لم تكن عسكرية، وهي تأتي بنتائج خطرة.
ونعم يجيب مالك، أتوقع بكل تواضع إقدام إسرائيل الآن مع قيادة ترامب، وهو على تفاهم تام مع نتانياهو، إلى إرجاع القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر.
اللوبي اليهودي
وردًا على سؤال بأن اللوبي اليهودي يضغط كثيرًا على صناع القرار في أميركا من أجل تحقيق حلم إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك، يرى مالك أن هذا بند أساسي وخطير في سياق النزاع العربي الإسرائيلي، لكن لنتحدث عن بعض التفاصيل ذات الأهمية المحددة، ومنها أننا لاحظنا في البرنامج الانتخابي لترامب أنه يتعاطف مع التوجه الإسرائيلي، ولكن في الوقت عينه يريد أن يحتفظ بالمبادرة في الشرق الأوسط، ونحن أمام يمين ليكودي متطرف إسرائيلي من جهة، يقابله يمين أميركي متطرّف، وهناك التقاء مصالح، علينا في لبنان وفي المنطقة إجمالاً الحذر من هذه المشاريع التي تكتمل يومًا بعد يوم، والوضع دقيق وشديد الخطورة، وربما استغّل نتانياهو الوضع القائم في المنطقة حاليًا لكي يقدم على المزيد من قضم أراضٍ عربية وفلسطينية دون إدارك أو تحرك من جانب الإقليم أو دول العالم، وهذه تبقى كبرى الإشكاليات التي بلغتها القضية الفلسطينية، في هذه الأيام بالذات.
داعش وإسرائيل
ولدى سؤاله في وجه حلم إسرائيل الكبرى، هناك داعش وحلم داعش&في بلاد الشام والعراق، كيف يتقاربان ويتباعدان،&يجيب مالك أن إسرائيل دائمًا في موقع الأولوية، عندما تأتي إدارة أميركية متعاطفة مع إسرائيل فيبقى هذا أقصى الطموح الإسرائيلي، وهنا حين نتكلم عن التصويت الأخير لمجلس الأمن قبل خروج الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما بأربعة أسابيع، فللمرة الأولى امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت، وكأنها تريد أن تقول إنها تعارض التوجه الإسرائيلي، الآن الرئيس الأميركي الجديد تهمه استمالة الجانب الإسرائيلي.
لذلك التقاء المصالح الإسرائيلية من جهة مع الأميركية، إضافة إلى قوى إقليمية أخرى، تضع المنطقة من جديد في موقع بركاني شديد التفجر، لا نعلم متى تنفجر في المنطقة ككل من لبنان إلى سائر دول الجوار.
من هنا ضرورة التنبه لكل حدث نشهده على مستوى الإقليم أو على مستوى التحرك الدولي والداخلي.
ويلفت مالك أنه علينا ألا ننسى أن ما يشهده مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان، من تطورات خطيرة لوجستية وسياسية، سيبقى أمرًا بالغ الأهمية، وتزامن التوتر الكبير مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، وكأن انفجار الصراعات داخل مخيم عين الحلوة موجه إلى عباس، من ضمن النزاع القائم بينه كحركة فتح وبين سائر الفصائل الفلسطينية، من هذا المنطلق يجب التنبه لكل التحركات التي يشهدها مخيم عين الحلوة.
إسرائيل الكبرى
وإذا ما كان، هل حلم إسرائيل الكبرى قابل للتنفيذ،&يؤكد مالك أن قضايا أساسية كإسرائيل الكبرى تحتاج إلى وقت للتنفيذ، في حين يتبادر إلى ذهن البعض أن العملية ستحدث بين ليلة وضحاها، وأي تغيير جذري في طبيعة النزاع العربي الإسرائيلي عليه أن يأخذ دورة زمنية، أي بضع سنوات أو أكثر، بحسب التطورات في المنطقة، وإسرائيل الكبرى تبقى حلمًا كبيرًا ونهائيَا إلى درجة الأسطورة، ولا يمكن لإسرائيل أن تتخلى عنه، لكن السؤال متى التوقيت، ومتى سيحدث ذلك؟ وهو سؤال مطروح على كل الدول العربية، التي تبقى ضحية "الزمن الإسرائيلي"، حيث لا قوة للمركز العربي لفرض وجهة نظره.
&
&
التعليقات