«إيلاف» من لندن: اكد مرصد حقوقي عراقي أن الممرات الآمنة، التي فتحتها الحكومة العراقية لهروب مدنيي الموصل، لا توفر الامن لهم، وعادة ما يكونون&تحت مرمى قناصي تنظيم داعش، داعيًا الحكومة الى تأمين وجود فرق للاستجابة العاجلة على مقربة من أماكن خروج النازحين من مناطق النزاع.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن مدنيي الموصل الذين يحاولون الهروب من مناطق سيطرة تنظيم &داعش قبل وأثناء المعارك بين القوات الحكومية وعناصر التنظيم، لا يجدون ممرات آمنة توصلهم إلى بر الأمان، فهم دائماً ما يتعرضون لهجمات مسلحي التنظيم.

واكد في تقرير الاثنين اطلعت على نصه «إيلاف»، ان ما لا يقل عن 25 مدنياً قتلوا منذ الأول من أبريل الحالي في شارع أبو زعيان بالساحل الأيمن للموصل، الذي يُعد واحداً من "الممرات الآمنة" التي فتحتها القوات الحكومية العراقية.

أبو عمر الحيالي وهو نازح إلى الساحل الأيسر كان قد استخدم شارع أبو زعيان للهرب بإتجاه القوات الأمنية مع عائلته وعوائل أخرى، قال خلال إتصال مع المرصد إنه "بمجرد محاولة الهرب من مناطق سيطرة التنظيم، يبدأ القناص بإستهداف المدنيين". واضاف: "رأيت إمرأة وشاباً في العشرينات من عمره قد سقطا أمامي بسبب القناص. إختبأت وعائلتي لعشرين دقيقة خلف جدار كونكريتي هرباً من القناص. بعد ذلك تمكنا من إجتياز منطقة الخطر بمساعدة القوات الأمنية العراقية".

ومن جانبه، ابلغ صفاء عمر (إسم مستعار لصحافي من الموصل) يتواجد بشكل مستمر في خطوط الصد الأمامية، المرصد، أن "الممرات الآمنة المسيطر عليها نارياً من قبل عناصر تنظيم داعش، هما ممرا&مشفى نينوى الاهلي - شارع المحطة -، وكذلك ممر شارع ابو زعيان بإتجاه الصناعة القديمة".

مساعدة المدنيين في الهروب

واشار المرصد الى أن "القوات الأمنية العراقية تبذل جهداً كبيراً لمساعدة المدنيين في الهروب من مناطق الإشتباك، لكنها تواجه أيضاً إطلاقات نار قناصة تنظيم داعش، ورغم هذا تُساعد تلك القوات عشرات العوائل يومياً على الوصول إلى بر الأمان، لكن بعضهم يُجرح ويُقتل بالعبوات الناسفة أو قذائف الهاون أو برصاص القناص".

وقال مصدر طبي يُقدم الإستجابة العاجلة للعوائل النازحة من مناطق الساحل الأيمن إن "العلاج يُقدم لأكثر من خمسين جريحاً يومياً تعرضوا للإصابة أثناء النزوح. يستخدم التنظيم قذائف الهاون والعبوات الناسفة لإستهداف المدنيين الهاربين من مناطق سيطرته". واوضح أن "الأطفال هم الأكثر تعرضاً للإصابات، فالعوائل التي تفر من مناطق النزوح لا تعرف أي الطرق تسلك فجميعها مستهدفة من قبل التنظيم".

من جانبه، قال حكم خالد وهو ناشط إغاثي من مدينة الموصل، إن "طفلاً إسمه علي عامر وعمره 10 سنوات حاول مع أهله النزوح من منطقة الموصل الجديدة لكن سيارة مفخخة إنفجرت بهم&أثناء دخولهم لإحدى الشوارع الملغمة، مما أدى إلى مقتل 6 من أفراد عائلته، ورغم بقائه على قيد الحياة إلا أن ساقه اليُسرى بُترت ويرقد الآن في مشفى غرب أربيل".

وقال عامل إغاثة في مشفى غرب أربيل (طوارئ أربيل)، إن "المشفى إستقبل خلال الأسابيع الماضية مئات الجرحى الذين فقد البعض منهم أطرافه أو تعرض للإصابة بجروح بليغة أثناء عملية النزوح، وهناك أيضاً قتلى بأعداد أخرى. هؤلاء جميعهم ضحايا تنظيم داعش".

وشدد المرصد العراقي لحقوق الإنسان على أن "الممرات الآمنة" التي فتحتها القوات الأمنية العراقية، يجب أن تكون آمنة بشكل كامل، وأن تُحصن من إستهداف عناصر التنظيم للمدنيين الذين يسلكونها..

وطالب الحكومة العراقية بضرورة إيلاء سلامة المدنيين إهتماماً أكبر ومنع سقوط أعداد أخرى من المدنيين، كما يؤكد ضرورة تواجد فرق الإستجابة العاجلة على مقربة أماكن خروج النازحين من مناطق النزاع.

وكانت القوات العراقية اتمت في 24 يناير الماضي، وبإسناد جوي من التحالف الدولي تحرير كامل الجانب الشرقي الايسر من الموصل، فيما استأنفت القوات حملتها العسكرية في 19 فبراير الماضي لاستعادة النصف الغربي الايمن من المدينة.

&

&

&

&

&