أعلن الجيش الفلبيني أن قوات أمريكية خاصة تقدم المساعدة الفنية له، كي يستعيد السيطرة على بلدة "ماراوي"، الواقعة جنوبي البلاد، والتي يسيطر عليها مسلحون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية.
ويحاصر بلدة ماراوي مئات من المسلحين، الذين أعلنوا الولاء لتنظيم الدولة وينتمي عشرات منهم لدول مجاورة ودول من الشرق الأوسط، وقد أثار هذا الحصار مخاوف من أن التنظيم المتشدد قد أمَن موطئ قدم في جنوب شرقي آسيا.
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في مانيلا إن مساعدة القوات الخاصة الأمريكية في تحرير البلدة يأتي بناء على طلب من الحكومة الفلبينية،
وفي ماراوي، قال المتحدث العسكري الفلبيني، العقيد خو آر هيرارا، في مؤتمر صحفي: "إنهم لا يقاتلون على الأرض. إنهم يقدمون فقط دعما فنيا"، وذلك في إشارة للقوات الأمريكية.
وتأتي هذه المساعدة بعد شهور من توتر العلاقات بين الحليفين القديمين، بسبب تعهد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي بطرد القوات الأمريكية من بلاده.
ونشرت واشنطن قوات أمريكية خاصة في جزيرة مينداناو عام 2002، لتدريب قوات فلبينية كانت تقاتل مسلحي جماعة " أبو سياف"، وذلك ضمن برنامج مساعدة عسكرية تضمن 1200 جندي أمريكي.
وانتهى هذا الوجود العسكري عام 2015، لكن بقي هناك وجود من أجل الدعم الفني واللوجيستي فقط.
وكانت الولايات المتحدة والفلبين حليفين طيلة عقود، ووفرت تلك العلاقة لواشنطن موطئ قدم استراتيجي في آسيا، بينما منحت مانيلا درعا في مواجهة سيطرة الصين على المنطقة.
لكن دوتيرتي قلل من شأن هذا التحالف، ورآه عقبة أمام التقارب مع الصين، وانتقد واشنطن مرارا لأنها تعامل بلده كخادم من وجهة نظره.
ويرى دوتيرتي أن القتال الدائر في ماراوي يجري في إطار مشروع أوسع، لإقامة "خلافة" لتنظيم الدولة في منطقة مينداناو الجنوبية، وأعلن الأحكام العرفية في تلك البلدة.
وطلب الجيش الفلبيني من شركة فيسبوك، الجمعة، إغلاق عشرات الحسابات الالكترونية التي يستخدمها متشددون يشاركون في القتال في بلدة ماراوي ، بحجة أنها تستخدم للدعاية المتطر
وقال خو-أر هيريرا، المتحدث باسم الجيش، إن الدائرة العسكرية المسؤولة عن الشبكات الاجتماعية، رصدت 63 حسابا فتحها متشددون وأنصارهم على فيسبوك.
ويشكل المسلمون غالبية سكان بلدة ماراوي البالغ عددهم 200 ألف نسمة، وقد أُخليت بصورة شبه تامة مطلع الشهر الجاري، لكن لا يزال هناك مئات المدنيين العالقين في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
واحتل مسلحون موالون لتنظيم الدولة جزءا من بلدة ماراوي منذ الثالث والعشرين من مايو / أيار الماضي ، في أعقاب محاولة القوات الحكومية اعتقال "ايسنيلون هابيلون"، الذي يعد زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الفلبين، وهو أيضا من قادة جماعة "أبو سياف" الإسلامية المتشددة.
وتنشط جماعة أبو سياف في الفلبين منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي، وتطالب بإقامة دولة إسلامية مستقلة في جزيرة مينداناو جنوبي الفلبين التي يشكل المسيحيون الكاثوليك غالبية سكانها.
واختطفت الجماعة منذ ظهورها مئات الأجانب والفلبينيين للحصول على فدى.
وأفادت تقارير إعلامية فلبينية بأن طائرة استطلاع أمريكية من طراز بي ثري أوريون P3 Orion شوهدت وهي تحلق فوق بلدة ماراوي الجمعة.فة.
التعليقات