مازالت الصحف العربية تناقش تداعيات الهجوم - الذي يعتقد بأنه شن بأسلحة كيماوية - على بلدة خان شيخون في إدلب السورية.

وقتل في الهجوم العشرات من المدنيين بينهم كثير من الأطفال.

ويقول حمود أبو طالب في عكاظ السعودية: "المجتمع الدولي يشجب ويتباكى على هذه المجزرة بدموع التماسيح، وكل ما فعله هو المطالبة بتحقيق أممي واجتماع لمجلس الأمن، ونتيجة ذلك لن تكون أكثر من القول لبشار: أبشر بطول سلامة يا مربع. هذا المجتمع الدولي الفاسد إذا أراد أن يفعل شيئًا فبإمكانه اختلاق ذرائع غير حقيقية، وإذا لم يرد فإنه لا يفعل حتى لو كانت الأدلة دامغة يراها كل البشر".

كذلك تقول الرياض السعودية في افتتاحيتها: "مجزرة خان شيخون التي أفزعت العالم بوحشيتها ومناظر ضحاياها التي أدمت القلوب، لن تكون الأخيرة في سلسلة الجرائم الممنهجة للنظام السوري، فقد سبقتها مجازر وسيعقبها أخرى، طالما كان الحبل على الغارب والمجرم دون عقاب."

وفي الرأي الأردنية، يقول صالح القلاب: "لا يستحق التبرير الذي قدمه الروس لجريمة استخدام الغازات السامة (الكيماوية) التي ارتكبها نظام قاتل ومجرم، النظر إليه فهو كذبة واضحة وضوح الشمس".

ويضيف: " على كل الذين نددوا بهذه الجريمة الإنسانية ألا يكتفوا بالتنديد والشجب وإلا فإن النتيجة ستكون: 'أشبعتهم شتماً وفازوا بالإبل' والمقصود هنا هو أنه لا بد من وضع حد لتمادي فلاديمير بوتين والتصرف في هذه المنطقة وكأنها حديقة خلفية للكرملين".

وفي ذات السياق، يقول رحيل محمد غرايبة في الدستور الأردنية: "كل ما يجري على الأرض السورية من جرائم وحرب وإبادة وقتل وتشريد تتحمل مسؤوليته الأطراف المتناحرة على السلطة والتي تدير الأحداث بوجه من الوجوه، بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن من الانصاف أن يتم توزيع المسؤولية بحسب حجم التأثير وحجم السلطة وحجم القوة وادعاء الشرعية، ومن هذا المنطلق تصبح روسيا بالمرتبة الأولى في هذا السياق لأنها هي صاحبة الكلمة والقوة والتدخل المباشر".

وعلى صعيد آخر، يقول على قاسم في الثورة السورية: "المتباكون على كثرتهم كانوا الجناة جميعهم ومن دون أي استثناء في ذلك، وإن الأبرياء في كل سوريا وليس فقط في خان شيخون، هم ضحايا أولئك المتباكين شمالاً وجنوباً من المنصات الأممية إلى السائرين في الركب الإسرائيلي، وليس انتهاء بالموردين والداعمين والممولين للإرهابيين، في وقت بدأت فيه الأيدي المتورطة ترتفع ذوداً عن كارثية المشهد، وهي تدرك أنها الأصبع ذاتها التي ترفع اليوم دفاعاً عن الإرهابيين وهي تتباكى على الضحايا".‏

"مجلس مشلول"

ويدعو فهمي هويدي في الشرق القطرية العرب إلى "الغضب"، قائلا: "هان العرب على العرب فاستهان بهم العالم. وخرج الإرهاب من عباءة الظلم فانشغلنا بإرهاب الجماعات وغضضنا الطرف عن إرهاب الظالمين... لن يتغير شىء من حولنا إذا ما عصف بنا الحزن، لكننا سنفقد إنسانيتنا إذا لم نغضب".

ومن جانبه، يلقي رفيق خوري في الأنوار اللبنانية اللوم على مجلس الأمن فيقول: "مجلس الأمن الدولي المشلول بالانقسام بين الكبار عاجز عن وضع حدّ لحرب سوريا، وحتى عن المحاسبة على ما يوضع في خانة جريمة حرب".

وفي نفس السياق، تركز النهار اللبنانية على جلسة مجلس الأمن الطارئة حول سوريا قائلة: "بلغت الجلسة العلنية الطارئة ذروتها في نهايتها حين وقفت المندوبة الأميركية التي تتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، رافعة صور ضحايا من الأطفال قضوا اختناقاً بسبب ما يعتقد أنه أسلحة كيميائية استهدفت خان شيخون بمحافظة إدلب. وحملت بشدة على روسيا التي رأت أنها 'فقدت انسانيتها".

ويدفع أحمد أبو دوح في العرب اللندنية بأن "هجوم الغوطة كان مخرج أمريكا، وهجوم خان شيخون سيكون مدخلاً لعودتها".

ويضيف: " السؤال الأن: هل تغامر إدارة ترامب بتفاهماتها الهشة مع روسيا، عبر استغلال هجوم خان شيخون لتعزيز حضورها في سوريا؟ الإجابة عن هذا التساؤل تتوقف على نتيجة الصراع الدائر اليوم في واشنطن. المؤسسة التقليدية بدعم جمهوري تريد مسك زمام المبادرة. النشطاء اليمينيون وبعض مستشاري ترامب، الذين يملكون علاقات عميقة بموسكو، يقفون حائلا أمام هذا التوجه".