أسامة مهدي: عبر تركمان العراق المكون الثالث في البلاد عن غضبهم لقرار الاحزاب الكردية في اقليم كردستان اجراء الاستفتاء على انفصال الاقليم في سبتمبر المقبل واصرارها على شمول محافظة كركوك موطن التركمان الرئيسي، فيما دعا القادة العراقيون دول المنطقة الى تطوير التنسيق في ما بينها امنيا وسياسيا ودبلوماسيا.

وشددت الجبهة التركمانية العراقية التي تضم الاحزاب والقوى والشخصيات التركمانية على ان قرار الاستفتاء مخالفة دستورية واضحة، واضافت في بيان صحافي الخميس حصلت "إيلاف" على نصه: "في الوقت الذي لم تنته بعد تداعيات مشكلة رفع علم الإقليم فوق المباني الحكومية في محافظة كركوك أصدرت الأحزاب والقوى السياسية الكردية أمس قرارا بإجراء استفتاء على استقلال الإقليم عن العراق واجرائه في مناطق واقعة خارج إدارة الإقليم ايضا".

واعتبرت الجبهة "هذه الخطوة مخالفة واضحة للدستور العراقي في مادته الاولى التي نصت على ان "جمهورية العراق دولةٌ اتحادية واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق".

واشارت الى ان هذا النص يؤكد وحدة العراق فان اقحام المناطق الواقعة خارج الإقليم ما هو الا اجراء احادي وبالضد من رغبة الساكنين من التركمان والعرب والمكونات الأخرى في المنطقة.

وطالبت الجبهة رئيس الوزراء حيدر العبادي ومجلس النواب العراقي وجميع القوى السياسية باتخاذ إجراءات ملموسة ضد اية خطوة تهدف الى تقسيم العراق .. منوهة الى ان اي مقترح من هذا القبيل يجب ان يناقش أولا داخل قبة مجلس النواب العراقي وبموافقة جميع المكونات العراقية.

ومن جهته شدد النائب العراقي عن المكون التركماني عباس البياتي أن محافظة كركوك خط أحمر دولي وإقليمي مؤكدا ضرورة حسم أمرها بالتوافق بين جميع مكوناتها وقال إن "كركوك وضعها خاص ولا يمكن حسم أمرها باستفتاء أو بفرض أمر واقع أو قرار أحادي الجانب".

مبينا في تصريح لوكالة "السومرية نيوز" العراقية اطلعت على نصه "أيلاف" أن "كركوك تعتبر من الخطوط الحمراء إقليميا ودوليا والتي تحتاج إلى توافق من جميع مكونات المحافظة".

ويصر الاكراد على شمول محافظة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) بالاستفتاء على الرغم من انها غير خاضعة لادارة حكومة اقليم كردستان وانما الى الحكومة المركزية في بغداد اضافة الى انها تضم غالبية سكان من التركمان مع اكراد وعرب ومسيحيين.

وكان قد أعلن أمس عن اتفاق الاحزاب السياسية الكردية في اقليم كردستان على اجراء استفتاء انفصال الاقليم عن العراق في 25 سبتمبر المقبل والانتخابات التشريعية والرئاسية في السادس من نوفمبر المقبل.

فيما اكدت مفوضية الانتخابات والاستفتاء في الاقليم قدرتها على اجراء عمليتي الاستفتاء والانتخابات في موعدهما المعلن. لكن يمكن ان تقف كركوك عائقا أمام الحلم الكردي فالإقليم يصر على ضم هذه المناطق لحدوده بينما ترفض بغداد التنازل عنها اضافة الى عدم نظر دول اقليمية منها تركيا وايران وسوريا بارتياح الى قيام مثل هذه الدولة التي قد تحرك الاكراد في الدول الثالثة للمطالبة بالانفصال ايضا. 

العراق يدعو لتطوير التنسيق

دعت الرئاسات العراقية الثلاث خلال اجتماع مع قادة الكتل السياسية في البلاد دول المنطقة الى تطوير التنسيق في ما بينها امنيا وسياسيا ودبلومايا.

وبحثت الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان خلال اجتماع مع قادة وممثلي القوى السياسية في بغداد "بشكل مركز وشامل آخر التطورات الأمنية والسياسية على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية وما حصل خلال الأيام الأخيرة من تفجيرات وأعمال إرهابية في الداخل والخارج شملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفغانستان والمملكة المتحدة ودولًا أخرى" كما قال المكتب الاعلامي للرئاسة العراقية في بيان صحافي الخميس تابعته "إيلاف".

وقد استنكر المجتمعون بشدة تلك الاعتداءات الإرهابية الآثمة مؤكدين تضامن الشعب العراقي مع شعوب هذه الدول ودعوا إلى تطوير التنسيق الأمني والدبلوماسي والسياسي بين دول المنطقة وجميع الدول الصديقة لا سيما المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب والى المبادرة لتعميق الثقة والتفاهم بما يضمن إزالة أسباب التوتر وإحلال التهدئة والاستقرار والتعاون الأخوي كما دعوا إلى إعادة النظر بالمواقف المثيرة للخلافات والمشاكل.

وقالت الرئاسة العراقية ان المجتمعين ركزوا على "أن العراق العائد بعزم وثبات إلى الاضطلاع بدوره الحيوي في نشر وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة بعد تقديمه تضحيات جسيمة في مواجهة الإرهاب يؤلمه أن يتعرض أي بلد آخر إلى جرائم العصابات الإرهابية".

وأعرب المجتمعون عن استعداد العراق "لبذل قصارى الجهود لتقريب وجهات النظر وتعميق الحوار البناء بين الدول الشقيقة والصديقة كافة فضلا عن تعزيز التعاون المعلوماتي بما يضمن القضاء على الجماعات الإرهابية وأسباب وجودها مجددين تأكيد ضرورة التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات المسلحة ولا سيما في ليبيا واليمن وسوريا".