هيمنت الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا على تغطية الصحف البريطانية الصادرة السبت للشأن العربي والشرق أوسطي، حيث تناولتها في تقاريرها وافتتاحياتها وفي صفحاتها للشأن الدولي.
البداية من صحيفة الغارديان وتقرير لإيما غراهام-هاريسون بعنوان "بشار الأسد منهك ووحشي ولا تأثر فيه المعاناة". وتقول غراهام-هاريسون إنه يبدو أن شهر إبريل/نيسان بدأ بداية جيدة للرئيس السوري بشار الأسد، مع مرور ستة أعوام على بدء الحرب الأهلية التي بدا أنه من غير المرجح أن ينجو منها.
وتضيف أن الحرب لا تزال مشتعلة ولكن قوات الأسد الميليشيات الموالية له والميليشيات الأجنبية التي تدعمه لها اليد العليا، وبدا أن البيت الأبيض استبعد أي محاولة للتغيير النظام.
ولكنها تستدرك قائلة إن القوات السورية قصفت يوم الثلاثاء خان شيخون في إدلب، متسببة في قتل العشرات بغاز السارين. وبعد ذلك بيومين أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة صاروخية على القاعدة الجوية التي قال إن الأسلحة الكيمياوية مخزنة فيها.
وتضيف أن روسيا وسوريا تزعمان أن غاز السارين مصدره مخزون للمعارضة المسلحة للأسلحة الكيمياوية ضربته القوات الحكومية بصورة عارضة.
وقال بيتر فورد، وهو سفير بريطاني سابق لسوريا للصحيفة "الأسد ليس مجنونا، وأنه عندما لوح ترامب بغصن الزيتون صوبه، اصبح استخدام الأسلحة الكيمياوية أمرا غير مرغوب فيه".
ولكن غارهام-هاريسون تقول إن مكاسب الأسد منذ عام 2015 جاءت بطيئة ومكلفة، وجيشه منهك، وعلى الرغم من فوزه في معارك مهما، إلا أن نهاية الحرب ما زالت بعيدة.
وقال جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسك في جامعة أوكلاهوما، إن استخدام السلاح الكيمياوي يبدو خيارا جذابا لزعيم تنفد خياراته العسكرية.
وقال لانديز "أعتقد أن الأسد يريد النصر ولديه جيش منهك. استخدام القنبلة النووية في هيروشيما وناجازاكي ساعد الولايات المتحدة على الفوز بالحرب العالمية الثانية. لم يكن لأي من المدينتين قيمة عسكرية. أكان الأمر لإحداث الصدمة والفزع؟"
وتضيف غراهام-هاريسون أن استخدام غاز السارين تصعيد في الوحشية، ولكن الأسد شعر بالثقة بعد أن قال البيت الأبيض إن حكمه "واقع سياسي علينا قبوله". وهذا بدوره قد يكون جعله يعتقد أن فرص اتخاذ اجراء ضده ضئيلة.
"توماهوك في الفجر"
ننتقل إلى صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "توماهوك في الفجر". وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتحرك ذكي في الشرق الأوسط.
وتضيف أنه من الواضح أن الضربة العسكرية على قاعدة سورية هدفها معاقبة الأسد لاستخدام غاز الأعصاب (السارين) ضد المدنيين ولردعه عن شن المزيد من الهجمات الكيمياوية.
وتضيف أن ترامب ترك الخيارات مفتوحة لما قد يحدث بعد ذلك، حيث لم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب كلما شن الأسد هجوما على المدنيين، أو ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تعتزم التصعيد بينما يرسم ترامب سياسته في الشرق الأوسط لللأعوام القادمة.
وتضيف الصحيفة إن الضربة الصاروخية كانت ايضا بمثابة تنبيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتقول إن بوتين قدم نفسه على أنه شريك رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويبدو أنه اعتقد أن ذلك يعطيه موقعا متميزا أمام الولايات المتحدة. وأدى الهجوم الصاروخي إلى تحجيم روسيا، التي ما عادت القوة الوحيدة المتحكمة في المجال الجوي السوري.
"العالم في حاجة لزعامة صارمة"
وننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "العالم في حاجة لزعامة صارمة". وتقول الصحيفة إن صورايخ التوماهوك الأمريكية ضد قاعدة جوية سورية أطلقت القوة الكاملة لقوة عظمة ضد "دولة مارقة".
وتقول الصحيفة إن الضربة الجوية كانت استخداما مناسبا للقوة دفاعا عن مبدأ إنساني. وتضيف أن الأسبوع الماضي أظهر تغيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، وستضح تبعات ذلك في العالم بأسره.
وتقول الصحيفة إن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية أكد أن السياسة الأمريكية العامة لم تتغير. ويمكن عبر ذلك الاستنتاج أن الأسد لديه الضوء الأخضر للنصر في الحرب في سوريا، طالما قام بذلك بأساليب يقبلها الغرب أخلاقيا.
وترى الصحيفة أن الضربة الصاروخية لم تكن إجراءا حربيا، بل استعراضا للقوة.
التعليقات