في تأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي&زيارة إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويتناول مختلف القضايا، وعلى رأسها ملف مكافحة الإرهاب وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.

إيلاف من القاهرة: بعد تداول أنباء على مدى الأشهر&الماضية حول وجود خلافات سياسية بين البلدين، وفي تأكيد على عمق العلاقات، يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، ويلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

تهديد مشترك
وقالت رئاسة الجمهورية المصرية إنه من المقرر أن تعقد خلال الزيارة قمة مصرية - سعودية تتناول سبل تعزيز العلاقات الإستراتيجية التي&تجمع بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، الذي بات يمثل تهديدًا لأمن الأمة العربية واستقرارها، بل وللمجتمع الدولي بكامله.

أضافت الرئاسة المصرية، في بيان لها، أن زيارة الرئيس السيسي تأتي استجابة لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك في إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك، بما يساهم في تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية.

وقال السفير المصري في السعودية، ناصر حمدي، إن زيارة السيسي إلى الرياض تستغرق يومين، مشيرًا إلى أن وفدًا رفيع المستوى من مصر سيرافقه في الزيارة.

تعاون اقتصادي
أضاف في تصريحات صحافية، أن مراسم استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي من المقرر أن تجري في قصر اليمامة، تعقبها مأدبة غداء يقيمها خادم الحرمين الشريفين.

وذكر أن الزيارة سوف يتخللها عقد قمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس السيسي، بعد انتهاء مراسم الاستقبال، منوهًا بأن جلسة المباحثات ستتناول تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، التي تهم البلدين.

وأشار إلى أن ملف مكافحة الإرهاب، الذي يمثل تهديدًا كبيرًا لأمن الأمة العربية واستقرارها، سيكون على رأس الملفات المطروحة للمناقشة خلال لقاء القمة المصرية السعودية. ونبّه إلى أن الزيارة ستركز على بحث كيفية تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين.

فيما وصف السفير السعودي في القاهرة، أحمد عبد العزيز قطان، زيارة السيسي بـ"الميمونة". وقال قطان، في تصريحات له، إن الفترة المقبلة سوف تشهد ازدياد التعاون، بين البلدين، في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية كافة، مشيرًا إلى أن "اللقاء الذي جمع بين الملك سلمان والسيسي، على هامش قمة البحر الميت، كان مميزًا، وسادته روح المحبة والأخوة والوئام".

لا تحتاج إثباتًا
ووفقًا للسفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، فإن الزيارة ليست لنفي أو تأكيد عمق العلاقات بين مصر والسعودية، لأنها علاقات تاريخية لا تشوبها أية شائبة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن زيارة الرئيس السيسي إلى الرياض اليوم تأتي &في اطار التشاور والتنسيق الدائمين بين القيادتين المصرية والسعودية، لاسيما في ظل تصاعد الأحداث وتداخلها في المنطقة بشكل يومي.

وأشار إلى أن القمة التي يعقدها السيسي مع سلمان، ستتناول مختلف الملفات، ومنها الأزمتان اليمنية والسورية، إضافة إلى ما يحدث في ليبيا، والعلاقات الاقتصادية المشتركة، والمشروعات السعودية في مصر، فضلًا عن ملف مكافحة الإرهاب.

دحض للشائعات
وقال جمال عباس، النائب في البرلمان المصري، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسعودية، لعقد قمة ثنائية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تعد صفعة جديدة لمُروّجي الشائعات بأن هناك توترًا في العلاقات بين البلدين.

وأضاف عباس، في تصريح لـ"إيلاف"، أن زيارة الرئيس للرياض تأتي تلبية لدعوة الملك سلمان التي وجّهها إلى السيسي أثناء لقائهما على هامش القمة العربية التي عقدت في الأردن في أواخر الشهر الماضي، مؤكدًا أنَّه من أبرز الملفات التي سيناقشها الجانبان سبل مكافحة الإرهاب الذي طال غالبية الدول العربية.

ولفت إلى أن تلك الزيارة ستكون لها آثار إيجابية لمصلحة مصر والسعودية في مختلف المجالات بالتعاون بين البلدين. وتحت عنوان "واقع العلاقات الاقتصادية السعودية المصرية"، وبمناسبة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسعودية، أصدر مجلس الأعمال السعودي المصري، تقريرًا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

مواكبة إلكترونية
وأعلن نائب رئيس المجلس الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ، عن تدشين موقع إلكتروني لمتابعة أعمال المجلس. وأضاف أن المجلس حريص على تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية الحكومية والخاصة، التي وقعت بين البلدين بمبلغ 25 مليار دولار، وسيتم استثمارها وفق ما نصت عليه&الـ 24 اتفاقية، وذلك من خلال ثلاثة برامج تعاون وتسع&مذكرات تفاهم تم توقيعها في حينه.

وحسب مجلس الأعمال السعودي المصري، فإن "الزيارة فرصة عظيمة لتفعيل شركة "جسور المحبة"، والتي أسسها رجل الأعمال الشيخ صالح كامل مع 32 من رجال الأعمال لتنمية مشاريع قناة السويس، وكذلك 8 مشروعات لـ التنمية العقارية في الساحل الشمالي، وفي شرم الشيخ والغردقة، ومشاريع الطاقة بالمشاركة ما بين الحكومة المصرية وشركة أكوا باور السعودية".

ولفت إلى أن "إعلان المملكة العربية السعودية عن خطة [التوازن المالي 2020] لن يوثر على حجم الاستثمار السعودي في مصر، وكذلك لن يؤثر على رؤية السعودية 2030، بل إن الرؤية تعتمد في أحد أهم أهدافها على إنشاء مشروع جسر الملك سلمان".

تشجيع اندماجات
وقرر المجلس برئاسة الشيخ صالح كامل عقد اجتماع تنفيذي مهم للجانب السعودي في مصر، وتحدد موعد إقامته في مطلع مايو 2017، وذلك لترتيب أوضاع استثمارات القطاع الخاص السعودي وإعادة تفعيلها في مصر، والنظر في الاستثمارات الجديدة والمرتكزة على&مشاريع قناة السويس، والمشاريع الزراعية ومشاريع الطاقة.

وقال المجلس: "نعمل في 2017 على تشجيع الاندماجات والتحالفات والاستحواذات الاستراتيجية بين الشركات بمختلف أحجامها في البلدين بهدف اكتساب مزايا تنافسية من جهة، ومن جهة أخرى نسعى إلى معالجة تعثر المشاريع التي يعاني منها البلدان، على أن تقوم الأجهزة والهيئات الرسمية بتسهيل الإجراءات الحكومية".