فيما بدأت تشكل تحديًا للسلطات الإيرانية، توسعت احتجاجات المواطنين الإيرانيين ضد مؤسسة "كاسبين" التابعة للحرس الثوري لسرقتها اموال المواطنين التي أودعوها لديها من أجل الحصول على وحدات سكنية لتمتد إلى 35 مدينة تتقدمها العاصمة طهران.

إيلاف من لندن: أبلغت مصادر إيرانية "إيلاف" الاربعاء أن نطاق احتجاجات المواطنين الذين نهبت أموالهم من قبل مؤسسة كاسبين العائدة لقوات الحرس الثوري، والتي انطلقت منذ 22 مايو الحالي قد بدأت تأخذ أبعادًا واسعة وامتدت من العاصمة طهران إلى العديد من المدن خارجها خلال الساعات الاخيرة تتقدمها «مشهد» و«الأهواز» و«آبادان» «خرمشهر» و«بوشهر» و«زاهدان» و«رفسنجان» و«شوش» و«اميديه» و«اليغودرز» و«اردبيل» و«ازنا» و«الشتر» و«رشت» و«جرجان» و«بابل» و«ساري» و«آمل». 

كما وصلت الاحتجاجات ايضًا إلى مدن «همدان» و«دورود» و«نهاوند» و«بروجرد» و«خرم آباد» و«مينودشت» و«كرمانشاه» و«سوسنغرد» و«مهران» و«دهلران» و«ياسوج» و«محلات» و«ايلام» و«دلفان» و«رامهرمز» و«كوهدشت». 

فيديو لاحتجاجات الإيرانيين ضد مؤسسة كاسبين التابعة للحرس الثوري:


المواطنون أودعوا أموالهم للحصول على مساكن

ويطالب المحتجون الذين نهبت مؤسسة كاسبين الحكومية التابعة للحرس الثوري ودائعهم المالية فيها باستعادة اموالهم التي ترفض اعادتها اليهم والتي كانوا قد دفعوها مقابل الحصول على وحدات سكنية.

واستلمت المؤسسة رخصتها للعمل دون قيد وشرط في 17مارس عام 2016 من المصرف المركزي إلا أنها بعد حوالي 9 أشهر من صدور الرخصة اختلست الودائع والأرباح الحاصلة منها والتي لم تعرف مبالغها الكلية.

ففي طهران، تظاهر آلاف المواطنين المنهوبة أموالهم مقابل البنك المركزي واشتبكوا مع رجال الامن الذين سعوا إلى تفريقهم، ما ارغم المعترضين الغاضبين على تحطيم واجهات البوابة الشمالية للبنك وأغلقوا شارع ميرداماد حيث يقع البنك هاتفين "اليوم هو يوم العزاء وباتت ودائعنا معلقة اليوم.. و" اخجلي أيتها الحكومة غير الكفوءة" و "الموت لـسيف (رئيس البنك المركزي)".. و"كاسبين تسرق بدعم البنك المركزي لها" فيما كان حضور النساء في التظاهرات أمرًا لافتًا. 

كما نظم المواطنون المنهوبة أموالهم في العديد من المدن بمحافظة خوزستان "عربستان" مثل الأهواز وشوش وشوشتر واميديه وايذه.. وكذلك في مدن خرم آباد وأراك وبوشهر ودلفان تجمعات إحتجاجية، مطالبين باستعادة ودائعهم. وأغلق المحتجون في الأهواز طريق الأهواز إلى شوش. 

كما اغلقوا في مدينة خرم آباد شوارع علوي وانقلاب وتقاطع البنك وطوقوا مبنى المحافظة ثم حاولوا دخول مبنى المحافظة إلا أنهم واجهوا صداً لقوات مكافحة الشغب ثم انطلقوا في مسيرة نحو تقاطع البنك، وهم يرددون شعار"الموت للمحافظ". ثم حطّم جمع من المعترضين واجهات فرع "تعاونية آرمان".. فيما تواصلت التجمعات الإحتجاجية في كل من بلدات بروجرد واليغودرز ودرود والشتر ونورآباد وازنا وغيرها.

البنك المركزي الإيراني يبرر

أما المواطنون الغاضبون في مدينة بابل فكانوا يهتفون "ليستقل المدير غير الكفوء.. أيها المفسد الإقتصادي انك أصدرت رخصة الفساد"... "هذا وكر للفساد".. و"الموت لكاسبين".

كما شهدت سائر المدن الاخرى تواصل التظاهرات، حيث ردّد المتظاهرون في مدينة اردبيل شعار "يا حجة بن الحسن اجتث جذور الظلم".. و"هل هذا بنك مركزي أم مركز للسرقة؟". وفي مدينة جرجان تواصلت التظاهرات بشعار "لا تخافوا لا تخافوا نحن كلنا معًا". 

وكان إحتجاج مئات من المواطنين والشباب في "نورآباد" وإشعال النار في إطارات السيارات ووضع حواجز ومتاريس أمام مؤسسة "آرمان" واقتحام مقرها في مدن خرم آباد وحجز رئيس الفرع متواصلاً، بالإضافة إلى إحتجاج المواطنين في مدينة شوش من الحركات الإحتجاجية الأخرى التي تشهدها البلاد ضد هذه المؤسسة الحكومية. 

وإحتجاجًا على هذه الاعتراضات، فقد حاول مساعد محافظ البنك المركزي المسؤول عن التغطية على أعمال النهب هذه والاختلاسات من قبل هذه المؤسسات تبرير ما حصل قائلاً: "هناك بعض المؤسسات الائتمانية... ترتكب مخالفات منها صفقات صورية ومخدوشة ودفع فوائد غير حقيقية". ثم ألقى مسؤولية هذه الإختلاسات على عاتق المواطنين، وقال "نوصي المواطنين تجنب إيداع أموالهم في هذه المؤسسات، فهم سيتحملون مسؤولية أية مشكلة تحدث في مصادرهم المالية وودائعهم". 

بدوره، اعترف أحمد حاتمي وهو مسؤول آخر للنظام قائلًا "خلف هذه المؤسسات المالية والائتمانية تقف سلطات كبيرة. سلطات تستطيع تغيير قرارات المجلس المالي والائتماني عند الضرورة.

وتؤكد المصادر الإيرانية أن "طبيعة نظام طهران العائد إلى القرون الوسطى منسوجة بأعمال الفساد والإختلاس والنهب ومصادرة أموال وثروات المواطنين المساكين، ولا يمكن إيقاف ماكنة السرقات والإختلاسات والجرائم إلا بإسقاطه".