إيلاف من أربيل: في وقت يعاني إقليم كردستان العراق من أزمات سياسية وقانونية وإقتصادية حادة، تصر الأحزاب الكردستانية على إجراء الإستفتاء الشعبي للإستقلال عن العراق. ويؤكد بعض هذه الأحزاب على جعل مسألة الإستفتاء مسألة وطنية وحظر إستخدامها لأغراض سياسية، وذلك من خلال تفعيل البرلمان الكردستاني والمؤسسات التشريعية لتنظيم عملية الإستفتاء الشعبي.

وقال شؤرش حاجي، المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير، التي يتزعمها نوشيروان مصطفى، في تصريح لـ"إيلاف"، إن حركته متمسكة بمواقفها المتمثلة&بتفعيل البرلمان الكردستاني ليقوم بتنظيم عملية الإستفتاء الشعبي للإستقلال، على إعتبار أن البرلمان الكردستاني يعد أعلى سلطة ومرجع للقرارات المصيرية للبت في مسألة الإستفتاء الشعبي وتنظيم الإجراءات القانونية لها، على أن تشمل العملية المناطق المتنازع عليها بما فيها محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتعددة الإثنيات

الإستفتاء للمزايدات السياسية&

ويرى حاجي ضرورة جعل مسألة الإستفتاء الشعبي مسألة وطنية بعيدًا عن المزايدات والشعارات السياسية، موضحًا أنه لا يمكن استخدام قضية الإستفتاء لتغطية المشاكل والأزمات السياسية والمالية بغرض المزايدة السياسية، بل ينبغي مع ظهور نتائج الاستفتاء اتخاذ خطوات عملية لإعلان استقلال كردستان وتوفير أسس دولة المواطنة وسيادة القانون والمؤسسات الوطنية.

يشار الى أن البرلمان الكردستاني تم تعطيله منذ الثاني عشر من أكتوبر عام 2015 حين منعت قوات تابعة للحزب الديمقراطي في حاجز تفتيش بالقرب من أربيل عاصمة الإقليم يوسف محمد رئيس البرلمان الكردستاني من الدخول اليها لمزاولة مهامه النيابية.

مسرور بارزاني: لا تراجع عن الإستفتاء

من جانبه، أكد مسرور بارزاني، مستشار مجلس الأمن في إقليم كردستان، في كلمة ألقاها خلال مهرجان الطلبة، أن البرلمان الكردستاني سيتم تفعيله بأغلبية الأصوات، وإذا ما أراد أحد تفعيل البرلمان من أجل الاستفتاء والاستقلال، فإن الحزب الديمقراطي مستعد من اليوم لتفعيل البرلمان بأغلبية الأصوات، واختيار رئاسة جديدة للبرلمان.

وأوضح بارزاني، إبن مسعود بارزاني، أن إستفتاء تقرير المصير بالإقليم سيجري خلال العام الحالي، وأن إقليم كردستان لن يتراجع عن ذلك أبدا، مشيرًا الى أن الاستفتاء هو رأي الشعب والشعب هو مصدر الشرعية لأي قضية.

وإتهم أطرافًا سياسية بالعمل ضد اجراء الاستفتاء، وتابع بالقول إن بعض الأشخاص والأطراف يعادون الاستفتاء بذرائع مختلفة حول صيغة وآلية إجرائه، ويقولون إن الوقت الحالي ليس مناسبًا، ويوجهون انتقادات لطريقة اجراء الاستفتاء.

إنعدام السيادة في العراق

وفي ما يتعلق بالتدخلات الخارجية في قضية الإستفتاء، قال مستشار مجلس أمن الإقليم إن حكومة الإقليم لا تستطيع أن تحمي مواطنيها من تدخل الآخرين طالما أن كردستان جزء من دولة أخرى هي نفسها غير قادرة على حماية سيادتها من تدخلات الآخرين، ولكن متى ما اصبح الإقليم دولة وحسب القوانين الدولية فلن يتمكن أحد من التدخل ببلدنا وانتهاك سيادتنا.

معالجة الأزمات قبل الإستفتاء&

من جانبه، أكد عمر محمد عضو المكتب السياسي للإتحاد الإسلامي الكردستاني في تصريحات له إن الإتحاد الإسلامي (جناح الإخوان المسلمين) يشدد على وجوب معالجة الأزمات والمشاكل السياسية والإقتصادية، بالإضافة الى تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين كخطوة أولية نحو إجراء عملية الإستفتاء الشعبي لإنجاحها.

أما قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني فتنقسم الى قسمين حول إجراء الإستفتاء الشعبي في الظرف الراهن، الاول&يؤكد&المضي قدمًا لإجراء الإستفتاء الشعبي للإستقلال، أما الآخر&يؤيد&البقاء ضمن دولة العراق الفيدرالي في هذه المرحلة شرط تحقيق الشراكة الحقيقية وتثبيت الحقوق الدستورية للشعب الكردي.&

الشارع يطالب بالإستقلال

شعبيا تؤيد الغالبية العظمى من المواطنين في إقليم كردستان إجراء الإستفتاء الشعبي، ولكن يخشى أن تكون دعوات الإستفتاء مجرد للاستهلاك المحلي ولتصعيد إعلامي، خاصة أن الإستفتاء الشعبي كان قد جرى في عام 2005 على الاستقلال، وكانت النتيجة 98% لصالح الانفصال عن العراق وتشكيل كيان مستقل، ولكن حصل العكس وشارك الأكراد بقوة في تشكيل الحكومة آنذاك، بل وفي بناء الدولة العراقية مجددًا بعد انهيارها.

رفض دولي وإقليمي&

على الصعيدين الإقليمي والدولي، أعلنت معظم الدول في المنطقة والعالم مرارًا عن رفضها لفكرة إجراء الإستفتاء الشعبي في إقليم كردستان للإستقلال، وأن كلاً من ايران وتركيا تعارض بشدة إستقلال الإقليم، بينما أكدت الولايات المتحدة في أكثرة من مناسبة على ضرورة وحدة الأراضي العراقية.
&