إيلاف من الرياض: بعد أقل من ساعة على بدء هدنة إنسانية في اليمن تواصلت خروقات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح، حيث قصفت مناطق متعددة في مدينة تعز بالأسلحة والقذائف، فيما أعلن قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل أن قوات الجيش اليمني ملتزمة بالهدنة المقررة في البلاد وضبط النفس برغم الخروقات الحوثية.
 
بدأت ظهر اليوم السبت في اليمن هدنة إنسانية سابعة لمدة 48 ساعة أعلنها التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين وذلك لتسهيل جهود إحلال السلام في اليمن وإدخال المساعدات الانسانية، فيما أعلن الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق يمنية واسعة بينها العاصمة صنعاء أنهم سيحترمون هذه الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ.
 
وأفادت "سكاي نيوز عربية" أن عناصر الميليشيات قصفوا الأحياء الشرقية في مدينة تعز جنوب اليمن بالأسلحة الثقيلة والقذائف، مشيرا إلى أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد في المنطقة، وتعتبر عملية القصف في تعز أول انتهاك من جانب الميليشيات للهدنة الجديدة.
 
وذكر موقع "يمن برس" أن الميليشيات الحوثية أطلقت صواريخ كاتيوشا باتجاه منطقتين في تعز وقتل 3 مدنيين في قصف لميليشيا الحوثي وصالح على تعز، ولا تزال المدينة تتعرض للقصف ولا تبدو أية إشارات فيها للهدنة، وما زال الحوثيون يقصفون بالمدفعية الثقيلة مواقع الجيش والمقاومة والمناطق السكنية .
 
وعرضت مشاهد تلفزيونية مباشرة من تعز تظهر استمرار قصف ميليشيات الحوثيين لأحياء في المدينة .
 
وقبيل الهدنة، سادت حالة من الهدوء النسبي مدينة تعز، لكن حدثت بعض الاشتباكات المتقطعة بين قوات الشرعية والميليشيات في المناطق المحيطة بالقصر الجمهوري وكذا معسكر قوات الأمن الخاصة.
 
وأصيب طفل برصاص قناص تابع لميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في منطقة يفعان في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، كما أصيب شخص آخر من قناص تابع للميليشيا المتمركزة في حيد الملح في مديرية الزاهر .
 
وذكرت وكالة الأنباء التابعة للحكومة اليمنية الشرعية أن الميليشيات المتمركزه في مواقع ضحوة وآل عبيد أقدمت على قصف مواقع المقاومة في كساد والعرقوب في مديرية الزاهر، وقامت الميليشيات الانقلابية بشق طريق بواسطة شيول بغرض الالتفاف باتجاه قربة في مديرية الزاهر.
 
ضبط النفس
وقال قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل الموالي للحكومة اليمنية، إن قوات الجيش ملتزمة بالهدنة المقررة في البلاد وضبط النفس، رغم خروقات "الحوثيين"، مضيفا خلال تفقده عددًا من المواقع التي تمت استعادة السيطرة عليها من "الحوثيين" في تعز أن "ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لا تلتزم بأي هدنة أو اتفاقيات"، مشيرا إلى "استمرار تحالف (الحوثي - صالح) في قصف الأحياء السكنية بالمدينة".
 
وفي المقابل أعلن الناطق باسم القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، شرف لقمان أنه بناء على اتفاق المبادئ الذي تم في العاصمة العمانية مسقط، نؤكد التزامنا بوقف إطلاق النار إذا التزم الطرف الآخر وفقا لما تم الاتفاق عليه، أي شريطة التزام الأطراف الأخرى بوقف الأعمال العسكرية بشكل شامل"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون.
 
وكان اسماعيل ولد الشيخ احمد طرح في اكتوبر خطة سلام خريطة طريق على أمل إعادة أطراف النزاع الى طاولة المفاوضات، ولكن من دون جدوى.
 
واستضافت الكويت لثلاثة اشهر مفاوضات سلام يمنية برعاية الامم المتحدة لكنها علقت في اغسطس من دون نتيجة.
 
وفشلت ست محاولات لوقف إطلاق النار في اليمن، آخرها هدنة لثلاثة أيام في اكتوبر سعت اليها واشنطن ولندن والامم المتحدة لكنها انهارت فور بدء مهلة تطبيقها. وكان يفترض ان تسمح هذه الهدنة بايصال مساعدات لملايين النازحين والمحتاجين.
 
وكانت الهدنة الإنسانية دخلت حيز التنفيذ في الساعة 12:00 ظهرًا بالتوقيت اليمني، وأعلن الهدنة التحالف العربي "تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني"، وتشمل الهدنة دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وفي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب.
 
ودعا المبعوث الأممي في اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان السبت أطراف النزاع إلى "الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية على أن يفضي ذلك الى انهاء النزاع في اليمن في شكل دائم".
 
ورحب ولد الشيخ احمد "بالالتزامات التي تلقاها من الطرفين بإعادة تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها الى ظهران الجنوب"، موضحا ان "اعضاء اللجنة سيعملون مع خبراء الأمم المتحدة الذين انتقلوا بالفعل إلى ظهران الجنوب لتفعيل عمل لجنة التهدئة والتنسيق مجدداً دعماً لوقف الأعمال القتالية".
 
وأعلنت الهدنة بعدما رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يدعمه التحالف العربي وقفا لإطلاق النار كان ينبغي ان ينفذ الخميس الفائت بمبادرة من وزير الخارجية الاميركي جون كيري، لكن مصدرا قريبا من الرئيس اليمني قال لوكالة فرانس برس إن "ضغوطا دولية مورست من اجل هدنة واستئناف مفاوضات السلام".