القدس: ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الاحد أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عرض خطة لتشكيل حكومة وحدة مع المعارضة الاسرائيلية في العام الماضي في إطار مساعي سلام في المنطقة، إلا أنه عاد عن ذلك لاحقا. 

جاءت الخطة في وثيقة قدمت إلى زعيم المعارضة اسحق هيرتزوغ في سبتمبر، إلا أن نتانياهو تراجع عنها وانهارت المحادثات في أكتوبر، بحسب الصحيفة. وجاءت تلك الخطوة وسط تحركات لاحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين من خلال عملية كان من المقرر أن تشمل دولا عربية. 

ويرأس نتانياهو حالياً حكومة تعتبر الاكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ويعارض أعضاء رئيسون في ائتلافه صراحة إقامة دولة فلسطينية. وكان من الممكن أن يطمئن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الوسط واليسار الدول العربية بشأن صدق عملية السلام. 

وقالت الصحيفة إن الوثيقة التي قدمت إلى هيرتزوغ، زعيم ائتلاف الاتحاد الصهيوني، في سبتمبر كانت اقتراحاً لإعلان مشترك يؤكد التزام الطرفين بحل الدولتين ورغبتهما في التوصل إلى حل مع الفلسطينيين. وجاءت بعد سبعة أشهر من ورود تقارير عن اجتماع سري بين نتانياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري. 

وعقد اللقاء في مدينة العقبة الأردنية بمبادرة من كيري في إطار جهوده للسلام في المنطقة. وبحسب خطة نتانياهو كان من المفترض تقديم الوثيقة بعد مناقشتها مع هيرتزوغ في قمة في مصر في اكتوبر لإطلاق مبادرة سلام إقليمية. وكان من المفترض أن يعلن الرجلان بعد ذلك مفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد عودتهما من القمة، بحسب الصحيفة. 

وبحسب هارتس فقد أبلغ نتانياهو هيرتزوغ لاحقا أنه يريد أولًا وضع حد للجدل بشأن إخلاء بؤرة استيطانية يهودية مقامة في الضفة الغربية المحتلة. وقال مكتب نتانياهو إن وصف الصحيفة لكيفية انتهاء "القمة الإقليمية المحتملة" كان "خاطئا تماماً". 

وأضاف المكتب في بيان أن "المسألة لم تكن تتعلق مطلقا بعمونا" البؤرة الاستيطانية التي تم اخلاؤها، مؤكدا أن "نتانياهو يريد دفع مبادرة إقليمية إلى الأمام". وصرح مصدر مقرب من هيرتزوغ لوكالة فرانس برس أنه "تم تفويت فرصة تاريخية لتغيير وجه الشرق الأوسط بسبب تراجع رئيس الوزراء".