إيلاف من لندن: أثير جدل كبير في الساحة التركية بعد إعلان مسؤول كبير في قطاع التعليم في تركيا بأنه سيتم وقف تدريس نظرية النشوء والارتقاء لتشارلز داروين في المدارس الثانوية، معتبرا أنها نظرية مثيرة للجدل ويصعب فهمها.

وأوضح ألب أرسلان دورموش رئيس المجلس الوطني للتعليم في خطاب عبر الإنترنت هذا الأسبوع إن فصلا بعنوان "نشأة الحياة والتطور" سيحذف من كتب الأحياء الأساسية، التي يتم تدريسها بالمدارس، وإن تلك المناهج ستتاح فقط لطلاب الجامعات من عمر 18 و19 عاما.

وقال دورموش، إن درس التطور كان موضع خلاف وإثارة للجدل إضافة إلى كونه معقدا جدا بالنسبة إلى الطلاب، مضيفا في فيديو نشر على موقع وزارة التعليم على شبكة الإنترنت "نعتقد أن هذه المواضيع تفوق فهمهم".

وأضاف أن مادة التطور ستتم إزالتها من كتاب علم الأحياء للصف التاسع، وسيتم تأجيل دراسته إلى المرحلة الجامعية لدارسي هذا التخصص.

مسائل خلافية&

وقال المسؤول التعليمي التركي: "نحن ندرك أن طلابنا لن يتمكنوا من فهم بعض المسائل الخلافية ما لم تتوفر لهم الخلفية اللازمة لفهم المقدمات المنطقية والفرضيات، أو يكون لديهم الإطار المعرفي والعلمي ولذلك تركنا بعضا من ذلك".

وكان نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، قال في وقت سابق هذا العام إن نظرية داروين التي نشرت أول مرة في القرن التاسع عشر "قديمة وبالية" وليس من الضروري تدريسها.

ويعتقد منتقدو الحكومة في تركيا أن الحياة العامة في ظل الرئيس رجب طيب إردوغان تجردت بشكل متزايد من المظاهر العلمانية، التي غرسها مصطفى كمال أتاتورك مؤسس البلاد.

استثناءات

وكانت البوابة الإلكترونية Birgün التركية قالت إن الخطة التعليمية الجديدة، من قبل وزارة التربية والتعليم أعدت لتستثني ليس فقط نظرية داروين، ولكن أيضًا بعض الموضوعات الأخرى مثل مبادئ العلمانية وبعض إنجازات الرئيس الأول للجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

وأضافت البوابة أن السلطات تقوم الآن بتنفيذ برنامج لتشكيل نوع جديد من الخطة التعليمية، والتي تقوم أساسا على المتدينين والمكونات الوطنية.

ووجّه البرنامج الدراسي الجديد بانتقادات من الخبراء الأتراك، فقال رئيس الاتحاد التركي لنقابة العاملين ”أن المنهج الجديد يتحدى نظام التعليم العلماني كوسيلة للحياة، وإن الممارسة الأخيرة من تبسيط النصوص في الكتب المدرسية هو هجوم منظم على العلوم الطبيعية والتاريخ والفلسفة“.

و أضاف ”أن ذلك المنهج يعتبر مبادرة خطيرة من وزارة التربية والتعليم، والذي يفصل البرنامج التعليمي عن المعرفة العلمية والواقع” ويجعلها مماثلة إلى المناهج الموجودة في المدارس الدينية .
&