هيمنت نتائج الانتخابات العامة في بريطانيا على الصحف البريطانية الصادرة السبت، إذ تناولتها في تغطيتها الخاصة وفي افتتاحياتها وفي مقالات الرأي، أما في ما يتعلق بالقضايا العربية، فتناولت الصحف عددا من القضايا من أبرزها الخلاف بين قطر وعدد من الدول العربية.
البداية من صحيفة الغارديان التي تصدر صفحتها الأولى مقال لهيذير ستيوارت المحررة السياسية للصحيفة بعنوان "من الغطرسة إلى المهانة".
وتقول ستيوارت إن تيريزا ماي التي "هذبتها" نتيجة الانتخابات، اعتذرت أمس لزملائها في الحزب لإهدار أغلبية حزب المحافظين بمقامرة خاسرة لإجراء انتخابات عامة مبكرة اضطرتها نتيجتها إلى اللجوء إلى الأحزاب الاتحادية في ايرلندا الشمالية.
وأضافت أن زيادة كبيرة في التأييد لحزب العمال وزعيمه جيريمي كوربن وسياساته المناهضة للتقشف أدت إلى تراجع حزب المحافظين وتركتهم عاجزين عن تشكيل حكومة أغلبية بمفردهم.
وقالت إن اعتذار ماي جاء بعد أن غضب حزب المحافظين من تصريح سابق لمقر رئاسة الوزراء لا يقر بالنتيجة "الكارثية" التي باءت بها الانتخابات التي نادت بها ماي.
وفي صفحة الرأي من الغارديان نجد مقالا لغابي هنسليف بعنوان "ماي لن تنجو". وتقول هنسليف إنه من الصعب التفكير في سقوط أكثر دويا وفي غطرسة أكثر اكتمالا من غطرسة ماي. وتتساءل قائلة إن "ماي نادرا ما تميل إلى المغامرة والمخاطرة، فكيف انتهى بها الحال إلى مثل هذه المقامرة التي جاءت بمثابة استفتاء عليها هي شخصيا، وخسرت فيه؟".
وترى هنسليف إن الخطا الرئيسي و"القاتل" لماي هو أنها لم تدرك مدى الثورة الشعبية والتغير في الرأي الذي رفعت اسهم جيريمي كوربن وحزب العمال.
وتقول هنسليف إن مجلس الوزراء لا يمارس ضغوطا لرحيل ماي ولكن الأمر المتوقع بشكل متزايد هو أنها ستسعى إلى دعم بقاء حزب المحافظين في السلطة، وتشكيل حكومة مؤقتة بالتعاون مع الاحزاب الاتحادية في أيرلندا الشمالية، ثم تعلن في وقت لاحق جدولا زمنيا لتركها للسلطة على أن تبقى كرئيس لحكومة تسيير أعمال حتى يتم اختيار رئيس وزراء يخلفها.
وتختتم هنسليف المقال متسائلة أيمكن أن نمني أنفسنا ببعض الاستقرار؟ وتجيب أن كل الساسة الآن يجب أن يحذروا التوقعات، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن توقعه تأكيدا أن تخلو الفترة القادمة من المفاجآت.
"ماي تحدق في الهوة"
وننتقل إلى صحيفة التايمز التي صدرت صفحتها الرئيسية بمقال لفرانسيس إليوت المحرر السياسي للصحيفة بعنوان "ماي تحدق في الهوة".
ويقول إليوت إن تريزا ماي كانت تتشبث بالسلطة أمس، ولكنها كانت تحت رحمة مجلس وزرائها، وخصومها في الحزب، والاحزاب الاتحادية الأيرلندية الشمالية التي تسعى للإتلاف معها.
ويقول إليوت إن رئيسة الوزراء التي تقلصت سلطتها كثيرا اضطرت إلى أن تعد بأن ستمنح فيليب هاموند، وزير الخزانة الذي كانت تعتزم إقالته، سلطة اكبر فيما يتعلق بمشاورات الخروج من الاتحاد الأوروبي بينما تواجه حقيقة فقدها للأغلبية.
"السيدة القوية"
وفي صحيفة التايمز أيضا نطالع تحليلا لآرون روغان عن آرلين فوستر زعيمة الحزب الاتحادي الديمقراطي لأيرلندا الشمالية، التي تقول الصحيفة إنها أصبحت واحدة من النساء الأكثر نفوذا في السياسة البريطانية.
ويقول روغان إن فوستر ستكون أكثر من سعيدة لتقوية الصلات بين بلفاست ولندن بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. ويضيف أنه منذ بدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، والحزب الاتحادي الديمقراطي لأيرلندا الشمالية يخشىى أن تتقطع أواصر الصلة بينه وبين بريطانيا، وسيغتنم الفرصة للعب دور مباشر في أيرلندا الشمالية. وكان الحزب قد قال إنه يريد أن تكون أيرلندا الشمالية هي الصلة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي عبر جمهورية ايرلندا.
السعودية وحلفاؤها يزيدون الضغوط على قطر
ونعود إلى صحيفة الغارديان ومقال لبيتر بومونت من الدوحة بعنوان "السعودية وحلفاؤها يصعدون أزمة قطر بنشر قائمة العقوبات".
ويقول بومونت إن السعودية وحلفاءها فرضوا عقوبات على أكثر من عشرة مؤسسات قطرية وعلى 59 شخصا يتهمونهم بأهم على صلة بالجماعات الإسلامية المتشددة.
وجاء الإعلان عن القائمة في الوقت الذي تحاول فيه السعوية والإمارات والبحرين ومصر عزل قطر جغرافيا ودبلوماسيا.
وتقول الصحيفة إن العقوبات تزيد الضغوط على قطر، التي من المزمع أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2022، والتي توجد على أراضيها قاعدة أمريكية هامة.
ويقول بومونت إن العقوبات أيضا تشير ايضا بقوة إلى احتمال امتداد الحملة بزعامة السعودية إلى مناطق ومنظمات أخرى خارج قطر، بما في ذلك شن حملة ضد الإخوان المسلمين في مصر، حيث تشمل العقوبات الشيخ يوسف القرضاوي، الذي حكم عليه غيابا في مصر بالإعدام.
التعليقات