إيلاف من لندن: تكشف وثائق ومعلومات من داخل إيران وسوريا دور الحرس الثوري الإيراني في القصف الكيميائي على منطقة خان شيخون في محافظة حماه السورية، بهدف إرغام القوات المعارضة لنظام الاسد على الانسحاب، اثر تكبيدها لقوات البلدين خسائر في قياداتهما ومليشياتهما العراقية والباكستانية والافغانية. 

ويوثق التقرير وقائع عسكرية، قبل الهجوم الكيميائي على خان شيخون، في تلك المنطقة من الحرب السورية، موضحًا أن مراجعة الوقائع قبل اسبوعين من القصف تبين بوضوح أن الحرس الثوري الإيراني الذي يتولى العمليات البرية الهجومية في سوريا قد دخل محافظة حماه للحيلولة دون التقدم السريع للمعارضة فيها، حيث تكبد خسائر فادحة في مدة قصيرة وفق تقارير معلنة من قبل وسائل الاعلام التابعة للنظام الإيراني نفسه. 

ويؤكد التقرير الذي اعدته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وحصلت "إيلاف" على نسخة منه، ان فشل الحرس الثوري وجيش النظام السوري في قلب المعادلة العسكرية جعلهما بحاجة إلى ضربة ثقيلة ضد قوات المعارضة، ولذلك طلبا من القوة الجوية بالتنسيق مع القوة البرية للحرس الثوري في الرابع من الشهر الحالي بتنفيذ عملية القصف خلف جبهة القوات المعارضة في خان شيخون بغية تغيير المعادلة العسكرية لصالح القوة البرية للحرس والجيش الأسدي. 

تمركز قوات الحرس الثوري في محافظة حماه

ووفقا للتقرير، فقد تمركزت قوات الحرس الثوري منذ ثلاثة أسابيع في شمال محافظة حماه لأن قوات الجيش الحر والمعارضة السورية كانت قد بدأت التقدم في منطقة شمال المحافظة منذ 21 مارس الماضي ووصلت بسرعة إلى نقطة لا تبعد 3 كيلومترات عن حماه، ولهذا السبب اضطرت قوات الحرس الثوري إلى ارسال عناصرها بسرعة إلى محافظة حماه يقودها أحد القادة الكبار للحرس، الذي كان يتولى قيادة قواته في دمشق إلى المحافظة.

وحالياً، فإن هذه القوات متواجدة في شمال وغرب مدينة حماه وأطراف بلدة سورن وتتشكل هذه القوات من أفواج تابعة لفرقة 19 فجر شيراز وأفواج فرقة نبي أكرم من كرمانشاه ووحدات خاصة لصابرين من محافظة طهران وقوات لواء نينوى من محافظة غولستان. ولهذه التشكيلات قوات ثابتة في سوريا. وكمثال على ذلك من الفرقة 19 فجر الحرس لها نحو لوائين في سوريا، حيث ترابط في ثكنة شيباني في ريف دمشق بشكل ثابت ومهمتها قوة احتياط لحماية قصر بشار الأسد. 

أسماء ومناصب قتلى قادة الحرس في حماه

وفي أقل من اسبوعين وإلى تنفيذ القصف على خان شيخون قتل عشرات من عناصر الحرس ومليشياته العراقية واللبنانية والافغانية في محافظة حماة، بينهم عدد من قادة وضباط للحرس ومن بينهم:

أولا- عميد الحرس عبدالله خشنود، أحد الحرس من فرقة 19 فجر بمحافظة كرمانشاه ومن أهالي مدينة كنغاور، وكان من رؤساء الاستخبارات والعمليات حيث قتل في 28 مارس 2017 في ريف حماه. 

ثانيا - العقيد مراد عباسي فر من فرقة نبي أكرم في كرمانشاه، وكانت له ارتباطات وثيقة بقاسم سليماني قائد فيلق القدس، وقد قتل في بلدة معردس شمال شرق مدينة حماه في أوائل ابريل الحالي. 

ثالثا- محمد جنتي من قادة الحرس الثوري في سوريا والمسمى بـ (حاج حيدر)، وهو من أهالي احدى القرى التابعة لمدينة شبستر في أذربايجان الغربية وكانت له سفرات عديدة إلى سوريا ومن العناصر القدامى للحرس الثوري هك، ولقي مصرعه في أوائل ابريل في بلدة ترابيع قرب حلفايا. 

رابعا- سعيد خواجه صالحاني من ضباط الحرس الثوري ومن أهالي طهران حيث قتل في 24 مارس 2017 شمال حماه، وكان أحد قادة قواعد البسيج في مدينة باكدشت وارسل إلى سوريا 4 مرات. 

خامسا- حسين معز غلامي وهومن أهالي طهران ووصفه النظام واحدًا من الأعضاء النشطين في قاعدة البسيج قمر بني هاشم في القاطع 113 طهران وقد قتل شمال حماة يوم 24 مارس. 

سادسا- ابوذر فرحبخش، وهو من قادة الحرس الثوري للفرقة 19 فجر بمحافظة فارس، حيث قتل في محافظة حماه، واعيدت جثته في 31 مارس 2017 إلى إيران واصله من مدينة سروستان بمحافظة فارس. 

سابعا- قدرت الله عبودي، وهو من أفراد الحرس الثوري لفرقة 19 فجر بمحافظة فارس، حيث قتل بمحافظة حماه بتاريخ 31 مارس وتمت اعادة جثته إلى إيران وهو من مدينة داراب بمحافظة فارس. 
ثامنا- مهدي شكوري من أفراد الحرس الثوري في لواء نينوى بمحافظة غولستان، حيث قتل في محافظة حماه في 6 ابريل 2017. 

خسائر المليشيات الافغانية والباكستانية والعراقية

ويوثق التقرير معلومات مصدرها النظام الإيراني، وهي تؤكد أن خسائره تشمل إضافة إلى منتسبي الحرس الرسميين من الإيرانيين عناصر أفغانية من المليشيات المسماة "فاطميون" وعناصر باكستانية مسماة "زينبيون" ومليشيات عراقية من حركة النجباء، حيث تم ارسالهم إلى منطقة حماه، وهذه القوات تكبدت خسائر جسمية هناك ارغمت وسائل الاعلام الإيرانية على الاعتراف بها. 

 ومن جهتها، اقرت المواقع التابعة للنظام الإيراني وتقارير داخلية للحرس الثوري أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس قد تفقد يوم الجمعة 31 مارس أي قبل القصف على خان شيخون بأربعة أيام قوات الحرس الثوري شمال حماه، بهدف رفع معنويات افرادها. ونشرت مواقع النظام صور سليماني فيما افاد تقرير داخلي للنظام أن قوات الحرس ومليشياته الاجنبية وبسبب الخسائر والضربات التي تلقتها في هذه المنطقة فقد انهارت معنوياتها، ما دفع أفراد الحرس الى الشكوى لقادتهم من الضغط المسلح عليهم. 

الهجوم الكيميائي لإرغام المعارضة على الانسحاب 

ويشير التقرير الى ان القوة الجوية لجيش الأسد قامت بالقصف الكيميائي على مدينة خان شيخون بهدف تغيير التوازن في الحرب في المنطقة لصالح الحرس الثوري بغية خلق الرعب والخوف خلف جبهة قوات المعارضة السورية لارغامها على الانسحاب من المنطقة. 

وكانت مناطق الاشتباك للحرس الثوري تقع في المسافة الواقعة على بعد 15-25 كيلومتراً من مدينة خان شيخون. 

وأضاف انه بعد موجة من الاحتجاجات العالمية على هذه الجريمة ضد الإنسانية، زعمت وسائل الاعلام التابعة للنظام السوري والحرس الثوري بشكل مثير للسخرية أن سبب التلوث الكيميائي (هو انتشار مواد كيميائية اثر انفجار مستودع للذخيرة تابع للارهابيين في خان شيخون بريف ادلب يحتوي على أسلحة كيميائية). 

ومنذ بداية الحرب في سوريا، كان ضباط القوة الجوية للحرس الثوري متواجدين في سوريا، وشكلوا غرفة عمليات مشتركة مع القوة الجوية للأسد لتحديد الأهداف. وبما أن القوة البرية للأسد ضعيفة جدًا، فإن العملية البرية أساسا تنفذ من قبل قوات الحرس الثوري وأن القوة الجوية للجيش السوري تلعب دور الاسناد لقوات الحرس في الهجمات. 

وتؤكد منظمة مجاهدي خلق في التقرير أن عملية القصف اللا إنساني على خان شيخون، نفذت بالتنسيق ولاسناد القوة البرية لقوات الحرس الثوري لنظام طهران شمال محافظة حماه، حيث اثبتت هذه الجريمة مرة أخرى أن سبب استمرار الحرب والقتل في سوريا يعود إلى التدخل المباشر للحرس الثوري في هذه الحرب.

وقالت إن "خامنئي الدكتاتور الحاكم في إيران يعترف بصراحة بأنه بحاجة ماسة إلى مواصلة الحرب والارهاب في سوريا لبقاء حكمه، والحرس الثوري هو آلة بيده للتدخل في شؤون سوريا وسائر دول المطنقة. وشددت على ان الطريق الوحيد لاستتباب السلام والأمن في المنطقة والحيلولة دون تكرار الجرائم ضد الإنسانية في سوريا يكمن في طرد قوات الحرس الثوري من سوريا.