روما: دعا وزير الداخلية الايطالي ماكرو مينيتي الاحد الدول الاوروبية الى فتح موانئها للمراكب التي تنقذ المهاجرين لتخفيف العبء عن روما وذلك قبيل اجتماع في باريس مع نظيريه الفرنسي والالماني.

ويلتقي الوزراء الثلاثة مساء الاحد بباريس لبحث "مقاربة منسقة" لمساعدة ايطاليا على مواجهة تدفق المهاجرين على سواحلها، بحسب مصدر قريب من الملف.

وقال مينيتي في مقابلة مع صحيفة الماساجيرو الايطالية اليومية ان ايطاليا تتعرض "لضغوط هائلة". وكانت ايطاليا هددت بمنع دخول السفن الاجنبية التي تنقذ مهاجرين في البحر المتوسط، من دخول موانئها.

وسجل وصول اكثر من 83 الف مهاجر الى ايطاليا بارتفاع فاق 19% مقارنة بنفس الفترة العام الفائت. وهددت ايطاليا باغلاق موانئها أمام سفن الانقاذ الممولة من القطاع الخاص أو قطع التمويل عن الدول الاوروبية التي فشلت في المساعدة في الأزمة.

وقال الوزير الايطالي ان السفن التي تنقذ المهاجرين "ترفع اعلام مختلف الدول الاوروبية" مشيرا الى انخراط سفن المنظمات غير الحكومية وسفن عملية صوفيا الاوروبية ضد المهربين وسفن وكالة حماية الحدود الاوروبية (فرونتكس) في هذه الجهود علاوة على سفن خفر السواحل الايطاليين.

وشدد على انه "ليس من المقبول ان تكون الموانىء الايطالية هي الوحيدة التي يتم توجيه اللاجئين اليها. هذا هو لب المسالة".

واضاف "ساكون فخورا لو ان مركبا واحدا اتجه الى ميناء (اوروبي) آخر بدلا من الوصول الى ايطاليا. هذا لن يحل مشكلة ايطاليا لكنه سيكون مؤشرا ممتازا" أن اوروبا تريد مساعدة ايطاليا. 

وتشتكي ايطاليا من انها تركت لوحدها في مواجهة ازمة الهجرة وتدعو شركائها الاوروبيين الى مزيد من التضامن معها.

وحذر الصليب الأحمر الايطالي من أن الوضع في مراكز الاستقبال المزدحمة بالفعل اصبح حرجا. والاسبوع الماضي، وصل 12 الف مهاجر ولاجئ الى شواطئ ايطاليا وحدها.

وفقد 2160 في الطريق بحرا إلى اوروبا منذ بداية السنة الحالية، بحسب منظمة الهجرة الدولية. وينطلق معظم المهاجرين من ليبيا.

ومن المقرر أن يلتقي مينيتي نظيره الفرنسي جيرار كولومب والالماني توماس دي مزيير والمفوض الاوروبي لشؤون اللاجئين ديمتري افراموبولوس الساعة (18:00 ت غ) في باريس.

التدقيق في المهاجرين في ليبيا

وقال الوزير الايطالي إن روما ستمارس ضغوطا من أجل الوصول الى طريقة تسمح بتقديم طلبات اللجوء من ايطاليا إلى ليبيا، بحيث يتم نقل اولئك الذين يحصلون على هذا الحق بشكل آمن إلى اوروبا.

وقال مينيتي "ينبغى أن نميز قبل أن ينطلقوا (عبر المتوسط) بين هؤلاء الذين لهم حق الحماية الانسانية واولئك الذين ليس لهم الحق".

وأضاف "وبناء على القرارات التي تتخذها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يجب أن نضمن سفر الذين لهم حق الرعاية الى اوروبا، فيما يتم اعادة المهاجرين لاغراض اقتصادية طواعية" إلى بلادهم الاصلية.

وأفادت تقارير ايطالية أن روما ستطلب تبني قواعد سلوك لسفن الانقاذ الممولة من القطاع الخاص، وأشارت صحيفة كورييري ديلا سيرا إلى امكانية "مصادرة" السفن التي لا تلتزم بهذه القواعد.

ويقول منتقدون إن المنظمات غير الحكومية تجذب المهربين بالابحار لقربها من السواحل الليبية. 

لكن هذه المنظمات تشدد على أنها لا تملك أي خيار آخر، لان المهربين يدفعون بالمهاجرين الى البحر في سفن متهالكة تغرق بمجرد وصولها إلى المياه الدولية.

وتأمل روما في انشاء مركز قيادي بحري اقليمي لقيادة عمليات الانقاذ من اليونان إلى ليبيا إلى اسبانيا، لتوزيع المهاجرين على موانئ دول اوروبية، بحسب كورييري ديلا سيرا.

من جهتها،ذكرت صحيفة لا ريبوبليكا أن ايطاليا تصر على توسعة البرنامج الاوروبي لاعادة توزيع اللاجئين ليشمل جنسيات اخرى مثل النيجيريين بدلا من اقتصاره حاليا على السوريين والاريتريين. 

وبين ايلول/سبتمبر 2015 ونيسان/ابريل 2017، اعيد توزيع 5001 طالب لجوء من ايطاليا إلى 18 دولة اوروبية أخرى. ما يشكل 14% فقط من الهدف المرجو البالغ نحو 94 الفا، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

 وقالت المفوضية في تقرير انه "في حين تظهر بعض الدول المشاركة التزاما اكبر حيال اعادة التوزيع، فان الوعود المقطوعة غير كافية والتنفيذ ما يزال بطيئا ومثيرا للتحديات".