يريفان: تصدر الحزب الحاكم في ارمينيا الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد في الجمهورية السوفياتية السابقة، وهي الاولى بعد تعديل دستوري ادى الى ارساء نظام برلماني.

وتشكل هذه الانتخابات التي اشرف عليها مراقبون دوليون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا خطوة مهمة على طريق الديموقراطية بالنسبة لارمينيا التي يناهز عدد سكانها 2,9 مليون نسمة ولم يسبق ان انتقل فيها الحكم الى المعارضة عبر عملية انتخابية.

وحصد الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس سيرج سركيسيان 46 في المئة من الاصوات بعد اغلاق مكاتب الاقتراع في الساعة 16,00 ت غ، وفق استطلاع للرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع اجراه معهد "بالتيك غالوب" الدولي.

وحصل تحالف معارض يتزعمه أحد رجال الاعمال الاكثر ثراء في البلاد جاجيك تساروكيان على 25 في المئة من الاصوات بحسب الاستطلاع.

وفي الساعة 13,00 ت غ بلغت نسبة المشاركة 51 في المئة بحسب اللجنة الانتخابية المركزية.

وبنى جاجيك تساروكيان حملته على وعود بخفض اسعار الغاز والكهرباء وزيادة رواتب الموظفين وبدلات المتقاعدين.

من جهته، دعا الحزب الجمهوري الذي ترأس لائحته وزير الدفاع فيكين سركيسيان الى "الامن والتقدم" في ارمينيا.

وفي المحصلة، تنافست خمسة احزاب واربعة تحالفات على 101 مقعد في البرلمان. وفي الانتخابات التي جرت وفق النظام النسبي على اي حزب ان يحصل على خمسة في المئة من الاصوات لدخول البرلمان في حين تبلغ هذه النسبة سبعة في المئة بالنسبة الى اي تحالف.

- انتهاكات -

وكانت أحزاب المعارضة نددت في وقت سابق الاحد بانتهاكات شابت عملية الاقتراع فيما اعلنت وزارة الداخلية ظهرا انها تلقت 320 شكوى تتصل بانتهاكات لعملية الاقتراع.

وقال أحد مسؤولي المعارضة هوسيب خورشوديان لفرانس برس "لاحظنا العديد من الانتهاكات لسرية التصويت، وحالات تكرر فيها الادلاء باصوات".

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أرمينيا والسفارة الأميركية أكدتا خلال الحملة في بيان مشترك "القلق إزاء تقارير واردة عن ترهيب الناخبين، وشراء الأصوات، واستخدام موارد الحكومة لصالح أطراف معينة".

وقالت سفتلانا سركيسيان (37 عاما) لفرانس برس بعد خروجها من أحد مراكز الاقتراع في يريفان "منحت صوتي للحزب الجمهوري لأن رئيس الوزراء كارين كارابتريان رجل نشيط لديه أفكار جديدة".

لكن غارنيك مناتساكانيان (69 عاما) قال انه ادلى بصوته لصالح "تساروكيان لأنه يهتم حقا بمعيشة الناس العاديين".

وخاضت غالبية الاحزاب المتنافسة حملة تمحورت حول مواضيع مثل "فرص العمل والرواتب ومعاشات المتقاعدين" في بلد يعيش حوالى 30% من سكانه تحت عتبة الفقر.

ولا تزال ماثلة في الأذهان ذكرى أعمال العنف التي تلت الانتخابات قبل ثماني سنوات، وقد وعدت الحكومة بأن تجري هذه المرة انتخابات نموذجية لانتخاب "برلمان يثق به المجتمع".

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد سركيسيان الذي تلت انتخابه في 2008 مواجهات بين الشرطة وأنصار المعارضة اسفرت عن 10 قتلى، انه قام "بجهود كبيرة ليجري استحقاق (الأحد) المحوري على أفضل وجه".

لكن اذاعة اوروبية اكدت الاحد ان مراسلها في ارمينيا سيساك غابرييليان "هاجمه انصار للحكومة في يريفان فيما كان يغطي الانتخابات التشريعية الارمنية".

وينص التعديل الذي طرحه الرئيس وأقر بعد استفتاء مثير للجدل، على تقليص صلاحيات السلطة التنفيذية وزيادة سلطات البرلمان بعد انتهاء الولاية الثانية والاخيرة لسيرج سركيسيان أواخر 2018.

غير ان المعارضة تؤكد ان هذا التعديل الدستوري سيتيح لسركيسيان (62 عاما) الاحتفاظ بنفوذه في البلاد لكن بصيغة أخرى عبر توليه قيادة حزبه فعليا.