إيلاف من القاهرة: تكشف مجريات الأحداث التي تشهدها إمبراطورية مردوخ الإعلامية الضخمة خلال الآونة الأخيرة عن وجود توجه لدى الشقيقين، جيمس ولاشلان، نجلي&الملياردير الكبير روبرت مردوخ،&للقيام بخطوات إصلاح شاملة داخل تلك المنظومة العملاقة مستقبلاً.

وأفادت بهذا الخصوص صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن الشقيقين يبدوان عازمين، منذ تولي بعض المناصب الهامة في إمبراطورية والدهما قبل عامين، على تخليص الشركة من ثقافة الحرس القديم، التي بنى عليها والدهما إمبراطوريته الكبرى.

واستهلت الصحيفة تقريراً مطولاً لها حول ذلك الموضوع بسردها الدور الذي يقوم به جيمس مردوخ، 44 عاماً، وهو الرئيس التنفيذي لشركة 21st Century Fox، في سبيل إنماء محطة ناشيونال جيوجرافيك والعمل على تعزيز انتشارها، وحرصه في نفس الوقت على سمعة الشركة ومكانتها، حيث نوّهت الصحيفة أيضاً إلى أن جيمس كان أبرز من تحرك ضد المذيع الشهير بيل أوريلي، وكان سبباً مباشراً في اتخاذ قناة "فوكس نيوز" قرارها بالاستغناء عن مقدمها التلفزيوني الشهير، إثر فضيحة تحرشاته الجنسية بعدد من العاملات في القناة.

وهو نفس ما سبق أن فعله جيمس أيضاً مع روجر آيلز – الذي شارك مردوخ الأب في تأسيس محطة فوكس نيوز – حيث أجبره على الاستقالة بسبب فضيحة التحرش الجنسي الخاصة به.

وتابعت "نيويورك تايمز" بقولها إنه ورغم حضور مردوخ الأب في الصورة وإمساكه بزمام الأمور، إلا أن نجليه&يسعيان الآن لإثبات وجودهما بكل قوة، كما يعملان من أجل تخليص الشركة من ثقافتها الداخلية التي تعتمد على الحرس القديم وتوجيه دفة القيادة والعمل صوب المستقبل الرقمي.

وها هما يكدان في ما يبذلانه من جهد لجعل إمبراطورية العائلة إمبراطورية خاصة بهما بعيداً عن والدهما وتوجهاته الخاصة.

ونقلت الصحيفة عن دوغ كريوتز، المحلل الإعلامي لدى Cowen and Company، قوله: "أرى أن الشقيقين لا&يزالان صغيرين على فهم وإدراك أن الشركة بحاجة إلى تغيير".&

مردوخ وزوجته وابناه في صورة تعود للعام 1987

وبينما حاولت الصحيفة أن تتصل بالشقيقين كي تحصل من أحدهما أو كليهما على تعليقات بخصوص ما ورد في تقريرها من معلومات، إلا أنهما لم يردا.&

ومع هذا، لفتت الصحيفة لحالة السعادة التي يعيشها الموظفون في محطة "فوكس نيوز" على خلفية تبني الشقيقين لمجموعة من سياسات العمل الجديدة التي تنطوي على الشفافية، التنوع في مكان العمل وزيادة أوجه التعاون بين الأقسام المختلفة. بالإضافة إلى التغييرات التي سبق أن أعلنها جيمس ولاشلان خلال الخريف الماضي، والتي من بينها زيادة عدد الإجازات المدفوعة، زيادة قيمة التغطية المادية للسيدات في حالة الإنجاب، إصلاح أعمال شركات البث الدولية المملوكة لهما، وتدير حوالي 350 قناة، وتغيير بعض القيادات في شركة 21st Century Fox.

ورغم كل هذه المساعي التي يقوم بها الشقيقان في سبيل تحديث شركتهما، إلا أن هناك بعض التساؤلات التي فرضت نفسها على الساحة في تلك الأثناء، من أبرزها: هل سيفلح الشقيقان في تغيير ثقافة الشركة من دون فقدان السر الذي منح الشركة كل هذا النجاح ؟ - وهو السر الذي لخصته الصحيفة في عقلية "فرقة القراصنة"، التي عمل بها مردوخ، وأدت الى ولادة محطة فوكس نيوز وتحويلها إلى مصدر للربح والنفوذ السياسي.

ويبدو أنّ الفكرة تكمن في اختلاف أسلوب الشقيقين وتوجهاتهما بشكل كبير عن أسلوب وتوجهات والدهما.&

ولم تغفل الصحيفة أن تشير في ختام تقريرها إلى أن التكتل الإعلامي الضخم الذي بناه روبرت مردوخ على مدار عقود وعقود يواجه مستقبلاً غامضاً للغاية، خاصة وأن هناك مستهلكين بدأوا يقدمون على تغيير اشتراكاتهم التلفزيونية والتحول إلى خدمات أخرى مثل نيتفليكس وهولو، التي تشارك 21st Century Fox في ملكيتها.

أعدّت "إيلاف" هذه المادة بتصرّف عن نيويورك تايمز الأميركية. الرابط الأصلي هنا:

https://www.nytimes.com/2017/04/22/business/media/murdoch-family-21st-century-fox.html?smprod=nytcore-iphone&smid=nytcore-iphone-share&_r=0