كشف الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «دهاليز الظلام»، الذي عرضه تلفزيون أبوظبي أمس، كيفية قيام جماعة الإخوان المسلمين باستدراج إماراتيين واستقطابهم كأعضاء في التنظيم على مدى سنوات عبر حيل مختلفة.&

إيلاف من دبي: كشف الوثائقي كذلك عن قيام التنظيم باستدراج النساء والطالبات والتدخل في كل شؤون حياتهن، حتى في اختيار تخصصاتهن الدراسية وأزواجهن. واستعرص الفيلم روايات أعضاء إماراتيين سابقين في التنظيم السري (تائبين عائدين من الظلام) وكيفية دخولهم إلى تلك الجماعة.

استقطاب الطلبة.. واستهداف القضاء
قال خالد السويدي العضو السابق في تنظيم الإخوان: "كان التركيز على الشباب باعتبارهم عماد كل أمر، حيث يتم الاستقطاب على مراحل. غالبًا تكون البداية في المرحلة الدراسية في المدارس، ثم بعد ذلك التكوين بمراحله الثلاث، تكويني أول وتكويني 2 وتكويني 3، ثم تليها&المرحلتان الجامعيتان، والمنهج التمهيدي والخارجي، وهناك مبادئ عامة، أخلاق عامة تحث على الخير".&

أضاف: "يستمر هذا الأمر في المراحل الثانية، لكن&في المراحل التكوينية يبدأ غرس المفاهيم التي تريد الجماعة أن تربي أفرادها عليها، من مرحلة إلى مرحلة، هناك نجاح ورسوب وتقييم للطلاب، وهناك طلاب ينجحون، وطلاب يعيدون، مثل حلقات المدارس. ويقوم المشرف على المجموعة بتقييم كل طالب على حدة. وقد يكون هناك بعض الشباب الموجودين والمحيطين بك، لكنهم ليسوا أعضاء في التنظيم، وإنما مؤيدون يستفاد منهم في المناشط العامة والبرامج".

للرجوع إلى الحلقة الأولى من التقرير المنشور في "إيلاف"

"دهاليز الظلام" يكشف خبايا وتآمر الإخوان على الإمارات

وأشار السويدي إلى أن "الكسب للتنظيم أولوية عند الجماعة، التي تتدخل حتى في تحديد التخصص الذي يدرسه العضو، والتركيز كان على التعليم، ثم بعد ذلك القانون، حتى تتمكن نسبة من الطلاب دراسة الشريعة والقانون، ليكونوا جزءًا من سلك القضاء".

اجتماعات سرية وأماكن نائية
وذكر محمد حمد العضو السابق في تنظيم الإخوان: "كان التنظيم يحث أعضاءه من المدرّسين على التقرب من طلابهم لاستقطابهم إلى صفوفه، تحت شعارات التدين والأخلاق والحماية من رفاق السوء. وكان الشباب يجتمعون تحت أنظار الأسر، التي كانت تظن أن أبناءها يسيرون على الطريق الصحيح".&

تابع: "الإخوان كانوا يغرسون في عناصرهم بأن كل الناس على خطأ.. وأنا على صواب.. وكانوا يدافعون عن الإجراءات الاحترازية التي يتخذونها في الاجتماعات السرية التي تعقد في أماكن نائية وبلا محاضر، والهواتف مغلقة ومنزوعة البطاريات. وعندما يتجرأ أحد الأعضاء على التساؤل لماذا هذه السرية، ولماذا تعادينا الجهات الأمنية؟، يجيبوننا أنهم لا يفهموننا، وعندهم لبس معيّن، بينما أنت تفعل الخير والأشياء الطيبة".

الكتمان
وأشار الدكتور أحمد بن كليب العضو السابق في تنظيم الإخوان إلى أن الدروس التي كانت تدرّس حتى داخل الأسر تؤكد على الكتمان، وأهمية الكتمان، والتحدث دومًا بأسلوب التورية أو ما يعرف عندهم بالمعاريض.. والتنظيم قام باستدراجي لأداء البيعة من دون أن أدرك أبعادها الشرعية".

مخيم شتوي وطابور عسكري
وقال علي الدقي شقيق حسن الدقي القيادي في تنظيم الإخوان (هارب حاليًا): "كان هناك مخيم سنوي يقام في الشتاء، يتم استدعاء أعضاء التنظيم له من مختلف دول الخليج من الكويت وعُمان والسعودية، وغيرها، ويتم تجهيزه في مكان خفي بين الجبال، والذهاب إلى المخيم بسيارات، شرط ألا تكون سيارتك الخاصة".&

الجزء الثاني من الوثائقي يكشف تفاصيل عمليات التجنيد

يكمل سرده: "بدا&الأمر وكأنه تحضير لتطور خطير، فقد كان للمخيم علم خاص، ويبدأ نشاطه عقب صلاة الفجر وقراءة القرآن، ثم تبدأ بعد ذلك تدريبات عسكرية من هرولة ونظام عسكري وطابور الصباح وهو&طابور عسكري، ثم تخرج سرية معينة إلى مكان معيّن، ومعهم خرائط معينة، وهناك أوامر بالهجوم مرة ثانية على المعسكر، والمعسكر له نظام حراسة ليلية عسكرية الطابع".

وأفاد حميد خليفة العضو السابق في تنظيم الإخوان: "لم تكن تشعر بأن جو الأسر جو طبيعي.. التعليم والدين والدروس لم تكن بحاجة إلى ما كان يجري من التخفي والخصوصية الزائدة عن اللزوم في إطار هذه الأسرة.. وطبيعة البرامج والتدريبات التي كانت تجرى في المخيمات الشتوية تدفع المرء إلى التساؤل حول دوافع جماعة تزعم الإصلاح لإدراج تدريبات عسكرية في برامجها".

إخوان أم جماعة إصلاح؟
وذكر أنس العتيبة العضو السابق في تنظيم الإخوان: "عندما كنا نقول لوالدينا إننا مع الشباب في حلقات تحفيظ القرآن ودراسة العلوم الدينية، كانوا يسرّون، بينما الواقع يقوم على تنظيم الطلاب لمجموعات يرأسها&مشرف بمواصفات معينة؟، أهمها&القدرة على الإقناع والتأثير. وعندما نسأل: هل أنتم من الإخوان المسلمين، يجيبون لا نحن جماعة إصلاح، ولما نكن نعرف قصدهم من ترديد الحديث الشريف "إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".. بلغ تأثير التنظيم على أعضائه درجة التدخل في حياتهم الشخصية وتقرير مستقبلهم".

الإخوان كانوا يقنعون الشباب الإماراتيين بأنهم جماعة إصلاح

يضيف: "ذات مرة نصحوني بالعمل في جهة معينة، وعندما تشاورت مع الوالد نصحني بعدم الذهاب إلى ذلك المكان، وقال إن مستقبلي أفضل في مكان آخر، ثم عملت في المكان الآخر، وأخبرتهم بأنني سوف أعمل في المكان الذي اختاره والدي. وهنا حصل موقف غريب من أحد قيادات التنظيم، فقال إنه يجب ألا أبلغ الوالد بكل شيء.. إنهم كانوا يعملون جاهدين لقطع الطريق أمام أي عضو يريد التراجع عن خطهم".

القائمة السوداء
وأوضح يوسف الكويتي العضو السابق في تنظيم الإخوان: "جماعة الإخوان أرسلوا إليّ رسالة عن طريق شخص أعرفه حذروني فيها من مغبة كثرة الأسئلة والاستفسارات لأنها توترهم، وقالوا لي أي شيء تريد أن تفعله اسمك موجود عند المؤسسة الأمنية، يعني إنسَ&أن تتوظف أو تحصل على أي ميزات، أو أي شي لك ولعائلتك أنت في القائمة السوداء، فالأفضل أن تبقى معنا، ونحن بدورنا نقف معك".

تجنيد النساء واختيار أزواجهن
وعن الجانب النسائي في التنظيم، وكيفية تجنيد النساء للانضمام إليه، تحدثت عائشة الرويمة العضو السابق في تنظيم الإخوان المسلمين عن الطرق التي اتبعتها الجماعة لاستقطاب الطالبات، بحكم عملها في مدرسة، وكيف كنّ يسمّين الخلية بالأسرة، ولا يزيد عددها على عشرة أفراد كحد أقصى، وضرورة الاجتماع أسبوعيًا أو شهريًا.

التنظيم كان يركز لمجنديه على أهمية الكتمان

وتابعت: "كان التنظيم يلزم أتباعه بقراءة كتب المرشد واعتمادها في تفسير القرآن. وكان التنظيم يصر على السرية وبصورة تتناقض مع أبسط قواعد ديننا الإسلامي الحنيف، كما كان التنظيم يصرّ على أتباعه نزع بطاريات الهواتف النقالة وعدم الاكتفاء بإغلاقها عند القدوم إلى الاجتماعات، وذلك لمنع أي فرصة لتتبعهم من قبل الأمن، تأثيرات التنظيم لا تقتصر على التدخل في اختيار تخصصاتنا الدراسية، وإنما تمتد إلى مجالات وأماكن عملنا، وحتى اختيار شريك الحياة، إذ يكون الحرص على أن فلانة في عجمان مثلًا تتزوج بشخص قريب لها من الشارقة، حتى تبدأ العمل من الشارقة وهكذا".
&

لمشاهدة الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي "دهاليز الظلام":