إيلاف من الجزائر: حذرت الحكومة الجزائرية الأحزاب السياسية من محاولة إقحام المساجد في الحملة الانتخابية&المزمع تنظيمها في 4 مايو المقبل، ورفضت استعمال المساجد للوصول إلى قبة البرلمان، خاصة مع تردد أنباء عن ترشح عشرات الأئمة لهذا الاستحقاق.

وتحرص الحكومة في كل موعد انتخابي على عدم استعمال المؤسسات الدينية لأغراض سياسية بغية عدم تكرار فترة التسعينيات المريرة التي أودت بمقتل أكثر من 200 الف شخص، بعد انتخابات محلية وتشريعية استعملت فيها المساجد منابر للخطاب السياسي خاصة من حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحل.

خروقات

لكن رغم هذا التحذير المتواصل عشية كل موعد انتخابي لا يعكس واقعًا يشير إلى أن عديد الأحزاب لا تلتزم بهذا المنع القانوني.

ويقر عمار خبابة المحامي والبرلماني السابق أن المساجد مازالت تستعمل من قبل بعض السياسيين أثناء الحملة الانتخابية.

وقال خبابة لـ"إيلاف" إن "العملية الانتخابية في الجزائر مازالت مليئة بالخروقات القانونية من بدايتها إلى نهايتها، ولا يتعلق الأمر فقط باستعمال المساجد لأغراض انتخابية".

وأضاف: " إضافة إلى استغلال المساجد، الحملة الانتخابية تشهد خروقات كإستعمال أموال الدولة وإمكانياتها المادية والبشرية، وتوظيف المال الوسخ لشراء الذمم، وانحياز الإدارة والأسلاك النظامية، وتضخيم القائمة الانتخابية، والإبقاء على أماكن مغلقة لا يدخلها أحد"

تعليمة

أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن إدارته أبرقت تعليمة لمديرياتها الولائية تدعوها إلى عدم إقحام المساجد والمدارس القرآنية في الحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعيات القادمة.

وأضاف عيسى أنه "يمنع منعًا باتًا على أئمة مساجد الجمهورية ومعلمي القرآن إقحام أنفسهم، أو إبداء رأيهم أو استعمال المنابر حيال المنتخبين أو التصويت لهذا أو ذاك والعمل الصارم كي تكون بيوت الله في حياد تام".

وطالب الوزير الجميع باحترام قوانين الجمهورية والالتزام بالأخلاقيات العامة والشفافية الكاملة والحياد&اتجاه الحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعيات.

وتنتهي الأحد آجال إيداع قوائم الترشح للانتخابات التشريعية، وتشير أرقام أولية غير رسمية إلى أن نحو 100 إمام ومدرس قرآن أودعوا ملفات الترشح للوصول إلى قبة البرلمان.

اتهام

وتُتهم في الغالب الأحزاب الإسلامية بمحاولة استعمال المساجد لاستقطاب أصوات جديدة، خاصة وأن أغلب الأئمة المترشحين ينتمون إلى صفوفها.

غير أن هذا الاتهام يمس أحزاب الموالاة&أيضًا التي تستعمل الزوايا والطرق الصوفية للدعوة للانتخاب على مرشحيها.

ولا ينكر المحامي عمار خبابة في حديثه مع "إيلاف" بوجود هذه الظاهرة، وأكد أن تجارب الانتخابات السابقة تظهر أن أحزاب السلطة تستعمل الزوايا خلال الحملة الانتخابية، رغم أن قانون الانتخاب يدرج هذه المؤسسات رفقة المساجد ضمن ما يمنع استغلاله في العمل السياسي.

محاربة

بالنسبة الى وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، فإن القضاء على الظاهرة وغيرها من الظواهر التي قد تمس مصداقية الانتخابات لن يكون إلا بالتزام القضاة المعنيين بمراقبة التشريعيات بمحاربة كل انحراف يخالف القانون.

وقال لوح إنه من الضروري "أن يقوم القضاة بواجبهم وخاصة قضاة النيابة في مجال محاربة كل انحراف يخالف القانون ويقع تحت طائلة القوانين الجزائية خلال التشريعيات المقبلة، وذلك بتحريك الدعوة العمومية مباشرة بالتنسيق المباشر مع الضبطية القضائية".

وأضاف أن "كل من تسول له نفسه بأن يستعمل الوسائل غير المشروعة في الانتخابات المقبلة، لابد أن يجد له بالمرصاد ممثل المجتمع المتمثل في النيابة لتحريك الدعوة العمومية ضده".
&