ما زالت أصداء الهجوم على بلدة خان شيخون السورية - الذي يعتقد أنه كيماوي - تهيمن على الصحف البريطانية الرئيسية.
ونطالع في صحيفة الغارديان تقريرا حصريا لكريم شاهين من خان شيخون في إدلب السورية.
وقال كاتب التقرير إن "خان شيخون أضحت مدينة أشباح، فشوارعها أضحت خاوية من السكان والصمت يسود المكان في بلدة تبكي أبناءها بعد استهدافها بالكيماوي".
وتقول الغارديان إنها أول صحيفة أجنبية تزور خان شيخون بعد الهجوم الذي تعرضت له وتفحصت المخزن القريب من مكان وقوع القذائف، إلا أنها لم تجد إلا مكاناً مهجوراً مغطى بالغبار وبقايا حبوب وروث الحيوانات.
وأشار إلى أن البيوت ما زالت سليمة من الخارج ولم تتعرض لأي دمار يذكر.
والتقت الصحيفة بحميد ختيني، وهو متطوع مدني في خان شيخون. ويقول حميد "أحسسنا كأن القيامة قامت"، مضيفاً أن الهجوم بدأ في الساعة 6:30 صباح الثلاثاء، وسقطت 4 قذائف في عدة أنحاء في البلدة".
وأردف " أعتقد الجميع أن الأمر مجرد ضربة جوية عادية، إلا أن المسعفين الذين هرعوا لمكان القصف اكتشفوا أن الأمر مختلف عندما بدأوا يفقدون توازنهم ويسقطون على الأرض".
وأضاف حميد " اتصلوا بالمركز الرئيسي طالبين النجدة، وأخبرونا أنهم غير قادرين على المشي"، مشيراً إلى تم إرسال فريق ثان وثالث مزودين بأقنعة واقية".
وبحسب المتطوع، فإنهم لمسوا أثار هذه المواد الكيماوية على بعد 500 متر بعيدا عن موقع سقوط القنبلة.
ونقل كاتب المقال عن أحد شهود العيان، أبو البراء، قوله إن " المصابين كانوا يرتجفون على الأرض وقد أصيبوا بحالة من التشنج و رغوة بيضاء تخرج من أفواههم ومنهم من فقد وعيه".
وأضاف شاهد العيان " رأيت أطفالاً ملقين على الأرض وهم يجاهدون للتنفس كما أن شفاههم تحولت إلى اللون الأزرق".
وأشار إلى أنهم ذهبوا إلى البيوت ووجدوا أطفالاً وقد لفظوا أنفاسهم الأخيرة على أسرتهم وهو نائمون، مضيفاً "شاهدت أشخاصاً حاولوا الهروب من بيوتهم إلى أنهم فارقوا الحياة على السلالم".
وختم بالقول إن "القتلى كانوا في كل مكان، على السطح وفي أقبية المباني وعلى الطرقات، أينما نظرت شاهدت جثثا".
"الناجي الأكبر"
ونقرأ في الصحيفة عينها، مقالاً تحليلياً لسايمون تيسدال بعنوان " أكبر ناج في الشرق الأوسط، سيعيش لينفذ هجوماً آخر".
وقال كاتب المقال إن "بشار الأسد أضحى يعرف بأنه الناجي الأكبر في الشرق الأوسط منذ توليه رئاسة البلاد في عام 2000".
واعتبر أن الرئيس السوري "محظوظ إلى حد كبير".
وأردف كاتب المقال أن الأسد ينفي مسؤولية الفظائع التي ارتكبت في إدلب، كما أنه ينفي تورطه في الهجوم الكيماوي على المدنيين بالقرب من دمشق في عام 2013 .
وأشار إلى أنه بينما فشل الأسد في دحر قوات المعارضة، إلا أنه لم يلق مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو الزعيم الليبي معمر القذافي.
وختم كاتب المقال بالقول إن " الأسد المحظوظ، أكبر مجرم حرب سيعيش لشن هجوم جديد".
"مقتل عائلات بأكملها"
ونشرت صحيفة التايمز مقالاً لبيل ترو بعنوان " رأيت جثث 22 شخصا من عائلتي". ويلقي كاتب المقال الضوء على مقتل عائلة عبد الحميد اليوسف الذي فقد زوجته وطفليه التوأم البالغين من العمر تسعة أشهر.
ويقول كاتب المقال إن "اليوسف وزجته دلال، أخذا طفليهما إلى خارج المنزل ووصلا إلى الشارع، وما أن سقطت قذائف أخرى حتى هرع لمساعدة باقي أفراد عائلته، إلا أنه فوجئ بأنهم جميعا فارقوا الحياة، وما إن رجع لتفقد دلال وطفليه وجدهم قد فارقوا الحياة أيضا".
ويروي كاتب المقال أنه على بعد أمتار من منزل عبد الحميد، يقطن ابن عمه وزجته وابنهما البالغ من العمر 20 شهراً. وقال ابن عم عبد الحميد " لم نشعر بأن الهواء لديه رائحة كريهة، إلا أننا أحسسنا بأنه ثقيل نوعاً ما، ثم لم نستطع التنفس".
وختم كاتب المقال بالقول إن "22 شخصا من عائلة عبد الحميد قتلوا خلال الهجوم الكيماوي على خان شيخون، في ضربة كيماوية تعتبر من أسوأ الضربات الكيماوية خلال الحرب السورية".
التعليقات