إيلاف - متابعة: انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاحد رئيس بلدية لندن صادق خان، واتهمه بالتقليل من تهديد الإرهاب، بعد يوم من اعتداء نفذه ثلاثة مسلحين دهسوا بشاحنة عددًا من المارة قبل أن يطعنوا بسكاكين أخرين، ما أدى إلى مقتل سبعة وإصابة نحو 50 آخرين. 

ورد رئيس بلدية لندن بسرعة على تصريحات ترمب، التي جاءت في سلسلة من التغريدات صباح الاحد، فيما اتهم ترمب بتكرار استغلاله لهجمات ارهابية لتحقيق مكاسب سياسية. 

وقال المتحدث باسم خان في بيان ان لرئيس البلدية "امورا اكثر اهمية يقوم بها من الرد على تغريدة غير دقيقة لدونالد ترمب الذي يتعمد اخراج ملاحظات (خان) من سياقها حين يدعو سكان لندن الى عدم القلق من انتشار أعداد أكبر من قوات الشرطة ومن بينهم شرطة مسلحة، في شوارع العاصمة".

وكان ترمب انتقد محاولة خان طمأنة السكان بعد هجوم السبت. وقال ترمب في تغريدة "قتل سبعة على الأقل واصيب 48 آخرون في هجوم ارهابي ورئيس بلدية لندن يقول+لا داعي للقلق+". وقال ترمب في تغريدة "علينا أن نتوقف عن تجنب تسمية الأمور بأسمائها، وأن نركز على أمن شعوبنا. إذا لم نصبح أذكياء فإن الامور ستتدهور". 

وفيما كانت لندن لا تزال تعيش حالة من الصدمة، وكانت الاحداث لا تزال تتفاعل، كتب ترامب تغريدة اعتبر فيها ان ما يحدث يؤكد ضرورة فرض "حظر السفر" المثير للجدل الذي اقترحه على القادمين من العديد من الدول التي يشكل المسلمون غالبية سكانها. 

وقال خان في مقابلة مع هيئة بي بي سي بعد ساعات من الهجوم "رسالتي الى سكان لندن وزوار مدينتنا العظيمة هي الهدوء واليقظة اليوم. ستشاهدون زيادة في تواجد الشرطة اليوم بمن فيهم ضباط شرطة مسلحين وضباطا بالزي الرسمي. لا داعي للخوف من هذا". 

وردا على انتقادات ترمب الاحد، أصدر المتحدث باسم خان بيانا قال فيه إن رئيس البلدية المشغول في تنسيق الرد على الهجوم وفي الوقت عينه طمأنة سكان لندن والزوار "لديه امور اكثر اهمية يقوم بها من الرد على تغريدة غير دقيقة لدونالد ترمب الذي يتعمد اخراج ملاحظات (خان) من سياقها". 

لا تليق برئيس 
جاء الهجوم على وسط لندن بعد 12 يوما على اعتداء مانشستر الذي أسفر عن 22 قتيلا وأكثر من مئة جريح، وقبل خمسة أيام على الانتخابات التشريعية في المملكة المتحدة، واعاد الى الذاكرة هجوم مارس الماضي الذي قام منفذه بدهس مارة بسيارة بالقرب من مقر البرلمان ما أدى الى مقتل خمسة اشخاص. 

هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها ترامب باستغلال هجوم ارهابي لتحقيق مكاسب سياسية، وفيما لا يزال سكان لندن يعانون من الصدمة الاحد، اثارت تغريدات الرئيس الاميركي ردود فعل غاضبة على جانبي الاطلسي. 

كتب ديفي لامي عضو البرلمان من حزب العمال في تغريدة ان تصريحات ترامب "رخيصة وبغضية ولا تليق بزعيم دولة وتجعلني أشعر بالرغبة في الخروج من السياسة في يوم كهذا. الشر في كل مكان نراه". 

أما في الولايات المتحدة فقال نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور لشبكة سي ان ان: "لا أعتقد أنه من المناسب وسط هجوم ارهابي كبير من هذا النوع أن ننتقد رئيس بلدية يحاول تنظيم رد المدينة على هذا الهجوم". 

وبشأن إشارة ترمب الى اقتراحه بحظر السفر الذي أوقفته المحاكم الاميركية قالت سيسيليا وانغ نائبة مدير اتحاد الحريات المدنية الاميركية للشؤون القانونية في تغريدة: "يجب أن نغضب عندما يستغل الرئيس جريمة رهيبة عنيفة للحصول على تأييد لسياسته التمييزية غير القانونية". 

في يونيو الماضي وبعد اطلاق النار الدموي على ناد ليلي في اورلاندو في فلوريدا، بعث ترمب بتغريدة جاء فيها "اشكركم على تهنئتي على صوابي بشأن الارهاب الاسلامي المتطرف، ولكنني لا أريد تهاني بل أريد التشدد واليقظة. يجب أن نكون أذكياء". 

أثارت تلك التغريدة ردود فعل غاضبة، وقال بعض المنتقدين إن الهجوم الذي أودى بحياة 49 شخصا ليس الفرصة المناسبة لكي يتلقى فيها الرئيس "التهاني".