طردت إدارة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته 18 التي تقام في تونس، شبكة إعلامية تنطق باسم جماعة الحوثي في اليمن. ما خلّف ردود أفعال متباينة.


إسماعيل دبارة من تونس: تعرضت فضائية "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي في اليمن، إلى الطرد من تونس، غداة اعتزامها المشاركة في مهرجان الإذاعة والتلفزيون للدول العربية الذي يقام في تونس حاليا.

ويشهد المهرجان حضور أكثر من ثمانمائة مشارك من بينهم ستمائة من البلدان العربية ومن بلدان أوروبيةٍ وآسيوية، ويتنافسُ على مختلف جوائز المهرجان أكثر من 230 عملًا إذاعيًّا وتلفزيونيًّا".

وتشارك شبكةُ المسيرةِ الإعلاميةِ للمرة ِالأولى في هذه الدورة تلبية لدعوة إتحادِ الإذاعات العربية (الايسبو)، لكن إدارة المهرجان قامت بطردها نتيجة ما قيل إنه ضغط يمني وخليجي.

وقال عمار الحمزي الممثل القانوني لشبكة المسيرة الإعلامية اليمنية لوحدة الرصد في مركز السلامة المهنية بالنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين: "تحصلنا على ترخيص بالحضور في سوق البرامج التلفزية وقمنا بحجز فضاء لنا يمتد على 8 أمتار مربع للتعريف بالقناة وبخطها التحريري".

أضاف: "بعد سويعات من انطلاق المهرجان توجه نحوي مسؤول العلاقات العامة في المهرجان وطلب مني المغادرة مؤكدا أن الأطراف الخليجية وخاصة السعودية هددوا بسحب تمويلهم للمؤتمر ولذلك توجب علينا المغادرة".

من جهة أخرى، أكد خالد عليان نائب رئيس قطاع التلفزيون اليمني في تصريح &لقناة "بلقيس" الفضائية الرسمية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي أنه "تقدمنا بطلب مباشر لمنظمي المهرجان لمغادرة القناة وناصرنا في ذلك عدة أطراف من بينها قناة تلفزيون الخليج (السعودي) وقيل لنا إن الشبكة تقدمت بطلب بوصفها شركة لبنانية".

يضيف: "كان للقناة فضاء واسع تعرّف فيه بنفسها كتلفزة تهتم بالشأن اليمني وتناصر القضية الفلسطينية". وأوضح عليان أن إدارة المهرجان تقدمت باعتذار رسمي لممثلي السلطة اليمنية وقامت بإبلاغ ممثلي المؤسسة بأنهم "غير مرغوب فيهم وطردتهم".

واستنكرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين "عملية التمييز والمنع التي تعرضت لها شبكة المسيرة الإعلامية اليمنية"، وطالبت إدارة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بـ"توضيح موقفها من طردها وآليات اتخاذ القرار فيه لتحديد مسؤولية كل الأطراف في ضرب حق المؤسسة في المشاركة في هذه الفاعلية المهمة"، ولذلك بحسب بيان صدر الجمعة وتلقت "إيلاف" نسخة منه.

وقالت النقابة إن ما أقدمت عليه إدارة المهرجان "يُعتبر موقفا سياسيا بامتياز يضرب في العمق أهميّة المهرجان بوصفه آلية لدعم حرية الإعلام والتعبير في المنطقة العربيّة ويطعن في استقلالية إدارته".

من جانبها، أبدت "شبكة المسيرة الاعلامية" أسفها لرضوخ اللجنة المنظمة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الثامنة عشرة في مدنية الحمامات في تونس لما أسمته "ضغوط النظام السعودي".

وتصاعد الصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في مارس من العام 2015 بعدما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومدن أخرى.
&
وتقود السعودية تحالفًا ينفذ عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

وتعرّف "شبكة المسيرة الإعلامية"، التي تنطق باسم الحوثيين في اليمن، نفسها على أنها، "شبكة يمنية متنوعة تسعى لنشر الوعي و قيم الحق والعدالة بين مختلف شرائح المجتمعات العربية والإسلامية من منطلق الثقافة القرآنية، وتعطي الأولوية للقضية الفلسطينية، وتعمل على نصرة قضايا المستضعفين، ومواجهة تزييف وسائل إعلام قوى الاستكبار وكشف مؤامرتها بمصداقية ومهنية وبطرق إبداعية".