يقول وزير التطوير الإقليمي ووزير الاتصالات الإسرائيلي بالوكالة تساحي هانغبي في حوار مع "إيلاف" إن زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل بعد مرور 120 يومًا فقط على توليه الرئاسة هو أمر مهم لنا جدا، ونعتقد أن اختياره للسعودية وإسرائيل يحمل معانيَ&إيجابية لإمكانيات السلام في المنطقة.&

إيلاف من القدس: الوزير هانغبي يعتبر من المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وله تأثير عليه بحكم علاقته القريبة منه ومن عائلته، فهو حافظ على العلاقة حتى بعد ان انتقل إلى حزب ارييل شارون في حينه ثم مع ايهود أولمرت في حزب كاديما.
ويعتبر تساحي هنغبي المدافع الأكبر عن نتانياهو بعد عودته لحزبه الام الليكود ونجاحه في الحفاظ على قوته داخل الحزب، وهو محسوب على حمائم الليكود، والذي يدفع باتجاه إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، وله رأي مغاير عن زملائه في الحكومة في ما يتعلق بالقيادة الفلسطينية وإمكانيات التحدث معها.

ويرى في الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريكاً في عملية السلام ويصفه انه ضد العنف ومستعد للتوصل لحل إلا ان هناك من أقنعه بالتوجه للمحافل الدولية وغرر به محاولاً إقناعه أن ذلك قد يفيده.&ومن ناحية أخرى، فإن تساحي هنغبي كان يعتبر من أشد أعضاء اليمين تطرفاً وعارض اتفاقات أوسلو في حينه، واليوم يرى أن الحل مع الفلسطينيين هو بالتوصل إلى اتفاق مرحلي طويل الأمد لإعادة بناء الثقة.&
وكان هذا الحوار مع الوزير تساحي هنبعي في مكتبه في القدس:

كيف تقرأون وثيقة حماس الجديدة لإقامة دولة فلسطينية بحدود 67؟

إن حماس هي حركة إرهابية تدعو الى محو إسرائيل عن الوجود وإقامة فلسطين مكانها، ولا تعترف بإسرائيل ولا بالحركة الصهيونية، فكيف يمكن أن نصدق قادة حماس الذين يعدون العدة ويهربون الأسلحة والصواريخ لضرب المواطنين في إسرائيل، إن حماس تعتمد ما اعتمده عرفات في حينه خطة المراحل، أي إقامة الدولة بمراحل وعدم الاعتراف بإسرائيل وحقنا في الدولة.&

لكنكم قلتم ذات الأمر عن منظمة التحرير الفلسطينية في حينه، ثم اعترفتم بها ووقعتم معها على اتفاقيات؟

نعم، ولكن منظمة التحرير أعلنت التخلي عن الاٍرهاب واعترفت بإسرائيل في تبادل الرسائل بين ياسر عرفات ويتسحاك رابين، وهذا فرق كبير.&
لو ان حماس تتخلى عن الرهاب وتعترف بإسرائيل وبالاتفاقات المبرمة معها لاختلف الأمر،&ولكن الخلافات الداخلية الفلسطينية هي أيضا عائق حقيقي أمام السلام.&

كيف ترون أبا&مازن، فعدد من زملائك&في الحكومة لا يراه شريكاً؟

لي رأي مخالف لهم، فأنا اعتقد ان أبا&مازن شريك قوي للعملية السلمية، وهو الوحيد إبان الانتفاضة الثانية حين اغرق عرفات البلاد بأنهار الدم كان هو الصوت الواعي والعاقل الذي نبذ العنف والعمليات واستمر بالعملية السلمية، وبعد عرفات استمر وقاد محادثات مع أولمرت كادت ان تكلل بالنجاح لولا تنحي أولمرت حينها، لذلك أرى أننا نستطيع التحدث معه دون شروط مسبقة مع انني اعتقد ان هناك من غرر به من داخل السلطة وأقنعوه بأنه يستطيع ان يتجاوز إسرائيل في المحافل الدولية ويفرض عليها حلاً، الأمر الذي فشل، وزيارة ترمب المرتقبة لإسرائيل وتصريحاته لصالحنا وعن المسألة الإسرائيلية الفلسطينية تثبت أن لا فرض لأي حل.

ماذا تتوقعون من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب&لإسرائيل بعد السعودية؟

اولاً، نحن نولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة التاريخية فلم يحصل في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الأميركية أن قام الرئيس الأميركي بزيارة لإسرائيل في دورته الأولى وخلال 120 يومًا فقط على توليه الرئاسة ونرى ذلك إيجابيًا، ونحن نتوقع أن يحمل الرئيس الأميركي معه بعض المقترحات لحل المسألة الفلسطينية بالتعاون مع الدول العربية المعتدلة، ونحن ننتظر المقترحات ولا نوهم أنفسنا بأي شيء إنما نود البدء بحقبة جديدة مع إدارة ترمب، التي تبدي توجهاً مختلفاً عن إدارة الرئيس السابق باراك اوباما.&

كيف تقرأون زيارة الرئيس ترمب للسعودية قبل إسرائيل؟

هذا شيء جيد وإيجابي، واعتقد انه دعم&قوي&للدول العربية المعتدلة بقيادة السعودية التي تعتبر دولة مهمة ومركزية في المحور السني المعتدل ولها أهمية كبيرة في مواجهة إيران وأطماعها في الخليج العربي، كما ان هذه الزيارة ستحمل معاني&إيجابية على صعيد الأمن والاستقرار في المنطقة، ونحن نرى بالسعودية دولة تمتلك مصالح مشتركة معنا في العديد من الأمور، وخاصة في مواجهة الخطر الإيراني المتمثل بالملف النووي وبدعم إيران للمنظمات الإرهابية وايضاً نحن والسعودية لنا مصلحة مشتركة في محاربة داعش، وما تمثله من تطرف إسلامي من الناحية الأخرى.&

ستكونون على استعداد مثلاً للدفاع عن دولة عربية في مواجهة إيران؟

الأمر غير مطروح، ولكنه ممكن في حالة تكون هناك اتفاقيات بيننا،&والدولتان اللتان وقعتا معنا اتفاق سلام، مصر والأردن، مرتاحتان&من التعاون معنا في ما يتعلق بالشق الأمني ومجالات محاربة الإرهاب.&

كيف ترون المبادرة العربية التي طرحتها السعودية منذ فترة الملك فهد، ثم اعتمدت في قمة بيروت 2002؟

المبادرة العربية فيها&أمور إيجابية ومستعدون لمناقشتها إلا أن هناك أموراً تغييرات منذ إعلان المبادرة، مثل المسألة السورية الانسحاب من الجولان بحسب المبادرة، فلمن نسلم الجولان مثلا؟ أصبح الأمر غير واقعي وغير عملي ولن نفقد صوابنا ونفعل هذا الأمر، وكذلك نحن لن نوافق على استيعاب لاجئين ضمن حدود دولة إسرائيل بحسب قرار 194 الأممي، لذلك هناك ايجابيات وهناك سلبيات، ولكن بالمجمل مستعدون لمناقشة المبادرة.&

هناك من يقول إنكم تريدون التطبيع مع الدول العربية قبل إنهاء المسألة الفلسطينية؟

لا هذا ليس دقيقاً، نحن نريد أن تكون الأمور بالتوازي وليس الانتظار حتى نهاية الصراع الفلسطيني، إنما إجراء خطوات للتقدم ولطمأنة الشعب الإسرائيلي بإمكانية إحلال السلام والهدوء والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، ومن ناحيتنا سنقوم بخطوات للتأكيد على جديتنا وأقول لك أنه إذا أراد أبو مازن التحدث عن إعادة المفاوضات فسيفاجأ بوجود شريك إسرائيلي جديّ.&

هناك إمكانية لحل الدولتين، بحسب رأيك؟

الحقيقة لا، لأن الأمر معقد وهناك عدم ثقة من الجانبين وسيطرة حماس على غزة وعدم إمكانية التوقيع على إنهاء الصراع، وأيضاً نحن لن نقبل بعودة لاجئين إلينا، وهم لن يقبلوا القدس عاصمة لإسرائيل، ونحن نريد جيشنا على الحدود الأردنية في الغور، وهم لن يقبلوا.&

ما الحل، وما جدوى التفاوض؟

أقول إن هذه الأمور غير واردة الآن، واقترح حلاً مرحليًا طويل الأمد، يتم خلال هذه الفترة العمل على إعادة بناء الثقة والتأكد من قبول كل طرف للآخر، وبعدها التقدم رويدًا رويدًا نحو دولتين للشعبين تعيشان بسلام مع ضمان أمن إسرائيل وأمن الفلسطينيين.
&
هل تملك هذه الحكومة القدرة على استئناف المفاوضات؟

لأول وهلة هناك صعوبة، إلا أن نتنياهو يملك دعم نحو 90 بالمئة&من الليكود للشروع بمفاوضات، ومن تجارب الماضي إن أراد رئيس الحكومة التقدم بالمفاوضات فهو سيفعل ذلك حتى مع البيت اليهودي في الحكومة، ولكن في حال التوصل إلى حلول واتفاقيات اعتقد الأمر لن يكون سهلاً، ولكن كل شيء ممكن.&

الوزير هانغبي هل لديكم علاقات مع دول عربية غير الأردن ومصر؟

هناك حديث عن علاقات، وهناك مفاوضات وعلاقات سرية، ولكن حتى الآن تلك الدول لم تفصح عن ذلك، لذلك نحن لن نتحدث عن هذا الأمر، ولكن الكثير ينشر في وسائل الإعلام حول الموضوع واعتقد أن جزءًا من ذلك صحيح.&

ما الصحيح؟

لن أتطرق لهذا الأمر فلنتركه هكذا.&

في الشأن السوري أنتم أيدتم الضربة الأميركية على مطار الشعيرات السوري؟

نعم، وأنا شخصيًا فرحت لهذا التطور مع أنني لا اعتقد أن عدداً من صواريخ توماهوك قد تغيّر الموازين إلا أنها بالتأكيد رسالة هامة من الإدارة الأميركية الجديدة أنها ليست كالسابقة، ولها ما تقوله في هذه الأزمة، خاصة وان النظام السوري يقتل شعبه سواء بالسلاح الكيميائي أم بغيره، وعلى هذا النظام أن يختفي من سوريا بأسرع وقت.&

هل تسعون لتغيير النظام؟

نحن لن نقوم بأي خطوة في هذا الاتجاه والدول العظمى أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي يعالجون الأمر، ونحن من جهتنا لنا خطوط حمراء لن نتخلى عنها وأهمها نقل أسلحة متطورة من سوريا إلى لبنان ولمنظمة حزب الله ولن نقبل وجوداً إيرانياً في سوريا وفِي الجولان، وقد عملنا على الحد من ذلك&في الماضي، ولن نتوانى عن فعل ذلك مستقبلاً، ونحن كما تعرف ننسق مع روسيا وليس سرًا أن روسيا تعي تمامًا المخاوف الإسرائيلية بما يتعلق والشأن السوري.&

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال مواجهة بينكم وبين حزب الله في لبنان؟

هناك حديث كثير، ولكن لا اعتقد أن الأمر وارد في هذه المرحلة، ولكن إن حصل فسنعيد لبنان 200 سنة إلى الوراء وإن قام حزب الله بأي مجازفة نتيجة لقراءة خاطئة للوضع أو لأنه اقتنع أن لديه أسلحة تخيفنا، فإن البلدات اللبنانية ستصبح خرابًا&لأننا لن نمتنع عن ضرب المرافق الحيوية للدولة اللبنانية والبنى التحتية المهمة من كهرباء وماء وغيرهما فهذه المرة تختلف عن 2006 فإن حزب الله شريك في الحكومة، وهو عمليًا يدير الدولة اللبنانية لذلك تصرفنا في حال الحرب والتي أتمنى أن لا تحدث سيتغيّر، ولن نمس بالسكان العزل إلا إننا لن نوفر اأي هدف لإخضاع اأي هجوم وحسم الأمور بشكل سريع مع علمنا اليقين أن حزب الله في حال المواجهة سيضرب الداخل الإسرائيلي وسيحاول أن يوجعنا إلا أن المرة ستكون مختلفة، ولكنني أعود وأؤكد أن الأمر غير وارد حاليًا من ناحيتنا، ومن ناحية حزب الله.&

ألا تعتقدون أن إيران قد توعز لحزب الله بأن يشوش على إسرائيل بحرب أو عمليات؟

لا اعتقد ذلك، لأن الأمر السوري أهم لإيران، فهم يريدون بقاء الأسد من أجل ان يسيطروا على سوريا، وهذا مهم لهم السيطرة هناك بعد العراق ولبنان، ولإيران اهتمام بالأمر أكثر من ضرب إسرائيل في هذه المرحلة مع أنهم حاولوا التشويش علينا أو قل انزعاجنا في الجولان وفِي غزة إلا أننا لم نعطِهم&الفرصة، زِد على ذلك أنهم متخوفون من الرئيس الأميركي الجديد ولن يقوموا بالمغامرات مع مثل هذا الرئيس الذي يرى في إيران خطراً على استقرار المنطقة ويعارض الاتفاق النووي معها ويرى بصواريخها الباليستية وتطويرها أمرًا غير مقبول عليه، لذلك إيران الآن في مأزق وأن إزالة النظام السوري سوف تضعف إيران وكل أذرعها الإرهابية مثل حزب الله والمليشيات الشيعية الأخرى، لذلك هم الآن متمسكون بإبقاء النظام السوري الذي نرى أن إزالته ستساهم في الاستقرار بعد الاتفاق بين الدول العظمى. &&

بما يتعلق بالموقف الأميركي، هل تعتقد أن لقاءات الرئيس الأميركي في السعودية سيكون لها تأثير في الشأن الإيراني؟

بالطبع لأن هذا الرئيس خلافًا لسلفه يرى في إيران خطراً على الشرق الوسط والعالم وليس فقط على إسرائيل، وان توطيد العلاقات مع دول الخليج العربي سوف تحد من تمدد إيران في تلك الدول مثل اليمن والبحرين وغيرها وقد يكون&للزيارة تأثير على حرب اليمن وعلى الشأن السوري، وبالطبع على مجمل العملية السامية في المنطقة.&

هل تعتقد أن الرئيس ترمب سيجلب لإسرائيل مقترحاً أو خطة سلام معينة تؤدي الى تنازلات، كما قال في لقائه&في واشنطن مع رئيس الوزراء نتانياهو؟

لا اعتقد ذلك، فهو قد يطرح أفكارًا ما ومقترحات، ولن تكون هناك أية إملاءات لا علينا ولا على غيرنا، وأيضاً العلاقات مع الدول العربية من المحور السني المعتدل لا أرى أن هذه العلاقات ستكون غدًا صباحاً، لان الأمر يحتاج الى وقت ومراحل في العلاقات بتأنٍ&وليس السرعة في هذا المضمار، ولكن أستطيع ان أقول إن الزيارة للسعودية ولقاءاته القادة هناك من شأنها خلق جو إيجابي جديد في المنطقة لمعالجة الملفات المختلفة، وأنا بدوري أدعو المواطنين السعوديين لزيارة إسرائيل والقدس والحرم الشريف، فنحن نرحب بالجميع واعتقد أن هناك الملايين من السعوديين سيكونون سعداء لزيارة القدس والوقوف عن كثب على حرية المعتقد والعبادة والمحافظة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة فيها.&