بدأ أمن محافظة شبوة حملة أمنية لوقف الهجرة الأفريقية غير الشرعية، وعزمت الأجهزة الأمنية على تنفيذ خطة انتشار أمني شاملة في المحافظة بنهاية سبتمبر الجاري، بدعم من التحالف العربي.
&
إيلاف من عدن: أنهت الأجهزة الأمنية والعسكرية بمحافظة شبوة جنوب اليمن الخميس المرحلة الثانية من حملة توقيف وترحيل مهاجري القرن الافريقي غير الشرعيين المنتشرين في عاصمة المحافظة عتق.

شاركت في الحملة قوات محور عتق بإشراف اللواء ناصر علي النوبة، قائد المحور، وقوات الأمن العام بقيادة العميد عوض مسعود الدحبول، مدير الأمن العام. وفي حديث خاص لـ "إيلاف"، قال الدحبول إنه تم خلال المرحلة الثانية ضبط &700 مهاجر أفريقي غير شرعي، بينهم 18 امرأة، ونقلهم إلى مخيم موقت في مطار عتق، ليتم ترحيلهم إلى بلدانهم بدعم من دول التحالف العربي.

ولفت العميد الدحبول إلى أن الأجهزة الأمنية في المحافظة لن تتوانى عن محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية باعتبارها الجهة المخولة قانونًا منع هذه الهجرة والإقامة غير المشروعة، "وأي شخص أجنبي لا يحصل على إقامة من الجهات الرسمية او تأشيرة من الهجرة والجوازات هو مقيم غير شرعي وسيرحّل".
&
من دون خفر

قال مدير امن شبوة إن من الأسباب الرئيسة لتدفق مهاجري القرن الأفريقي في المحافظة طول الشريط الساحلي المطل على بحر العرب، ويبلغ نحو 300 كيلومتر، مشيرًا إلى افتقار المحافظة لشرطة خفر السواحل.

أضاف: "كانت توجد قوة خفر السواحل في المناطق الساحلية، غير أن اندلاع الحرب التي شنتها الميليشيات الانقلابية في العام الماضي ادى إلى نتائج كارثية على مستوى المحافظة، ومن ضمنها انهيار قوة خفر السواحل، وهذا سمح لآلاف الأفارقة من الدخول عبر البحر إلى الأراضي اليمنية، لكننا نعمل حاليًا وبالتنسيق مع دول التحالف العربي على تأمين الشريط الساحلي، ورفعنا خطة أمنية بذلك إلى التحالف، وطالبنا بإعادة تأهيل خفر السواحل".
&
خطر الهجرة

قال مسؤولو الأمن إن هذه الحملة جاءت بعد أن صارت عاصمة المحافظة ملاذًا للهجرة الأفريقية غير الشرعية، وبعدما كثرت شكاوى المواطنين من الآثار السلبية لتواجد الأفارقة في أمن أبناء المحافظة عامة، وعاصمة المحافظة خاصة، واستقرارهم وسلامتهم وصحتهم.

وكشفوا عن تلقيهم معلومات تفيد أن عددًا من هؤلاء الأفارقة تجندهم الجماعات الانقلابية لإشراكهم في الحرب ضد القوات الشرعية.

وتشكو أجهزة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية ضعف إمكاناتها في التصدي لظاهرة الهجرة المتزايدة، خصوصًا في غياب خفر السواحل في المناطق الساحلية التي يتدفق اليها مهاجرو القرن الافريقي.
&
تأكيد المنشور

وكانت "إيلاف" قد كشفت في تحقيقات حصرية وميدانية في العام الماضي عن قيام المهربين بتهريب ونقل الأفارقة من ميناء بصاصو الصومالي عبر قوارب صغيرة، إلى سواحل بئر علي في شبوة، لتقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتجميعهم وترحيلهم من سواحل شبوة الشرقية إلى مخيم المفوضية في مدينة جول الريدة بمديرية ميفعة، لفرزهم في مجموعتين: الأولى تضم من يحملون الجنسية الصومالية، وهم من تعتبرهم المفوضية لاجئين وترحلهم لاحقًا إلى مخيم خرز بمحافظة لحج؛ والثانية تضم من يحملون الجنسيتين الإثيوبية والاريترية ويعتبرون مهاجرين غير شرعيين، حيث يتكدسون في شوارع وأحياء عدة بلدات ومدن، منها جول الريدة وعزان وحبان وعتق.

يُذكر أن نحو ثمانين ألف أفريقي دخلوا الأراضي اليمنية في العام الماضي، ومناطق وصولهم الرئيسة هي سواحل محافظتي حضرموت وشبوة على ساحل البحر العربي ومنطقة باب المندب على ساحل البحر الاحمر.
&
الانتشار الأمني

كشف مدير أمن شبوة لـ "إيلاف" عن خطة انتشار أمني مرتقبة ستشهدها المحافظة أواخر سبتمبر الجاري، تبدأ بعاصمة المحافظة عتق اولًا، ثم باقي مديريات المحافظة من بئر علي وبالحاف شرقًا حتى مديرية عين غربا، مشيرًا إلى أن وجود خطة مشتركة مع التحالف وإقليم حضرموت، تهدف إلى تبادل المعلومات والرصد والمتابعة للعناصر المطلوبة والهاربة وكل الخارجين عن النظام والقانون، موكدًا أهمية وجود الدولة إداريًا وأمنيًا وخدميًا في مديريات المحافظة كلها.

وعدّد العميد الدحبول الإنجازات الأمنية التي حققتها شرطة المحافظة في الأسابيع القليلة الماضية منها ضبط ست سيارات مسروقة، وكشف ملابسات أخطر جريمة هزت الرأي العام بالمحافظة، وهي مقتل الطفلة طيف أحمد الرفاعي (عامان ونصف العام)، وتمكن الأمن من القبض على المتهمين بخطفها وقتلها، والقبض على عدد من قطاع الطرق ومرتكبي الجرائم.