أسامة مهدي: قال الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق إن حكومة ايران هي اكبر راع للارهاب، مؤكدًا ان مسعى المعارضة الايرانية لاسقاط النظام مشروع، وأن كبار المراجع الشيعة رفضوا ولاية الفقيه، ولذلك فإن خامنئي شكل المليشيات في دول المنطقة لحماية هذه الولاية.

واشار الامير الفيصل في كلمة خلال المهرجان السنوي للمعارضة الايرانية في باريس اليوم، وتابعتها "إيلاف"، بحضور عشرات الالاف من ابناء الجاليات الايرانية في الخارج ومئات الشخصيات السياسية والاكاديمية والدينية والاعلامية اليوم الى ان المرصد الايراني الاعلى علي خامنئي حرص على وجود ميليشيات رديفة لجيوش العواصم التي تهيمن عليها قوات الحرس الثوري مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والميليشيات في سوريا والعراق وإخضاعها للتجربة الإيرانية مع الحرس الثوري فتصبح خيوطًا في أصابع الولي الفقيه الذي منحه الدستور الإيراني الذي خلفه الخميني الصلاحيات المطلقة.

مسعى مشروع

وشدد على أن مسعى المعارضة الايرانية لمواجهة النظام مشروع وجهادها لتخليص الشعب الإيراني بجميع أطيافه عربًا وكردًا وبلوشًا وآذريين وفرسًا من ظلم ولاية الفقيه مطلوب " فعلى بركة الله سيروا وسدد الله خطاكم وتحية إجلال لشهداء ضحايا الخميني وخليفته".

واضاف ان دول مجلس التعاون في الخليج العربي والفارسي وجارتها إيران تعيش في حالة تعايش حتى جاءت ثورة الخميني في عام 1979 وتبدلت الأحوال من تعايش مشترك رغم وجود بعض الاختلافات إلى سعي الخميني وأتباعه إلى استبدال منطق التعايش بصدام وما عرف بسياسات تصدير الثورة، حيث تم استبدال منطق الدولة بمنطق الثورة الذي يخفي وراءه رغبة توسعية جامحة وبات من الصعب إذا لم يكن من المستحيل أن نتفاهم بمنطق الثورة والانقلاب لا بمنطق السياسة والدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتثوير الجماعات وأصبحت الاستراتيجية الخارجية لقيادة ولاية الفقيه هي إحلال فكرة الانقلاب والاضطراب على فكرة الاستقرار.

فيديو كلمة الامير تركي الفيصل:


كبار مراجع الشيعة يرفضون ولاية الفقيه

واكد الامير الفيصل ان كبار المراجع الشيعة قد رفضوا هذه الفكرة وبينوا أن فكرة الخميني تتعارض مع ثوابت فقهاء الشيعة الإمامية سواء كان ذلك في إيران، حيث المرجعية والحوزة الشيعية في مدينة قم أو في العراق، حيث المرجعية والحوزة الدينية في النجف وأينما وجدت المراجع الجعفرية. 

واوضح ان هناك اختلافاً بين فقهاء الشيعة على مسألة ولاية الفقيه المطلقة وعلى الثورة والشاهد الآخر أن الخميني بعد وصوله إلى سدة الحكم أخذ أتباعه يجمعون له المقلدين على حساب الكبار في مذهب ايماني كي تجتمع بيده ولاية الفقيه وولاية المذهب فأخذ بالتضييق على المراجع بالذات محمد كاظم شريعتمداري، الذي يعود له الفضل بإنقاذ الخميني من الإعدام في عهد الشاه، عندما أشار إليه برتبة آية الله وهي منزلة لا يعدم صاحبه حسب القانون الإيراني آنذاك إلا أن شريعتمداري لم يوافق على تسمية الجمهورية بالإسلامية، أما في العراق فكان المرجع أبوالقاسم الخوئي وهو الآخر لا يشجع على إقحام الدين والمذهب في السياسة لم يكن مع فكرة ولاية الفقيه.

الخميني انقلب على جميع حلفائه

واوضح ان ما جرى بعد ذلك هو أن قام الخميني بسلطته المتصاعدة بإهانة شريعتمداري وأقفلت مدرسته ومكتبته واعتقل في داره حتى وفاته عام 1985 ومنعوا صهره من الصلاة عليه ولا يعرف له قبرًا. وتفاصيل ما تعرض له هذا المرجع الكبير من السجن والإهانة رصدها تلميذه رضا صدر في كتابه في سجن ولاية الفقيه ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل مما شاع ذكره في تلك الأيام أن أنصار الخميني يطوفون بالحمير واضعين على رؤوسها صور المرجعين شريعتمداري والخوئي للإيغال في الإهانة كجزء من الإستراتيجية الثورية التي سار عليها الخميني وأنصاره والتي لم ينجُ منها أحد. ووضع الخميني نفسه نائبًا للإمام وأضيف إليه لقب «رهبر» ثم المرشد وغيرها من الألقاب.

واوضح انه ما أن وصل الخميني إلى طهران حتى انقلب على جميع حلفائه من مختلف تيارات الشعب الإيراني الذين هم الذين قاموا بالثورة واضطهدهم بالسجن والاغتيال والإعدام. وكنتم أنتم أول من طعنه الخميني في الظهر وعلى جانب آخر، تم اختيار خلخالي رئيسًا للمحكمة والقضاء وأخذ بنفسه الثوري الذي اقتبسه من الخميني بإعدام المخالفين على الشبهة، وقد شاعت كلمته الشهيرة في تبرير قتل الأبرياء حينما قال: المجرم أخذ عقابه والبريء يدخل الجنة. 

سلوك النظام الايراني دموي ودكتاتوري

وقال إن الخميني وعد الإيرانيين بالديمقراطية ويتشدق النظام اليوم بأنه عقد انتخابات فما معنى هذه الانتخابات التي لا يدخلها إلا من يزكيه الولي الفقيه. ثم إن أي انتخابات لا تعتبر شهادة حسن سيرة وسلوك فكل الأنظمة الشمولية مثل الفاشية والشيوعية تعقد انتخابات ولنا العبرة في أن سفاح دماء القرن الماضي، هتلر وموسوليني وإستالين كلهم تشدقوا بانتخاباتهم. إن سلوك النظام في طهران لا يؤهله أن يكون نظامًا ديمقراطيًا بل إن سلوكه هو سلوك دموي ودكتاتوري، أما عمليات الإعدام التي نفذها الجزار النظام الإيراني وذهب ضحيتها آلاف السجناء الإيرانيين عام 1988 فما تزال أصداها تتردد وستبقى لعنة أبدية على هذا النظام وقياداته. وهي تثبت أنهم مجرمو حرب يجب أن يقدموا للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية.

وخاطب الامير الفيصل الالاف من المشاركين في مهرجان المعارضة بالقول "إن مسعاكم لمواجهة هذا النظام مشروع وجهادكم لتخليص الشعب الإيراني بجميع أطيافه عربًا وكرداً وبلوشا وآذريين وفرسًا كما قالت السيدة مريم رجوي من ظلم ولاية الفقيه مطلوبا، فعلى بركة الله سيروا وسدد الله خطاكم وتحية إجلال لشهداء ضحايا الخميني وخليفته ليس فقط في العراق وسوريا والجزيرة العربية وأينما قتلوا في شتى أنحاء العالم. ولكن أولا وآخرا، لشهداء الشعب الإيراني العظيم.

وكانت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي قد اكدت في كلمة لها ان اسقاط النظام الايراني اصبح ممكنًا في المستقبل المنظور مشيرة الى وجود بديل ديمقراطي جاهز يحل محله.

ودعت الى طرد النظام من الأمم المتحدة وتسليم مقعد ايران الى المقاومة وادراج قوات الحرس الثوري في قوائم المنظمات الارهابية وطرده من المنطقة وتقديم خامنئي وقادة النظام الى العدالة لانتهاكهم حقوق الانسان وارتكابهم جرائم ضد الانسانية خاصة مجزرة عام 1988.

وانطلق في وقت سابق اليوم في باريس المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في تجمع حاشد يمثّل أبناء الشعب الإيراني بجميع أعراقه وأجناسه وأديانه للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم في إيران وإحلال الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والسلام والاستقرار في المنطقة ودول الجوار، كما قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في بيان.

وقال المجلس الوطني للمقاومة في بيان صحافي تلقته "ايلاف" إنّ حالات النقمة تزايدت والشعب يطالب بتغييرات أساسية. واوضح أن "نظام الملالي يعيش في الضعف والوهن. تفاقمت الصراعات الداخلية أكثر من أي وقت مضى. حصيلة الانتخابات كانت فشل نظام ولاية الفقيه، فالنظام يحتاج إلى مزيد من القمع الداخلي وتصدير الإرهاب والحروب من أجل الحفاظ على السلطة".

واضاف أن "التدخلات المتزايدة للنظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول ودعمه للمجموعات الإرهابية جعلت عدم الاستقرار حالة ثابتة في المنطقة.

وشدد على ان "العالم قد سئم من تصرفات هذا النظام ووصل إلى قناعة بضرورة: مواجهة نشاطاته"، مشددًا على ان تغيير النظام الإيراني أمر لا بدّ منه.